لقاء الخميس المقبل أمام أستراليا في تصفيات كأس العالم هو الخطوة الأصعب أمام نجومنا في مشوار التصفيات.. فهو يأتي في أوضاع ليست جيدة للمنتخب السعودي في ظل عدم جاهزية أبرز لاعبيه وتراجع مستويات بعضهم الآخر.. في حين أن المرحلة تتطلب استمرار منتخبنا في المنافسة وتجاوز هذه المباراة وبأي طريقة وبأي ثمن.. أمام منتخب قوي ومتمرس ومحترف لكنه ليس من المستحيل هزيمته فقد خسر أمام منتخبات أقل منا كالأردن وعمان وغيرهما.. ولذلك فإننا نتمنى ألا تؤثر الضوضاء المفتعلة حول مدرب الأخضر وغيابه عن حضور بعض الجولات الخاصة بالدوري المحلي على أجواء الأخضر واستعداد لاعبيه وجاهزيتهم لهذه المباراة.. فالملاحظ خلال الفترة الماضية أن هناك من يتحدث عن مدرب المنتخب وكان غيابه هو كارثة الكوارث التي لا حل لها وستؤثر حتماً على منتخبنا.. في حين أن مارفيك ومنذ تعاقده وهو يسير بالأخضر بشكل جيد ويحقق نتائج جيدة، وهو لم يكن متواجداً طوال فترة العقد في السعودية ومع ذلك ليس هناك تأثير حقيقي ومباشر أو ملموس لمثل هذا التصرف.. إذا لماذا هذه الضجة والضوضاء المحيطة بالمنتخب التي خلقت نوعاً من عدم الاستقرار والتوتر في كل ما يتعلق بالمنتخب وشحنت الجماهير والإعلام دون داع ودون مراعاة لجوانب مهمة لها دور في تحقيق نتيجة إيجابية في هذه المباراة الهامة ألا وهي الدعم النفسي وتوحيد الصف والوقوف خلف المنتخب ولاعبيه لدفعهم ومساعدتهم على تجاوز هذه المباراة وتقديم أفضل ما لديهم خلالها.. * شخصياً أعتقد أن المباراة صعبة وصعبة جداً بالنظر للمستوى الفني للمنتخب الأسترالي.. لكن كرة القدم داخل الملعب وليست خارجه وليس دائماً يفوز الأفضل أو يخسر الأقل، كما أن من يكون أفضل على الورق وقبل المباراة قد يكون كذلك خلالها وهو ما يجعلنا نتفاءل ونشحذ همم لاعبينا للتألق والتفوق على أنفسهم لإسعادنا بإذن الله. تغيير المدربين.. لماذا؟! * موجة تغيير المدربين التي ضربت الأندية السعودية بعد أربع أو خمس جولات فقط من الدوري السعودي تؤكد حقيقة واحدة وهي غياب الفهم الفني لدى عدد غير قليل من العاملين في الأندية السعودية أو من بيدهم قرار كرة القدم.. هذا (الجهل) الفني يتمثل أولاً في التعاقد مع هؤلاء المدربين ومن ثم تقييمهم والحكم عليهم بعد ذلك، والذي أيضاً يأتي من أشخاص ليسوا مؤهلين لذلك ومن ثم تقييمهم وفقاً للنتائج أو بعض التصرفات الفردية أو حتى ضغوط الشارع الرياضي.. صحيح أن بعض الحالات تكون مستحقة وأن بعضهم يكون قد خدع في بعض المدربين باعتماده على السماسرة والسير الذاتية للمدربين.. لكن الغالبية العظمى جاءت لأسباب واهية جداً جداً يراها المسيرون، وهناك العديد من الأسماء التي كانت تقدم عملاً جيداً فنياً على أرض الملعب وتلعب كرة قدم حديثة وصحيحة، لكن النتائج لم تواكبها وتم اقصاؤها والتخلي عنها.. في حين تساعد النتائج بعض المدربين فتجد المديح يكال لهم والجميع يصفق لهم رغم مستواهم الفني المتواضع أو لنقل الأداء العادي جداً الذي تقدمه فرقهم والذي ليس له علاقة أبداً بكرة القدم الحديثة.. * إذاً أزمة الفكر الفني داخل الأندية هي في الواقع قريبة تماماً لما يثار على المستوى الجماهيري والإعلامي، فالاثنان في «الهوا سوى» وهو ما يفسر الاندفاع الإداري (في الغالب) مع الموجة والخضوع لها في ظل غياب الكفاءة الفنية المطلوبة لمن يتخذ القرار ويتحمل المسؤولية.. ومادام الوضع كذلك فلن تنتهي أو تتوقف موجة التعاقد مع المدربين السيئين واستمرار تغيير المدربين حتى وان كانوا جيدين فنياً طالما كل الأمور تدار يقصد بها إما لعب دور البطولة أو الدفاع عن النفس وكسب رضا الجماهير وفنياً على حساب مصلحة النادي. لمسات * أتمنى أن يحول مسؤولو النادي السعودي موجة الإحباط والتحطيم التي يتعرض لها المنتخب ولاعبوه إلى جانب إيجابي يجعل اللاعبين بعيدين عن الضغوط فهم أصلاً غير مطالبين بالفوز أو مرشحين له من قِبل الغالبية العظمى من الجماهير والإعلام وهذا سلاح إيجابي جداً متى تم توظيفه بشكل صحيح. * أفضل الفرق إعداداً بدنياً من وجهة نظري من الفرق التي شاهدتها حتى الآن هو فريق النصر.. المتميز بدنياً بشكل ممتاز جداً لكن ظروف الفريق الداخلية وأحواله غير المستقرة انعكست على الأداء الذي يقدمه لاعبوه.. وشخصياً لا أرى (فنياً) ما يستدعي تغيير المدرب في ظل الأداء الذي يقدمه الفريق حتى وهو يخسر! * عودة السويسري جروس للأهلي مجدداً لا تعني ضمان عودة الفريق للأداء الجيد الذي قدمه معه سابقاً.. فالظروف مختلفة والطموحات أيضاً كذلك.. لكن بالتأكيد مدرب جيد ميدانياً سيعيد التوازن للأداء الأهلاوي من جديد. * المستويات الرائعة والتألق اللافت للنجم نواف العابد أمر مسعد لنا كرياضيين.. فنحن بحاجة ماسة لعودة نجومنا للتألق والأهم استمرارهم على ذلك، فكم من فترة تألق خلالها نواف وجذب الأضواء والأنظار لكن عاد مجدداً وبعد فترة قصيرة للاختفاء.. فالوصول للقمة سهل لكن البقاء عليها هو الأصعب وهذا ما نتمناه لك أيها النجم المتألق. * رغم كل الأجواء المحبطة إلا أن منتخبنا سبق له وأن قدم مباريات كبيرة وهو بعيد عن الترشيحات وكلنا نتذكر ما قدمناه أمام الأرجنتين والأورجواي وأستراليا (في لندن) ودياً حين تألق لاعبونا وفاجأوا الجميع بأداء مبهر.