الطلب الذي تقدَّم به الهلال لاتحاد الكرة، والمتضمن رغبته في أن يدير جميع مبارياته حكام أجانب، هو طلب ذكي، لا يقدم عليه إلا من يثق بقدراته، فضلاً عن أنه تحدٍّ كبير لكل من كذب كذبة الحكم الأجنبي مع الهلال وصدق كذبته. ولقد كتبت تغريدة قبل تقديم الهلال طلبه داعيًا الهلال لقبول التحدي، والمطالبة بتحكيم أجنبي لجميع مبارياته؛ وذلك ردًّا على كل من يدندن على هذا الوتر المقطوع. وقد اضطررت لمسح التغريدة بعد معرفتي بأن الاتفاق طالب بحكام أجانب لمباراته أمام الهلال، خشية من أن يفسرها أحبابي وأصدقائي الاتفاقيون على أنها موجهة لهم. الذي يريد معرفة الحقيقة يمكنه الرجوع للبطولات والإحصاءات التي تؤكد أن الهلال حقق الزعامة الآسيوية في مباريات كل حكامها أجانب، بل حتى البطولات المحلية؛ فإن حاله أفضل حالاً من الفرق الأخرى التي حققت بطولاتها. ومن يعتقد أن الهلال لم يستفد من الأخطاء التحكيمية فهو كاذب، لكن في المقابل فإن من يعتقد أن فريقه المفضل لم يستفد من أخطاء الحكام فإنه أكثر كذبًا من غيره. أما من يشيع أن الهلال لا يحقق البطولات إلا عبر تحكيم محلي فإنه الأكثر دجلاً ونصبًا على نفسه وعلى جماهير ناديه. يقول المثل (عذر الكسلان مسح السبورة)، وهذا ما ينطبق على الكثير ممن يبحثون عن أعذار لفرقهم المفضلة العاجزة عن مجاراة الهلال وبطولاته. وكم تمنيت لو أن اتحاد الكرة وافق على طلب الهلاليين بإسناد جميع مبارياتهم لحكام أجانب؛ كي لا يتشبث بعض مسؤولي الأندية أو إعلامهم بشماعة التحكيم؛ ليبرروا فشلهم أمام جماهير أنديتهم. منتخبنا وثمانية ألمانيا رغم حصول منتخبنا على العلامة الكاملة في تصفيات مونديال موسكو إلا أن الوسط الرياضي بقيادة معظم آراء الكتّاب والمحللين والمعلقين لا يرون فيما يقدمه منتخبنا أي جديد. ومع أنني كنت من المؤيدين والمحرضين على الفرح والاحتفال بالفوزين المهمين إلا أنني لا أجد في إحباط الشارع الرياضي ما يدعو للاستغراب؛ فالمستوى الفني للاعبين مقلق، واللياقة ضعيفة، والتشكيل غير مقنع، والأداء الجماعي شبه منعدم. وإذا كنت أحترم كل الآراء، خاصة من الزملاء ذوي الخبرة، إلا أنني أشيد بما كتبه الزميل محمد السالم في هذه الصحيفة تحت عنوان (الأخضر والمونديال.. كيف السبيل إلى وصولك دلني)؛ ففي ذلك المقال رؤية فنية عميقة؛ تستحق التوقف عندها، ومناقشة ما جاء بها من قِبل الجهازَيْن الفني والإداري. تنتظرنا مباريات نارية أمام أستراليا واليابان والإمارات، وهي بالتأكيد أقوى بكثير من مباراتي تايلاند والعراق؛ ولهذا فالوسطية مطلوبة، وأقصد بذلك الفرح بعقلانية، ومواجهة الأخطاء بحكمة وتروٍّ.. فعدم الفرح يسبّب إحباطًا للاعبين، وعدم مواجهة الأخطاء يعتبر انتحارًا للفريق، وضياعًا لأمل انتظرناه منذ زمن بعيد. من جانب آخر، فإن صديقًا لي أبلغني بأن MBC PRO عرضت مباراة منتخبنا أمام ألمانيا، التي خسرناها بالثمانية، رغم أن منتخبنا يخوض التصفيات النهائية. ولا تعليق لي على الموضوع أكثر من طرح سؤال واحد، هو: لو عرض تلفزيون برازيلي مباراة منتخبهم أمام ألمانيا التي خسروها بالسبعة أثناء خوض البرازيل مباريات مهمة كهذه التصفيات.. تُرى ماذا سيكون رد فعل الجماهير هناك!!؟ توثيق البطولات من وجهة نظري، عملية توثيق البطولات لا تحتاج إلى كل هذه العنترية والخطابات النارية والبيانات الاستعراضية؛ فالبطولات الرسمية معروفة، والبطولات الودية معلومة، والفِرق الفائزة بالبطولات مسجلة وموثقة بالكلمة والصوت والصورة.. باختصار: إن عملية التوثيق أخذت وقتًا أطول من اللازم، وتأجيل إعلانها لم يكن له داعٍ، والهيئة هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن توثيق وإعلان نتائجها، بعد أن منحت اللجنة المشكلة للتوثيق الفرصة الكاملة للأندية للتقدم بما تملكه من وثائق لبطولاتها؛ ولهذا لا أجد مبررًا لكل هذه العنتريات؛ فالمعايير عادلة وواضحة للجميع. وكل عام وأنتم بخير، ووطنا بأمن وأمان. ولكم تحياتي.