هذا الأسبوع لبى سفير المملكة في كندا دعوة عفوية تلقاها من مواطن مبتعث عبر تويتر لحضور وليمة (عقيقة ابنته)، بالنسبة لي هذا خبر مُفرح جداً! فما أحوجنا لسماع مثل هذه الأخبار الإيجابية عن سفاراتنا في الخارج، مع هذا الكم الكبير من الشكاوى والتذمر الذي تمتلئ به الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي من (سعوديي الخارج) المقصود أهل السياحة والتنقّل بين البلدان ولحق بهم مؤخراً طالبو العلم، حول تأخر السفارة في الاستجابة لطلبهم في هذا البلد، أو عدم تفاعل القنصلية السعودية معهم في بلد آخر، وهو ما شكَّل صوراً نمطية خاطئة لدى الكثيرين منا! السفير نايف السديري لم يبتدع جديداً، بمشاركته وعدد من مسؤولي السفارة (مناسبة عائلية) لمواطن مُغترب، كان يريد أن يعبِّر عن فرحته بمولودته (ماريا السيوفي)، ويخبر سفارة بلده بقدومها، ويدعو السفير بعفوية لحفل العقيقة، وإذ به يحظى باستجابة فورية وحضور رسمي؛ فالكل شاركه المناسبة والفرحة، السفير بتصرّفه الإيجابي هذا عكس جزءاً من حقيقة المشهد المحلي في ترابط الأسرة السعودية اجتماعياً وثقافياً، عندما يحضر الأمراء والوزراء وقبلهم خادم الحرمين الشريفين للكثير من المناسبات الاجتماعية لكافة شرائح المجتمع، وبرأيي أن كل مُغترب شعر بالفرحة مثلما شعر بها المُبتعث خالد، فما أجمل الإحساس بالأهل والعزوة والوطن يرعاك وأنت خارج حدوده. لا أعرف كم نسبة من تعاملوا أو احتاجوا لخدمات السفارة في الخارج من بين السياح والمغتربين، ولكنني أعتقد بأن النسبة قليلة مُقارنة بأعداد السعوديين الذين يجوبون مشارق الأرض ومغاربها؟! إذاً ليس من العدل أن تتشكَّل لديك صورة نمطية خاطئة عن أداء سفاراتنا في الخارج، ودورها في خدمة الرعايا، تبعاً لقصص تُروى عبر وسائط التواصل أو وسائل الإعلام، دون سماع الموقف الحقيقي، وأسبابه و تداعياته، والتي غالباً ما تكون نتيجة تصرف خاطئ قام به سائح أو تساهل قاد لعملية نصب أو نحوه، فالسفارة لا تمتلك (عصا سحرية) لتصحيح أخطاء رعاياها بعد وضعها في موقف محرج، ولكنها ملزمة بالوقوف معهم بما يتوافق مع أنظمة وقوانين كل بلد تعمل فيه! وهذا لا ينفي التقصير إن حدث، والذي لا ترضى به قيادتنا التي في كل مرة يلتقي فيها ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين السفراء المعينين، تأتي كلمة (خدمة المواطن ورعايته) كأولوية في الحديث والتوصية، وهو ما تمثَّل في شعور مواطن بأن الوطن برمته يشاركه فرحته في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية..! وعلى دروب الخير نلتقي.