وينتحبُ الحنين .. و زهرةٌ تنزوي في ذبول كُل شيء عاد يُروى من جديد.. و كأنها الأيام قد دارت ؛ لتُنكأ جُرحًا عتيقا كُل شيء كان يبكي المحاجر ، القلوب ، و دميةُ طفلةٍ قد رُميت في زقاقٍ معتمة لم أبالِ.. ! قلت ياصبري تمهّل علّ أحزاني تزول لم تزل! أحرق السكون بشعلةٍ من غضب عاد يروي ما مضى.. عاد يُبحر في لُجّة الموج و الجوّ عاصف.. والأشرعة قد تمزقت و صوت الهيبة يعلو.. ويعود ليرتطم بارتدادات الصدى ألقيتُ بنفسي في غيهب صمتٍ مُميت احترفتُ إسقاط الدمع.. وتقوقعتُ بخضوع فغدوت كزهرة قد ذبلت.. فانحنت أوراقها ثم جفّت لم أعلم حينها لِمَ سئمت الصمت أحسستُ بفؤادي وكأنه قد انفلق ليرسل ما به من شظايا مُلتهبة و أضحيتُ أهذي كطفلة ضجّت بالبكاء بمعانٍ لا أفقهها أبدًا.. وصوت تقطّعه العبرات ثم أهدأ.. فأتسربلُ بالسواد وكأن شيئًا لم يكن ذابت كُل المعاني.. واختفت جُلّ المنى و وقع خطواتي يحتار.. أغدو خاوية من كل شيء ينتابني خوف مريب.. فأركُن في زاوية بانت لي أحادية اللون.. أحدق في المجهول.. و أُطلق زفرات ساخنة علّها تنصرم فلا تعود أشرقتُ خجلى.. وكفٌ قد تنفستُ عشقها تتلقفني.. تُهدهدني وحضن دافئ دفنت رأسي بين حناياه بكيت حتى ارتويت.. ثم أشرقتُ من جديد أرقب بسمة حانية قد اعتلت ذلك الوجهُ الوضيء.. وبضع كلمات تنساب بين مسامعي كبلسم يهدئ الجراح لا تبالِ يا حبيبتي.. سأحتويك حُبًا.. سأسقيك حنانا و أنحت لك من فؤادي مسكنًا يضمك لا تبالِ.. فأنتِ نبضي.. وحبي الذي لن يزول.