هنأ مثقفون ومثقفات صحيفة «الجزيرة» بمناسبة صدور العدد (500) من «المجلة الثقافية» مشيدين بما قدمته خلال مسيرتها عبر مسارات العمل الثقافي، مؤكدين القيمة النوعية التي أسهمت بها في مشهدنا الثقافي، من دعم للمواهب الإبداعية، والأقلام الواعدة التي كانت تبحث عن مساحة ضوء لإيصالهم إلى القارئ، إلى جانب أعلام الثقافة، ورموز الأدب الذين أسهمت الصحيفة في الاحتفاء بفكرهم، وتكريمهم، من خلال ثلاث سلاسل من الإصدارات: إصدارات الجزيرة؛ وسلسلة إصدارات «الجزيرة الثقافية» تحت مسمى (من أعلام الثقافة السعودية: تجارب وشهادات) التي صدر منها عشرة مجلدات، ضم كل جزء منها، عشرة من أعلام ثقافتنا السعودية، مشيدين بما قدمته المجلة عبر المسار الاحتفائي الثالث من خلال ملفات خاصة، ودور المجلة الريادي في تقديم الأقلام، وعرض للإبداع، ومناقشة مستجدات القضايا الفكرية والثقافية، مهنئين الصحيفة ومجلتها الثقافية بالنقلة التطويرية شكلا، ومضمونا، مؤكدين على ألا تختصر مشاعرهم تجاه المجلة بهذه المناسبة. د. أحمد الزيلعي: ريادة «الجزيرة» الثقافية الدكتور أحمد بن عمر آل عقيل الزيلعي، استهل تهنئة ل«المجلة الثقافية» بصدور عددها «500» قائلا: من يتتبع تاريخ الصحافة في بلادنا، يجد أنها نشأت على أيدي الرعيل الأول من الأدباء والمثقفين، ما جعل الحس الأدبي حاضرا فيها حتى اليوم، إذ تستغرب أن تجد صحيفة سعودية ليس لها ملحق ثقافي، أو صفحات ثقافية على الأقل، لنجد «الجزيرة» مهتمة بهذا الجانب، من خلال ملحقها الثقافي الذي كان يصدر مستقلا بمسمى «المجلة الثقافية» ليصبح داخل الجريدة في حلته الجديدة. المجلة صاحبة الصدارة وعن مسيرة المجلة الثقافية، أضاف الزيلعي: ظلت (المجلة الثقافية) بصحيفة الجزيرة، الملحق المتألق، وصاحب الصدارة حتى اليوم، إذ نجحت المجلة في استقطاب كوكبة من الأدباء والمثقفين والمبدعين المتميزين من المثقفين والمثقفات، ممن أثروا الساحة الثقافية بأطروحاتهم الجادة الرصينة عبر هذه المجلة، وقدموا من خلالها إبداعاتهم الأدبية والفكرية. وهج الدور والتطوير وختم الزيلعي حديثه بمناسبة صدور هذا العدد، مؤكدا على ما أسهمت به المجلة الثقافية، عبر مسيرة صدورها، التي تواصل عطاؤها حتى بلوغها الخمس مئة إصدار، ما يعكس الجهد، ويجسد الدور، مردفا قوله: نؤمل في هذه المجلة الاستمرار في الصدور، لتظل متجاوزة في أعدادها المئات المقبلة، إلى الألوف، بآحادها، وعشراتها، ومئاتها، وبالدور الذي عودتنا عليه، ونطمح إليه. د. محمد المشوح: ذراع «الجزيرة» الأهم أما صاحب منتدى «ثلوثية المشوح» ودار الثلوثية للنشر، الدكتور محمد بن عبدالله المشوح، فقال بهذه المناسبة: على الرغم من تزاحم التهويل الإعلامي بضعف وانحسار الخطاب الثقافي الورقي في شتى مساراته، إلا أن الحراك الثقافي الورقي الذي تقوده صحيفة «الجزيرة» عبر ذراعها الأهم، وهو إصدار «الثقافية» يؤكد أملا وفألا جميلا لجميع عشاق الكلمة والحرف، وها هو الإصدار 500 يأتي مؤكدا الإصرار والعزيمة الصادقة لدى القائمين عليها، بأن تحمل أمانة الكلمة وصدق المسؤولية المناطة، لا يمكن أن يتضعضع أو ينزاح بسهولة. دعمت الثقافة وكرّمت المثقفين ومضى المشوح قائلا: المتلقي لإصدار الثقافية عبر سنينها يدرك دقة المسار المختار والانحياز التام من قبل الصحيفة نحو المثقف تكريما واحتفاء و نشرا ومشاركة، وهو ما يعزز روح المثقف الذي طالما اشتكى من التجاهل وعدم إتاحة الفرصة، إذ إن إصدارات التكريم غير المسبوقة التي قامت بها الثقافية حفرت تاريخا ثقافيا هاما وبثت روحا جميلة لدى أسماء متوارية متخفية لم تشأ الظهور أو البروز أو الحضور، إضافة إلى أن إصدار الثقافية طالما كان المدرسة الأولى لكثير من الأقلام المبتدئة والناشئة التي تدين بالفضل لذويه وهم من يقوم