منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- والوطن شامخ قوي، حيث وحد هذا الوطن المترامي الأطراف ووحد شتاته وقبائله المتناثرة على كلمة التوحيد وجعل دستورها القرآن والسنة وكانت الدولة الوحيدة من دول العالم وحتى الإسلامي منها على هذا النهج الرباني فبنى وأقام دولة قوية شامخاً مهابة رغم قلة وشح مواردها حتى أنعم الله عليها باكتشاف خيرات هذه الأرض من بترول وغيره وسخرها لخدمة وطنه وشعبه وقد سلمها لأبنائه دولة كبيرة لها مكانتها الإسلامية والعالمية. ولقد تابع أبناء الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- بناء هذا الكيان العظيم وعملوا على استغلال ثروات هذا الوطن في خدمة الحرمين الشريفين وتأسيس البنية التحتية وتطويرها في مشروعات عملاقة في جميع النواحي الخدمية لإنسان هذا الوطن، وقد يطول الحديث في تعداد هذه الإنجازات ولكني أختصر ذلك، وقد عاصرت في عمر المخضرم من الملك سعود رحمه الله، وحتى تولى الملك سلمان -أطال الله في عمره- رجل العزم والحزم أختصرها بكلمة (إن الإنسان هو محور التنمية) فتتابع صدور الميزانيات والخطط الخمسية وعم الخير أرجاء المملكة بل طال هذا الخير وامتدت يد الخير والسلام إلى المسلمين أينما كانوا ولم تكتفِ بذلك بل غلبت جانب الإنسانية في تقديم العون والمساعدة للمتضررين من الكوارث والحروب. بعد هذه المقدمة عن الوطن الشامخ وقد يمكن من الانضمام إلى الدول العشرين الأقوى اقتصادا في العالم فأعود إلى عنوان المقال (التحول الوطني) وما يعنيه هذا التحول فعندما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله وأطال في عمره- ملك الحزم والعزم رأى بحكمته وتبصرته وممارسته الطويلة في شؤون الدولة الداخلية والخارجية أن تتغير النظرة في الخطط الخمسية القصيرة المدى والاعتماد في الدخل على مصدر وحيد ناضب وغير مستقر الأسعار وما يترتب عليه من العلاقات والأمور السياسية وعندما أيقن أن الإنسان في هذه المملكة الغنية قادر على المشاركة وتحمل المسؤولية وقد عهد خادم الحرمين الملك سلمان -حفظه الله- إلى من يعينه في تطبيق هذا التحول الوطني من العلاقات والأمور السياسية، وعندما أيقن أن الإنسان في هذه المملكة الغنية قادر على المشاركة وتحمل المسؤولية، وقد عهد خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله إلى من يعينه في تطبيق هذا التحول الوطني إلى جيل شباب قادر وطموح ممثلاً بسمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مهندس رؤية المملكة 2030. لقد هدف خادم الحرمين من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، مواجهة التحديات التي قد تعرقل مسار التنمية لهذا الوطن من سياسية واقتصادية واجتماعية لتواجهها باقتصاد قوي متنوع ومتعدد المصادر وبنظرة مستقبلية بعيدة المدى واضحة الأهداف والمعالم والخطوات قوية وجريئة وشاملة لجميع مناحي الحياة رؤية يشارك فيها الإنسان السعودي بكل شرائحه لإخراج الاقتصاد من الاعتماد على النفط السريع التأثر بالأحداث بحيث ينعكس هبوط وانحدار أسعاره على وضع الدولة الاقتصادي ونشاطها التنموي وينعكس على المواطن ودخله المعيشي. إن رؤية المملكة 2030 صمام أمان للأجيال من شبح الخوف من الاعتماد على هذا المصدر الناضب رؤية تفتح آفاق المستقبل لتكشف وتستغل خيرات هذا الوطن وما حباها الله من تنوع في الطبيعة من البحار والجبال والسهول والصحاري وما أنعم عليها بوجود الحرمين الشريفين ومكانتها الدينية وموقعها الإستراتيجي. إذاً آن الأوان لتتحرك جميع قطاعات الدولة ومؤسساتها الخدمية وكذلك القطاع الخاص والشركات العملاقة وكل فرد في هذا المجتمع تحتم عليه أن يشارك في تحقيق أهداف وطموحات هذه الرؤية وأن يساهم مساهمة قوية وفعالة وقد بدأت بوادر التحرك في العديد من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص في اتخاذ قرارات وإجراءات تتماشى مع تحقيق ما تتطلبه العمل الجاد والدؤوب وبخطى واثقة وعزم وتصميم راسخ ونضع أيدينا بأيدي قائد هذه الأمة الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك الحزم والعزم وساعديه ولي العهد سمو الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان، وحكومته الرشيدة، ونكون يداً تحمل السلاح لتذود عن حياض هذا الوطن ويداً تبني وتعمر لمستقبل زاهر لنا وللأجيال القادمة، حمى الله مملكتنا وقادتها وشعبها، وأدام الله أمنها واستقرارها وحفظ جنودنا في الحد الجنوبي ونصرهم وكل مرابط من حدنا أينما كان على ثغور هذا الوطن الشامخ العصي على الأعداء والله ولي التوفيق.