عقد معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، عددًا من الاجتماعات المهمة مع مسؤولين صينيين بارزين، تركزت على تعزيز آفاق التعاون الاقتصادي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية وذلك ضمن الأنشطة المصاحبة للاجتماع الوزاري لوزراء الطاقة في مجموعة العشرين، الذي استضافته العاصمة الصينيةبكين، خلال الفترة من 24 إلى 25 رمضان الحالي. حيث التقى المهندس الفالح بنائب رئيس الوزراء الصيني جان قاولي، الذي يرأس الجانب الصيني في اللجنة السعودية الصينية العليا، وهي اللجنة التي أنشئت إبان زيارة فخامة الرئيس الصيني شي جين بينغ الرسمية للمملكة في شهر يناير الماضي. وجرى خلال اللقاء مناقشة القواسم المشتركة بين رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق في الصين المنبثقة عن اللجنة السعودية الصينية العليا، واتفقا على وجود مصالح متبادلة في مجالات التنمية الصناعية، والطاقة، وتخزين النفط الخام، ومصادر الطاقة المتجددة، والتعدين، والتقنية، والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية، وصناديق الثروة السيادية. وأكد الفالح أثناء حديثه مع نائب رئيس الوزراء الصيني حرص المملكة على الارتقاء بمستوى العلاقات بين البلدين في قطاع الطاقة إلى أقصى مستوى ممكن، معرباً عن أمله بتمكين الاستثمارات السعودية في قطاع الطاقة من تغطية جميع التراب الصيني لتكون جزءًا لا يتجزأ من نسيج الطاقة الصيني، مؤكدًا استعداد المملكة من خلال صناديق الثروة السيادية فيها، لتنفيذ مشاريع استثمارية ضخمة في المملكة والصين والعالم أجمع، التي يمكن أن تغطي جميع المجالات التي يعمل فيها القطاعان الحكومي والخاص. وقال معاليه: «أعتقد اعتقادًا جازمًا أن بلدينا قادران على تحقيق قفزة تنموية هائلة في تجارة الطاقة والقطاعات التجارية الرئيسة الأخرى مثل قطاع البتروكيماويات، وذلك لأن اقتصاديِّ البلدين هما أكبر قطبين في منطقة غرب وشرق آسيا»، مبيناً أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال التعاون على عدة جبهات عبر المساعي والمبادرات النوعية التي يطلقها البلدان مثل رؤية المملكة 2030، ومبادرة الحزام والطريق، ومبادرة طريق الحرير الغربي». من جانبه أكد نائب رئيس الوزراء الصيني خلال الاجتماع على الدور الكبير والمحوري الذي تضطلع به المملكة العربية السعودية في العالمين العربي والإسلامي، وفي مجال إمدادات الطاقة العالمية، والشؤون الدولية، إضافة إلى الأهمية الكبيرة التي توليها الحكومة الصينية والرئيس الصيني شخصيًا للجنة السعودية الصينية العليا. كما التقى معالي المهندس خالد الفالح بعضو مجلس الدولة الصيني للشؤون الخارجية، يانق جي تشي، وناقش معه الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تجمع بين المملكة والصين، التي تلقت دفعة قوية منذ زيارة فخامة الرئيس الصيني الرسمية للمملكة في شهر يناير الماضي. من جهته عبر يانق جي تشي عن شكره وتقديره لمعالي المهندس خالد الفالح على دعمه ومساندته لأنشطة هذا الاجتماع. كما التقى معالي المهندس خالد الفالح خلال هذه الزيارة، معالي وزير هيئة الطاقة الوطنية بجمهورية الصين الشعبية نور محمد بكري، وناقش معه عدداً من المواضيع ذات علاقة بقطاع الطاقة، التي تحظى باهتمام مشترك بين المملكة والصين، من بينها: التعاون في مجالات تخزين النفط، وقطاع التكرير والمعالجة والتسويق، وتوليد الطاقة الكهربائية، وتصنيع معدات الطاقة الشمسية، وأنشطة البحث والتطوير المشتركة، والبتروكيماويات، ومصادر الطاقة المتجددة. من جانبه، أشار نور بكري إلى أن المملكة تضطلع بدور مهم وحاسم في الاجتماعات الوزارية لوزراء الطاقة في مجموعة العشرين، معبراً عن شكره وتقديره على الدعم الإيجابي الذي تقدمه المملكة وعلى العلاقة المتينة المستمرة التي تربط بين البلدين. وأكد أن الصين تولي أهمية كبيرة للزيارة الحالية التي يقوم بها معاليه للصين، الأمر الذي يؤكد على العلاقة العميقة التي تربط بين البلدين ورغبتهما في الارتقاء بها إلى مستويات أعلى من التعاون. ولفت بكري النظر إلى أن هدف رؤية المملكة 2030 المتعلق بتقليل اعتماد المملكة على إيرادات النفط سيقود المملكة إلى الدخول في عملية تحول اقتصادي، يلقى كلَّ احترام وتقدير من قبل الحكومة الصينية. من جانب آخر، عقد معالي المهندس خالد الفالح اجتماعين آخرين مع مسؤولين ماليين ومصرفيين مرموقين في مجال صناديق الثروة السيادية في شركة تشاينا إنفستمنت كوربوريشن، وشركة تشاينا إنترناشنل كابيتال كوربوريشن، وذلك لبحث آفاق التعاون بين المملكة والصين والاستفادة من المؤسسات المالية التابعة للشركة لتحقيق عدد من المبادرات التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية.