موجة من التعاقدات الزرقاء المدوية والمقننة، تعاقدات ليست من أجل التعاقد فقط بل لتطريز عقد الهلال الفاخر، ليتقلده المدرج الأزرق ويرسم أمواج الفرح، ولنقش عقود الذهب وترويض كل الألقاب كالمعتاد وتجديد هيبة الزعيم وصُنع مستقبله بكل عناية، حيث قُلصت الديون ونُسق بعض اللاعبين قبيل تنسيق وتصميم قميص وشكل الهلال لموسم بوادره تقول إنه استثنائي للهلال وحده الذي حتى وإن غاب يبقى حاضراً ومنافساً وإن حضر غيب كل المنافسين. تحركات هذا الزعيم في كل اتجاه تحركات بمثابة الغضب على كل بطوله فلتت من أدراجه وخزائنه المثقلة بأصناف الذهب والجواهر. غربلة مبكرة وشاملة وتحضير جدِّي ومدروس .. هكذا بدأ وجه السعد خارطة طريق الموسم الجديد. ضم الخيبري المحور الأبرز وهوساوي المدافع الأفضل والنجراني الشاب المتألق والرويلي المفكر الموهوب، جاءوا برغبتهم بدون أدنى تفكير حيث الزعيم حلم كل النجوم. أسماء دولية ومستويات كبيرة وهذا يعني دقة اختيار. التروي والدقة والاستفادة من التجارب السابقة كانت حاضرة عند إدارة الهلال، ابتعدت عن الصفقات العشوائية حتى لا يكتظ الفريق إلا بأسماء تصنع الفارق. بالفكر قبل المال بل بهما معاً اختيارات بحسب الاحتياجات أولها وأهمها وحجرها الأساس المدرب. نعم لا يملك جوستافو Cv كبير جداً لكن سبقه عديد المدربين جاؤوا مغمورين وغمرهم الهلال بالبطولات، الأهم أن تكون الأدوات بقدر المغامرة. نعم لا يملك هذا الكوتش سجل ضخم لكنه الشخصية التي لا تعرف الدفاع، شخصية هجوم وهذه شخصية الهلال ونهجه، يعشق المجازفة والهجوم مغامر من الدرجة الأولى، هذا المدرب يهتم بالعامل النفسي ومن ثم يعطي وصفته الفنية. أتصور أن الهلال وفّق في اختيار نوعية المدرب، ووفق في اختيارات اللاعبين، يتبقى أدوات الهجوم وما قبل الهجوم وهنا التحضير على قدم وساق لجلب أدوات أجنبية تجعل العشاق أكثر اطمئناناً وتترجم عمل الفريق وجهد الإدارة ممثلة في وجه السعد الذي بكل نظرة ثاقبة وابتسامة مشرقة يصنع ربيع الهلال ويعيد بريقه ويرسم ملامح هلال 2017 حيث بات على مشارف اللقب (80). هلال السعد يسر العاشقين بتعاقداته .. بتحركاته .. بتغييراته الجذريه قبيل أن يبوح بأول أسراره هناك في عاصمة الضباب لمعانقة السوبر مجدداً والتهام أولى كعكات وألقاب الموسم الجديد.