تتواصل عمليات البحث في محاولة للعثور على ناجين بعد الزلزال الذي ادى الى سقوط اكثر من 281 قتيلا و387 جريحا، حسب حصيلة جديدة للدفاع المدني، في عدد من قرى وسط ايطاليا حيث سجلت ليل الخميس الجمعة اكثر من اربعين هزة ارتدادية. ولم يشر رئيس ادارة الحالات الطارئة للدفاع المدني ايماكولاتا بوستيليوني الى وجود ناجين. وبعد اكثر من 48 ساعة على الزلزال الذي وقع في هذه المنطقة الجبلية غير المكتظة بالسكان نسبيا والتي دمرت فيها ثلاث قرى جزئيا، ما زال الغموض يلف عدد المفقودين. فسكان قرى الوسط السياحية يرتفع عددهم ثلاث او اربع مرات في الصيف ويصعب معرفة عدد الذين كانوا موجودين عند وقوع الزلزال. ودعا الياندرو بيتروتشي رئيس بلدية اركواتا ديل ترونتو كل الناجين الذين غادروا هذه القرية وهي واحدة من الاكثر تضررا الى تسهيل احتساب عدد المفقودين المحتملين. ويتساءل الايطاليون عن سبب ارتفاع حصيلة الضحايا. ففي 2009 ضرب زلزال منطقة اكويلا غير البعيدة عن المنطقة التي شهدت الهزة الاربعاء، واسفر عن سقوط اكثر من 300 قتيل. لكن اكيلا مدينة تضم عشرات الآلاف من السكان. وصدم الايطاليون خصوصا بوضع مدرسة اماتريتشي التي تم تجديدها في 2012 لتكييفها مع معايير البناء المضاد للزلازل وتحولت الى كومة انقاض الاربعاء. وفتح مدعي رييتي المدينة القريبة من مكان الزلزال تحقيقا لكشف اي عمليات اختلاس قد تكون حدثت في اماتريتشي والقرى الاخرى. وبعد أن اكد انه يدرك اهمية هذه التساؤلات، اعلن رئيس الحكومة الايطالي ماتيو رينزي مساء الخميس اطلاق خطة «البيت الايطالي» التي تهدف الى جعل الوقاية محور عمل الحكومة في هذا المجال. وقال رينزي للصحافيين بعد اجتماع للحكومة ان «ايطاليا يجب ان تكون لديها رؤية لا تقتصر فقط على ادارة الاوضاع الطارئة». وأشار الى انه في مجال الوقاية من الزلازل، لا تبدو المهمة سهلة لايطاليا التي تملك اكبر عدد من المباني الاثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو).