كشفت جولة «الجزيرة» على أسواق الأغنام بالرياض عن تراجع أسعار الأغنام قبيل موسم الأضاحي بنسبة 30 % بين 200 و300 ريال على رأس الغنم بأنواعها كافة، مع وفرة المعروض، وركود كبير في الطلب. وشهدت أسواق المواشي بالعاصمة زيادة في المعروض للأنواع كافة من نجدي ونعيمي وسواكني وحري وبربري وتيوس ورفيدي في ظل الإحجام الكبير عن الشراء. وقال ل(الجزيرة) مربي الأغنام سعود الحربي إن ارتفاع أسعار الأعلاف يُعَدُّ السبب الأول لانخفاض أسعار الأغنام التي تراجعت أسعارها بنسبة 30 % تقريبًا. مبينًا أن الشعير زاد بنسبة 30 %، والبرسيم كان في السابق ب6 ريالات والآن سعره 22ريالاً، وكذلك التبن كان المكعب ب4 ريالات أما الآن فسعره 14 ريالاً. وأضاف الحربي: من الأسباب أيضًا وجود العمالة السائبة التي تتاجر بالأغنام؛ إذ لا تملك أحواشًا مرخصة من البلدية، بل تشتري المجلوب من الأغنام إلى السوق، وتبيعها بأسعار منخفضة؛ لأن ليس عليها إيجار أو التزامات، ولا يصرفون على المواشي؛ وبالتالي يبيعونها بسعر أقل من أسعار السوق لغرض الكسب السريع. وتساءل الحربي عن غياب الجهات المسؤولة، وعدم ملاحقتها هؤلاء الباعة غير النظاميين، ولماذا لا يشترطون بطاقة للبائع، ويقتصر ذلك على السعوديين فقط؟ والتقت «الجزيرة» أيضًا صاحب أحد الأحواش ومربي الماشية «أبو سعيد»، الذي قال: إن الركود الراهن في حركة البيع لم نشهده منذ سنوات طويلة؛ إذ نزلت الأسعار بنسبة تصل إلى 30 %. وذكر أن سعر الأغنام المستوردة انخفض أيضًا؛ إذ وصل سعر الخروف السواكني نحو (700 - 750)، وكان في السابق يصل إلى (1000) ريال. وقال أبو سعيد: إن سعر الخروف النعيمي يصل إلى 900 الآن، وفي السابق وصل إلى 1300 ريال. وأضاف: كنا نبيع في السابق بين 15 - 20 رأسًا يوميًّا، أما الآن فنبيع بين 5 - 10 رؤوس فقط. مشيرًا إلى أن المؤسسات المستوردة للماشية تستأجر أحواشًا بأسواق العزيزية ب40 ألف ريال، وهي عبارة عن حظائر، مساحتها 1000م2. أما الأحواش وإيجارها فمن 10 - 15 ألف ريال في السنة. إلى ذلك، قال المدير العام للشركة «الوطنية» الزراعية المهندس إبراهيم أبو عباة ل»الجزيرة»: إن وفرة المعروض أسهمت بشكل كبير في خفض الأسعار، وهو أمر متوقع؛ فالنزول في الأعوام الماضية كان بنسبة تصل إلى10 % من كل عام، أما هذا العام فالمتوقع خلال موسم عيد الأضحى أن تنخفض الأسعار بنسبة تصل بين 25 % و30 % في ظل الركود ووفرة المعروض، إضافة إلى ضعف القوة الشرائية لبعض المستهلكين. وأضاف: من ضمن الأسباب ما شهدته البلاد من أمطار العام الماضي وربيع ساهم في إقبال كبير من مربي الماشية لشراء كميات كبيرة بهدف تربيتها، ولكن مع شدة الحر سعى الكثير لتصريف ما لديه سعيًا لتخفيف الصرف؛ وهذا ساهم في وفرة المعروض وانخفاض السعر. من جانبه، أوضح تاجر الأغنام عبدالله التمامي أن وفرة المعروض من أنواع الأغنام كافة كان له دور كبير في خفض الأسعار، وهو أمر طبيعي. لافتًا إلى أن أسعار الأعلاف شهدت انخفاضًا. مؤكدًا في الوقت نفسه أننا مع ما يخدم المستهلك، ويساهم في أن تكون الأسعار في متناول الجميع. الجولة الميدانية واللقاءات مع العارضين والباعة في أسواق الأغنام أكدت وفرة المعروض للأنواع كافة مع قلة الطلب؛ ما أسهم في انخفاض أسعار أنواع الأغنام كافة. مشيرين إلى أن انخفاض الأسعار أمرٌ طبيعيٌّ، وله أسباب، منها وفرة المعروض للأنواع كافة، مع انخفاض في الطلب. وأبانوا أن التراجع وصل إلى أكثر من 200 ريال للرأس الواحد، مطالبين في الوقت نفسه بأن يؤثر ذلك على البائع النهائي، خاصة الملاحم والمطاعم والمطابخ الكبيرة التي تبيع الذبائح.