رحيل من بيننا من سكن قلوبنا وعيوننا وشاركنا في أرواحنا حباً وقدراً وإعجاباً ومودة انتزعته يد المنون على حين غفلة منا.. ودون حول منا ولا قوة.. في لحظة أمل بخروجه من المستشفى ليحتفل بسلامته أهله وأصدقاؤه ومحبوه، حيث كان يمازح زواره كعادته والابتسامة لا تفارق محياه ويطمنئهم بأن نتائج التحاليل ستخرج غداً الأربعاء (18-9) لكن الأجل سبق آمال وتوقعات الجميع.. رحل بلا تلويحة وداع.. وترك الأهل والمتاع. في رحلة أبدية.. بلا عودة، لا شك أن يوم 17-9-1437ه.. سيحفظه التاريخ لرحيل شاعر جيل قد لا يتكرر مثله في عصرنا، أبهر الشعراء ونال أوسمة الإعجاب من عمالقة الشعر وتربع على عرش الساحة الشعرية بشهادة الجميع. من الصعب جداً الحديث عن قامة بحجم العملاق (عبدالله بن زويبن) ومن الأصعب حصر جمال مفرداته وجزالة معانيه في زاوية أو مقال، بينه وبين العديد من شعراء الوطن والخليج قصائد ومراسلات رائعة تثبت علو مكانة وشاعريته، ويظل بن زويبن شاعر مرحلة وحالة استثنائية بالشعر له مدرسته الخاصة التي نال بها أعلى مرتبة شعرية ليصبح بمرتبة (بروفيسور للشعر)، كتب أعذب الشعر بكل أغراضه بتمكن عجيب ووصف فريد وبأسلوب مميز يسحر الألباب.. ويذهل عشاق الشعر، حيث لا يملك من يقرأ أو يستمع لقصائده إلا التصفيق والإعجاب. ويمتلك ابن زويبن قدرة فائقة بالوصف بحيث يدهش المتلقي بسيناريو القصيدة ليعيش مع النص بكل حواسه ويرحل به إلى عالم من الإبداع والرحابة والجمال وبرغم طول قصائده يمكن أن يشعر في رحلته بالملل ولا يمكن أن تختل القافية أو يضعف المعنى، ابن زويبن يكتب الشعر بطريقة احترافية لا يجيدها إلا هو ويمخر عباب الشعر ويقطع جميع بحوره بلا استثناء ويغوض بها بمهارة كما أنه يجيد نحت الشعر بقوافيه الصعبة بكل ثقة ولعل السر في جماهيريته الطاغية وكثرة محبيه وهو ما جعله اجتماعيا ومحبوبا من الجميع. إنه بسيط في شخصه ومشهور بتلقائيته وعفويته ولين جانبه كما أنه طلق المحيا خفيف الظل حاضر النكتة مرح الروح كما عرف بطيبه وكرمه وعزة نفسه وتواضعه رغم ما يمتلك من سحر البيان. بوح من القلب: