واصل آلاف من رجال الانقاذ البحث عن ناجين محتملين بين الانقاض، بعد الزلزال الذي ضرب وسط ايطاليا الاربعاء الماضي، موقعاً 267 قتيلاً ودماراً هائلاً. وأُعلن حداد وطني اليوم، تزامناً مع مراسم لتشييع الضحايا في اركواتا ديل ترونتو، إحدى القرى الثلاث الأكثر تضرراً جراء الزلزال، في حضور الرئيس سيرجيو ماتاريلا ورئيس الحكومة ماتيو رينزي. وسُحب 238 شخصاً أحياء من تحت الانقاض، منذ الزلزال الذي ضرب منطقة جبال ابينيني غير المكتظة نسبياً، والتي دُمرت فيها ثلاث قرى جزئياً، ما أدى الى مقتل 267 شخصاً وجرح 387. وبين القتلى ثمانية أجانب، هم ثلاثة بريطانيين ورومانيان وإسبانية وكندي وسلفادورية. وواصل آلاف المتطوعين والمحترفين البحث عن ناجين، إذ قال أحدهم: «ما زلنا نأمل بالعثور على ناجين ونعمل لهذا الهدف». وسُجِّلت عشرات الهزات الارتدادية طيلة الليل، بلغت قوة إحداها 4.8 درجة وأدت الى قطع طريق الوصول الى اماتريتشي، إحدى القرى الأكثر تضرراً. وتواصلت بادرات التضامن في ايطاليا مع المنكوبين، من التبرّع بالدم او المال، وصولاً الى جمع ملابس وأغذية وألعاب وتقديم طهاة ايطاليين وجبات للناجين. وما زال الغموض يلفّ عدد المفقودين، فسكان قرى الوسط السياحية يرتفع عددهم ثلاث او اربع مرات في الصيف، وتصعب معرفة عدد الذين كانوا موجودين لدى وقوع الزلزال. ودعا رئيس بلدية اركواتا ديل ترونتو، الياندرو بيتروتشي، جميع الناجين الذين غادروا القرية الى تسهيل احتساب عدد المفقودين المحتملين. وصُدم الايطاليون بوضع مدرسة اماتريتشي التي جُدِّدت عام 2012، لتكييفها مع معايير البناء المضاد للزلازل، لكنها تحوّلت كومة انقاض بفعل زلزال الأربعاء الذي أدى الى تضرّر أو تدمير 293 مبنى ثقافياً، وفق وزير الثقافة الايطالي داريو فرنشيسكيني. وفتح المدعي العام في رييتي، وهي مدينة قريبة من مكان الزلزال، تحقيقاً لكشف عمليات اختلاس قد تكون حدثت في أماتريتشي والقرى الأخرى. وأشار رينزي الى أنه يدرك أهمية هذه التساؤلات، معلناً إطلاق خطة «البيت الايطالي» التي تشتهدف جعل الوقاية محور عمل الحكومة في هذا المجال. وأضاف بعد جلسة للحكومة: «يجب أن تكون لدى إيطاليا رؤية لا تقتصر فقط على ادارة الأوضاع الطارئة». ونبه الى أن مهمة بلاده ليست سهلة في الوقاية من الزلازل، اذ لديها أضخم عدد من المباني الأثرية.