على هذا الإصدار نشرا وتحريرا. مها السراج: طموح يواكب المسير الشاعرة والإعلامية معدة ومقدمة البرنامج الثقافي «إبحار في البعد الرابع» مها السراج، أشادت بوصول «المجلة الثقافية» إلى هذا العدد، مؤكدة على مواصلة تقديم مشهدنا الثقافي بمختلف جوانبه، وقضاياه وهمومه، خاصة في ظل ما وصلت إليه المجلة من أعداد النشر، ومن عدد الصفحات التي تصدر بها المجلة، مردفة قولها: على المثقفين والمثقفات ألا تظل نظرتهم إلى ما يقدمه لهم ملحق ثقافي نظرة عادية، إذ هذا العمل يتطلب جهدا ثقافيا مختلفا في الإعداد له. جسرنا الثقافي المتين ومضت السراج قائلة: الأمر الذي يتطلب – أيضا – أن تواصل المجلة الثقافية مسيرتها ومواصلة دورها الثقافي، ومواصلة تقديم الأكثر عمقا، لتجريد قضايانا الثقافية، من خلال تناولها، ومحاولة تجريد الأعمال الإبداعية، من خلال التقديم، والعرض، والقراءة، وعلى المجلة أن تظل الجسر المتين بين المثقفين وبين قرائهم، وأن تسهم في تقديم إضاءات ثقافية ومعرفية، وأن تواصل مسيرتها في (ثوبها الجديد) بكل فاعلية ثقافية، ما يجعلني أتصور بان اختفاء الملاحق الثقافية يعني لي إلى حد كبير اختفاء المثقفين. د. سعد الرفاعي: البهجة بعقود ثقافية من جانبه قال الناقد والكاتب الدكتور سعد بن سعيد الرفاعي: قد يتسنى لك التعبير عن بهجتك بمولودك بعد قدومه بأيام؛ لكن الحديث عن ذلك بعد عقد من الزمان فهو من الصعوبة بمكان ولاسيما بعدما اتسعت دائرة الوجود والذكريات والتكامل الحياتي؛ وما سبق ينسحب على حالة كحالة «المجلة الثقافية» التي انحازت للثقافة استشعارا لأهمية الدور الإعلامي للعمل الثقافي وللمثقفين، باذلة في سبيل ذلك الجهد والوقت والمال، لتقديم مادة متميزة، والأخذ بأيدي المواهب الشابة؛ والإسهام الثقافي الآني في القضايا المستجدة على الساحتين الفكرية والثقافية. نحو «الألفية» لألفة الثقافة أما عن الدور المستقبلي، فختم الرفاعي حديثه قائلا: لأن للدوريات دورها في تسليط الضوء على الإبداع والمبدعين، فإن التطلع إلى تنوع الأطروحات بما يلبي مختلف الأذواق والعمل على( تنجيم) المبدعين الحقيقيين، وتكثيف الاهتمام بأدب الأطفال والناشئة من الأولويات التي ستعمل عليها (مجلتنا الثقافية) في المرحلة القادمة، إيذانا بتدشين عقد جديد من العطاء الذي لا يألف البخل، ومن الحراك الذي لا يقبل التثاؤب أو الكسل، وصولا لألفية ثقافية من العمل التي تمهد لألفة الثقافة. فاطمة النمر: المجلة قناة فنوننا الكاتبة والفنانة التشكيلية فاطمة النمر، أثنت على وصول «المجلة الثقافية» وما قدمته خلال مسيرتها للثقافة والمثقفين والمبدعين، والفنون البصرية، مشيرة إلى ما يتطلع إليه المتابعون للنقلة التطويرية التي خرجت بها المجلة في حلتها الجديدة، مضيفة قولها: المثقفة والمبدعة – تحديدا - أيا كان مجالها الثقافي، وفنها الإبداعي، ما تزال تعول بشكل كبير على إيصال رسالتها الثقافية من خلال الملاحق الثقافية المتخصصة، وهذا ما نؤمله في مجلة ثقافية متخصصة بأن تكون شرفاتنا التي نطل منها على القراء، وجسورنا التي تصلنا بهم، دعما لرسالتنا الثقافية. د. زيد الفضيل: تجسيد لخارطة المثقفين هنأ الدكتور زيد الفضيل «المجلة الثقافية» على وصولها لهذا العدد، مؤكدا على أن وجود الملحق الثقافي لأي صحيفة، يعني وجود المثقفين فيما تنشر، وتعكس وجودهم من خلال مشهدنا الثقافي، مشيرا إلى أن الملحق الثقافي ما يزال اليوم رغم كل المستجدات، يشكل همزة وصل هامة، بين المثقفين والمجتمع، مردفا قوله: الرهان على استمرار أي ملحق ثقافي اليوم، على مدى قوة محتواه، والدور الذي يجب أن يشكله، وهو ما هو مأمول في هذه المجلة، ما يفرض مواصلة الاهتمام بجودة المحتوى الذي يجب أن تشكله، والحرص على استمراره. واحتنا ومحط همومنا وعن آمال