بالرغم من التحذيرات الأمريكية، واصل الانقلابيون في اليمن استهدافهم للسفن والبوارج الأمريكية في منطقة باب المندب عند المدخل الجنوبي في البحر الأحمر، إذ أعلن قائد عمليات البحرية الأمريكية الأدميرال جون ريتشاردسون أن صواريخ من طراز كروز أطلقت من مناطق يسيطر عليها الحوثيون في اليمن ليلة السبت والأحد باتجاه المدمرة الأمريكية «ماسون» ولم تتعرض المدمرة لأضرار، والتي اتخذت تدابير دفاعية ونجت في تلافي الصواريخ. استهداف الانقلابيين في اليمن للمدمرة الأمريكية يأتي بعد هجومين للانقلابيين على السفن الأمريكية ويعد الرابع الذي يهدد الملاحة الدولية في باب المندب والذي بدأ في استهداف سفينة إغاثة إماراتية كانت تنقل جرحى ومواد إغاثية والهجوم الأخير للحوثيين يأتي بعد قصف الطيران الأمريكي لثلاثة مواقع رادار تابعة للحوثيين يعتقد القادة العسكريون الأمريكيون أنها لعبت دوراً في الهجمات السابقة. استهداف المدمرة ميسون يأتي بعد استهداف المدمرتين الأمريكيتين بونس، ونيتز، ومع أن السفن الحربية الأمريكية الثلاث لم تصب بأذى، إلا أن الإصرار على التعرض للسفن الأمريكية وقبلها السفينة الإماراتية يؤكد إصرار الانقلابيين على توسيع دائرة المعارك إلى خارج اليمن واستدراج القوى الدولية الكبرى لتوريطها في المعارك توافقاً مع نهج وسياسة ملالي إيران التي تحاول أن ترسل رسائل تهديد إلى الدول الكبرى والدول ذات المصالح المباشرة -من جراء تهديد الملاحة في البحر الأحمر ومن ضمنها الدول الواقعة على البحر الأحمر ومنها السودان وإثيوبيا وإريتريا وجيبوتي ومصر والسعودية- من أن دائرة المعارك ستتسع وأن أطرافاً إقليمية ودولية ستتورط في هذه المعارك. هذا الأسلوب الذي اتبعه الإيرانيون كثيراً في مواقع أخرى، وهددوا كثيراً في الإقدام عليه أيضاً في مناطق أخرى مثل مضيق هرمز والذي حقق لهم ما كانوا يسعون إليه ب»تخويف» وإرهاب دول معينة، ومنها أمريكا التي قدمت العديد من التنازلات ضمن حزمة «ترغيب» للنظام الإيراني، والذي منحته تواطؤاً تمثل في غض النظر عن تدخلاته وتجاوزاته الإرهابية في العراق وسوريا واليمن، وهدف نظام إيران تحريك الانقلابيين والضغط على الدول ذات المصلحة في الاستفادة من باب المندب والبحر الأحمر، وإرهابها للاستجابة إلى شروطها بجعلها «شرطي» المنطقة سواء في الخليج العربي والبحر الأحمر، كما أن توسيع دائرة المعارك واستهداف سفن الدول الكبرى سيجعل قوى دولية وأخرى تنضم إلى هذه المعارك مثلما حصل في الخليج العربي عندما استهدف الإيرانيون ناقلات النفط التي كانت تبحر في مياه الخليج العربي مما استدعى الدول المتضررة إلى طلب حماية الدول الكبرى، وشهدت مياه الخليج العربي أكبر تجمع بحري حربي شمل إلى جانب أمريكاروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين إلى جانب الدول المطلة على الخليج العربي، ولهذا فتوسيع دائرة الاعتداءات التي يقوم بها الانقلابيون وكالة عن الإيرانيين، استنساخ لفعل إيراني ورط المنطقة بتواجد حربي عسكري لا تزال منطقة الخليج العربي تعاني منه، وهو ما سوف يحصل في البحر الأحمر ما لم تسارع الدول الإقليمية التي لها سواحل ومنافذ بحرية دولية مهمة في التصدي لهذه المؤامرة الإيرانية التي ينفذها الانقلابيون وسط غفلة من بعض القوى الإقليمية التي لا تشعر بما يدبر لها لخنقها اقتصادياً وبحرياً.