أضحى نجم الهلال الكبير والدولي السابق محمد الشلهوب يقدِّم في كل مباراة يشارك فيها، بل في دقائق معدودة من مشاركاته القصيرة أحياناً مع فريقه أضحى يقدّم رسالة واضحة لجميع الرياضيين ولاعبي كرة القدم في ملاعبنا وعشاق الساحرة المستديرة في المدرجات وخلف الشاشات مفاد هذه الرسالة وعنوانها الواضح أن الموهبة لا تتوقف ولا تنضب عند حد معين وأن اللاعب مهما تقدَّم بالعمر لن يكون بذلك التأثير متى ما حافظ على نفسه من نواح عديدة أهمها الانضباط داخل النادي وخارجه ففي النادي من حيث التواجد المبكر بالتدريبات في وقتها المحدد والالتزام بتعليمات الأجهزة الفنية والإدارية سواءً كانت تلك التعليمات في الجوانب الفنية أو حتى الشخصية والتي يحتاجها اللاعب في مسيرته الرياضية ليستفيد منها بشكل كامل دون الانتقاص أو التقليل ممن قدمها «فالحكمة ضالة المسلم أنى وجدها أخذ بها»، فما بالك حين تأتي من محبين وغيورين على مصلحة اللاعب، ولن يعيب نجماً كبيراً واسماً مهماً أن يستفيد من الآخرين مهما كانت مكانتهم ومهما بلغ عمرهم فكل من يبحث عن تطوير نفسه في مجاله سيسعى للاستفادة من الآخرين كلاً في تخصصه وحسب مقدرته. وأجزم تماماً بأن محمد الشلهوب أحد أولئك الحريصين على تطوير نفسه والمحافظة على نجوميته باتباع كافة السبل التي توصله لذلك مهما كان حجمها ومهما بلغ الطريق إليها من صعوبة. الانضباط لدى اللاعب لا يتوقف على التواجد في التدريبات بوقتها، بل يمتد ليكون خارج النادي من نواح عديدة أبرزها عدم السهر والالتزام بمواعيد جيدة للنوم والتغذية السليمة والبعد عن مقبرة اللاعبين والنجوم وهي «الغرور» وهي المقبرة التي قد تجعل من لاعب موهوب في بداية حياته الرياضية ويمتلك جل مقومات النجاح والتطور بمستواه تجعله يخرج من حياته الرياضية تلك خالي الوفاض وفي زمن قياسي متأثراً بالتسليط الإعلامي الذي قد يصاحبه منذ البداية والأمثلة في هذا الجانب عديدة قد لا يتسع المجال لحصرها، وكم فقدت الملاعب السعودية من أسماء واعدة كانت الجماهير تتطلع لأن يكونوا نجوماً بارزين يساهمون مع أنديتهم في وصولها لمنصات التتويج ويشاركون بفاعلية في خدمات المنتخبات الوطنية بمختلف مراحلها. محمد الشلهوب حكاية جميلة ورواية ذات معاني متعددة وفي كل فصل من فصولها قصة تكشف عن وجه مشرق لهذا النجم الكبير والموهوب، الكبير بعطائه وإخلاصه داخل الميدان في أي وقت يطلبه المدرب وفي أي مكان يختاره للمشاركة فيه، وموهوب بمهاراته الفنية العالية التي جعلت منه لاعباً يتقن صناعة اللعب ويحسن وضع المهاجمين في مواجهة المرمى بمنتهى البساطة والحس الرفيع فضلاً عن ما يمتلكه من موهبة تهديفية بتصويباته الدقيقة والمحكمة التي تبحث عن هز الشباك ومعانقتها مهما كانت المسافة بعيدة، وفي الجانب الأخلاقي لمحمد الشلهوب حكاية أخرى يعرفها القريب ويدركها البعيد ففي تعامله مع زملائه ومنافسيه يقدّم رسالة نموذجية في الأخلاق العالية والتعامل المثالي بتواضعه الجم وحرصه الوافر على مساعدة زملائه وسعيه الجاد لعدم الاحتكاك مع اللاعب المقابل مهما اشتدت حمى الإثارة وارتفعت وتيرة المنافسة حتى كسب احترام الجميع بدماثة خلقه وسلامة قلبه فكان بحق النجم المثالي الذي يتطلب من جميع اللاعبين الشباب الاستفادة منه داخل وخارج الملعب، ولعلنا ننتظره في تشكيلة المنتخب الأول القادمة فهو الأحق والأجدر من جميع النواحي.