أكبر محفز يحصل عليه لاعب كرة قدم في ساحة العطاء والمنافسة في الملعب هو الحضور الجماهيري الكبير المؤيد والمساند.. الجمهور الذي يذهب إلى المدرجات مشجعًا ومساندًا، ومن أجل أن يقدم المؤازرة والدعم للاعبين؛ فيزيد من الدوافع الذاتية لديهم لاعبًا لاعبًا، بشرط أن يستمر التشجيع طوال وقت المباراة منذ بدايتها إلى نهايتها من غير اختيار أو تمييز، وبغض النظر عن النتيجة. كثيرًا ما تفوقت منتخبات كرة قدم أقل على أخرى أكبر منها بفضل الدعم والمساندة الجماهيرية التي ترفع من حماسة اللاعبين وجهدهم وعطائهم، وتزيدهم قوة؛ فيصبح المنتخب الأقل هو الأفضل وإن كان أضعف، ويتحول إلى الأقوى، ويظهر وكأنه يلعب بزيادة عددية، ويكسب المباراة، وربما بنتيجة غير متوقعة؛ ولذلك يؤيد الكثيرون أن الجمهور هو اللاعب رقم واحد أمام أستراليا غدًا، إذ يؤدي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مباراته المهمة والمهمة جدًّا على أرض استاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز (الجوهرة)، وقد أعلن الجمهور السعودي (التحدي) مبكرًا، وتقبَّل هدية فتح مدرجات الملعب (مجانًا) بأريحية عالية واندفاع كبير من أجل (القيام بمهمته) وقيادة منتخب بلاده وهو يسعى لعبور الكونغر، بل القفز من (عنق) المنافسة في المجموعة بمواجهة (الذهاب) مع المنتخب الأقوى والأكثر شراسة وصاحب المركز الثاني على مستوى القارة كلها (وليس المجموعة)، وفق وحسب تصنيف الفيفا الأخير في شهر سبتمبر، بعد أن أصبح مركزه ال(45) عالميًّا، مزيحًا المنتخب الياباني الذي تراجع إلى المركز الرابع على مستوى القارة، وأصبح المنتخب السعودي يليه في الترتيب بسبعة مراكز (الثالث آسيويًّا)، بعد أن احتل المركز ال(52) في التصنيف. ذلك وإن كان مؤشرًا جيدًا لكنه لا يعول عليه، وليس (المقياس) الحقيقي. المقياس الحقيقي إنما هو الحضور العملي في المدرجات، وعطاء وأداء اللاعبين جميعًا داخل المستطيل الأخضر. وفي هذا هناك سوابق تؤكد أن الكونغر الأسترالي يمكن أن تهزمه المؤازرة القوية والدعم الجماهيري للفريق الذي يلعب ضده، وأكبر شاهد على ذلك خسارته مرتين أمام منتخب (النشامى) الأردني في عمان عام 2012م في تصفيات المونديال، وفي هذا العام في مرحلة المجموعات الأولى، وكانت الخسارة بالنتيجة نفسها (صفر/ 2). وأذكر أن منتخب عمان تعادل مرتين (ذهابًا وإيابًا) مع الأستراليين في تصفيات مونديال 2014م، وفي المباراة التي على أرضه كان أبناء السلطنة هم من تقدموا (مرتين) قبل أن يدرك زملاء (تيم كاهل) بعد ذلك التعادل في مرمى الحبسي، قبل دقائق من صفارة النهاية. كلام مشفر - في سجل هزائم الكونغر عربيًّا أتذكر هزيمتين له من المنتخب العراقي في سنوات مضت، حتى مع الأخضر في سجله هزيمة لا تُنسى، كانت في بطولة القارات عام 1997م بهدف المدافع محمد الخليوي (يرحمه الله). - لا يوجد منتخب لا يخسر، خاصة إذا واجه منتخبًا تقف كل (العوامل) المؤثرة والمحفزة في صف لاعبيه لتحقيق انتصار معتبر، وفوز سيعد كبيرًا ومؤثرًا جدًّا في مشوار التصفيات لبلوغ المونديال. - صحيح أنها مهمة صعبة لكن نجوم الأخضر بالعزيمة والإصرار و(التحدي) قادرون على فعلها - بإذن الله تعالى -، خاصة أن رغبة الفوز والبحث عنه ليست تحديًا للاعبيه فقط وإنما هي تحدٍّ للمدير الفني أيضًا؛ فالهولندي السيد (بيرت فان مارفيك) واجه الأسترالي من قبل مرتين وهو يدرب منتخب بلاده، لكنه لم يفز؛ خسر واحدة، وتعادل في الثانية. - لاعبو المنتخب الأسترالي أصحاب خبرات كبيرة، خاصة في التعامل مع المدرجات والحضور الجماهيري، وهو معتاد على المباريات الجماهيرية؛ فمبارياته على أرض ملعب (سيدني) لا يقل حضورها عن 40 ألف متفرج. - ستشهد المباراة أكبر حضور جماهيري في مباريات المنتخب في جدة في تاريخ لقاءاته، بعد أن وزعت تذاكر سعة الجوهرة كاملة على المدرجات، ولا بد أن يواكب هذا السبق التاريخي تشجيع حقيقي وحماسي ومحفز كبير للاعبين طوال المباراة من الصفارة إلى الصفارة، ويكون التاريخ مشتركًا. - يعرف المنتخب الأسترالي كيف (يمتص) حماس واندفاع ودعم الجماهير بأسلوب لعبه في الدقائق الأولى من أجل (إسكات) المدرجات، وهو ما يجب أن يتنبه له جمهورنا العزيز، ويتعامل معه بعدم التوقف أو الصمت، وإنما استمرار التشجيع طوال الوقت، وهذه مسؤولية قادة المدرجات. - الأرض والجمهور والملعب وحتى (الأجواء) الربانية تقف جميعها - بفضل الله - إلى جانب المنتخب السعودي في المباراة ولمصلحته، فماذا بقي يا لاعبي الأخضر؟! أصبح المتبقي هو الثقة بالنفس ومن ثم الأداء والروح والجهد والقتالية واللعب بجماعية مع التركيز طوال دقائق المباراة، وعندها سيكون الفوز حليفنا. ونعم «يالأخضر تقدر».