(رب ضارة نافعة) أرادوها فتنة.. وأرادها الله لهم فضيحة تعريهم وتكشف عن سوآتهم وسيئاتهم.. العقيدة لديهم عقدة.. الفهم لديهم لغم متفجر.. ومتحجر. الطاعة لديهم عصيان. والحرمات عندهم حرام.. نبتوا.. وشبوا في حقل ألغام.. وبسوداوية تحاكي جلالبيبهم وعمائمهم السوداء أوحت إليهم وإلى أدواتهم تضليلاً أن أبواب الجنة في انتظارهم.. مفاتيحها أن ينتحروا.. أن ينفجروا بأدوات فجورهم. وجورهم..!! لا تعنيني كثيراً الأسماء: داعش. القاعدة. النصرة. الجيش الشعبي. أنصار الله. حزب الله. كلها تصب في مجرى شر واحد يقف خلف حفره أعداء الله ممن غرّر بهم.. أو من هو منهم في ضلاله وغُيبت من أجله عقولهم. لا فرق البتة بين من يقتل أعز الناس إليه. وبين من يبحث عن ضحية مسالمة لا ذنب لها جاءت من بلد مسلم لزيارة قبر الرسول عليه الصلاة والسلام. ماذا بعد هذا؟! بكل مقاييس العقل والعدل والإنسانية لا أجد فينا من يملك القدرة على تحليل وتعليل واستيعاب ما يشهده عالمنا العربي والإسلامي قبل غيره من أحداث صارخة وصادمة لا تكاد تصدق لا سابقة لها في تاريخنا المعاصر من أهوال لبشاعتها.. وشناعتها.. لعل آخرها ما حدث في مدينة الرسول. وجدة والقطيف خلال يومين اثنين أفشلها الله وبعون منه رجال أمن هذا الوطن. لم يكن شيئاً يمكن فهمه لولا ما نشهده من أحداث متحركة ومتلاحقة تؤكّد نظرية المؤامرة المبيتة من أجل إفراغ هذه المنطقة من وحدتها وقوة توحيدها.. من أمنها وإيمانها.. أخيراً.. من كان شيطاناً بالأمس أصبح حليفاً شريفاً.. بهذا الاتفاق المشبوه وجد ضالته كي يلعب لعبته الشيطانية نيابة عنه بيد عملائه وقد أطلق سراحه لإشعال نار الفتنة الطائفية.. لو أمكن له ذلك.. وما هو بالقادر بحول الله وقوته.. للبيت. وللوطن بقيادته وبأهله رب يحميه؟