الفضيل تجاه «المجلة الثقافية» قال: ألاحظ توزع المجلة بين المقالات، والقضايا، والنص الإبداعي، ومن حيث المقالات فهناك من تم استكتابهم، ليكتب كل في مجاله وفنه الثقافي، أما في جانب القضايا فأتمنى المزيد من مناقشة قضايانا الثقافية، وهمومنا المعرفية، ومجالاتنا الإبداعية، من خلال الحرص الدائم على تقديم كل ما هو أفضل، ومواصلة استمرار هذه المجلة في القيام بكل جديد مفيد. د. عبدالله المعيقل: التميز باحتراف التجديد من جانب آخر وصف الناقد الدكتور عبدالله المعيقل «المجلة الثقافية» بتميزها بالثبات في المستوى العالي الذي يشكل مادته وبالطرح المتجدد في أسلوبه وفي استقطاب أسماء جديدة، إذ انتقلت من مجلة منفصلة، إلى حرفية وجاذبية في الإخراج داخل العدد وهو الحال الذي استقر عليه الآن بمادة قوية متجددة وحيوية مواكبة للعصر في تحولاته وتياراته الثقافية، إذ عرفت المجلة بإصدار ملفات ثقافية مهمة لعدد من الرواد والبارزين من الأدباء، وبعض هذه الملفات تحولت إلى كتب لا يستغني عنها دارس هذه الشخصيات. وهذا سر التألق! وقال المعيقل: ما يميز هذا الملحق، وربما لا ينافسه فيه غيره من الملاحق الآن، هو تجدده الدائم، وخاصة تجدد كتابه، والمشاركين فيه، وأخص منهم أمثلة قليلة هنا فأذكر: الدكتور سامي العجلان، الدكتورة الهنوف الدغيشم، الدكتور سلطان المجيول، ولا أنسى العمدة شيخ النحاة الدكتور إبراهيم الشمسان، وهناك أسماء أخرى جديرة بالذكر لا تحضرني الآن وأنا أكتب من خارج المملكة، لكني لا يمكن أن أنسى الجهد الجاد الذي يقوم به العاملون على هذا الملحق الطموح الذي لا يتوقف عند حد في تطويره. هيفاء الجبري: تجربتي مع الثقافية وصفت الشاعرة هيفاء الجبري، قيمة الملاحق الثقافية عامة، والمجلة الثقافية خاصة بأنها لا تقاس فقط بما تحتويه من مواد، إذ لها - أيضا - دور تواصلي يقف إلى جانب المادة الثقافية، مردفة قولها: هي تقدم المثقف بصورة تختلف قليلا عن الكتاب لكونها تصدر بصفة أسبوعية، ولعل هذه الصورة تدعم الكاتب لاحقا عند إصداره، وهذا ما لمسته فعليا من خلال تجربة شخصية. عرفني القراء عبرها وعن جانب من إسهامات «المجلة الثقافية» قالت هيفاء: كنت أنشر من فترة لأخرى قصائدي في هذا الملحق، وبعد صدور ديواني اتضح لي أن كثيرا من القراء كانت بداية معرفتهم بي من خلال ما أنشره في المجلة الثقافية، إذ آمل أن تستمر بقوتها، وألا تتراجع بسبب المدّ الإلكتروني خاصة أنها متاحة بالصورتين: الورقية والإلكترونية. أحمد الحربي: مضمار الكلمة وفضاؤها أما الكاتب ورئيس نادي جازان الأدبي – سابقا – أحمد الحربي، فأكد على أهمية المجلات والملاحق الثقافية، التي يأتي في صدارتها «المجلة الثقافية» لكونها النافذة الوحيدة للكتابات الثقافية الجادة التي تلعب دورا مهما، لسد الفراغ الثقافي في الصحف اليومية التي تستهلك الأقلام يوميا في تحبير عدد كبير من المقالات المتنوعة، اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وقليلا من المقالات الثقافية. ريادة الطموح والانتشار وأضاف الحربي: لأن «المجلة الثقافية» لها تاريخ طويل في صحيفة «الجزيرة» وتحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، عليها مواصلة التفكير في طريق جديدة لأداء رسالتها لتحقق أهدافها من خلال الدور الحيوي الذي تعبر من خلاله عن حراك ثقافي متميز يشكل هوية ثقافية سعودية، ولأنها مجلة ثقافية ليست أدبية بحتة، عليها أن توجه رسالتها إلى جميع الطبقات الثقافية بجميع فئاتها، ومناقشة جميع القضايا التي تشغل عقول وأفكار المثقفين محليا وعربيا وعالميا، والاستمرار في تقديم فعل ثقافي حقيقي تقدمه للقارئ، عبر الاندماج مع فئات المجتمع وطبقاته والابتعاد عن النخبوية حتى لا تعيش المجلة في عزلة عن المشهدين الثقافي والاجتماعي.