لا معنى للحياة إن لم تجد من يشاركك لحظات احتضارك اليومية وتفاصيلك الصغيرة، أسئلتك، استفهاماتك، وجوديتك، خلقهما الله ليستأنسا ببعضهما من الملل من الوحدة.. آدم كان سؤالاً وحواء هي الإجابة.. ليست محاورة بين الطرفين بقدر ما هي حديث.. اختلاق لأحاديث جميلة.. تحاول أن تأتي بالمتعة والإلهام لشيء من الجمال.. هي: أخبرني ما أسوأ حدث مر بحياتك؟ هو: مممممم لا أتذكر. هي: هل تحتاج للتفكير فعلاً؟ هو: حقيقة لا أعلم. هي: لا تعلم! إذن حظيت بحياة سعيدة على ما يبدو.. هل تعلم أن الإنسان الذي لا يعرف الألم والدموع، يكبر وينضج وهو قليل الشعور بأحاسيس الآخرين، هذا إذا افترضنا أنك لم تعرف الألم.. هو: من قال لك إني لم أعرف الحزن والألم؟! هي: إجابتك كانت لا أعلم، وكأنك لم تعرف الحزن يوماً. هو: وما أدراك! ربما عرفته أكثر من أي إنسان آخر.. لكن البكاء والحزن خبرة سيكولوجية مؤلمة، والإنسان عادة ما يبتعد عما يؤلمه سواء بقصد أو دون قصد، فلا الكتّاب يريدون أن يكتبوا عن البكاء، ولا القراء يقبلون على القراءة عنه!!. هي: سأساعدك، هل والداك على قيد الحياة؟ هو: لا هي: ألا ترى أن خسارتك لكليهما أو أحدهما أسوأ ما قد حدث بحياتك؟! هو: لا أبداً. هي: لا! هو: طبعاً لا، لا أعتبرها أسوأ حدث لي هي: لحظة لحظة هل أنت إنسان طبيعي! فقدان أحد الوالدين بالنسبة لي حدث لا أستطيع حتى التفكير به، مؤلم، قاتل، ألم الفقدان الذي قد يستمر معك لبقية حياتك. لا يعالج ولا تنساه، جرح لا تبرأ منه أبداً، لا تتجاوزه. هو: أنا لا أرى الأمور كما ترينها، أعتبر أن هذه هي سنة الحياة، وأن مآلنا جميعاً للموت، الموت جزء من الحياة, استطعت أن أتصالح مع فكرة الفقد، لا أستطيع أن أقف أمام الموت كثيراً، سيموت كثير ممن سأحبهم يوماً ما، لا أستطيع أن أصبح عاجزاً مع كل فقد. هي: أنا أراك إنساناً عديم الإحساس وليس رجلاً طبيعياً، تغلّف قسوتك وجبروتك بغلاف الحكمة هو: بالعكس تماماً، أنا أراك غير طبيعية.. الطبيعي أن نتجاوز أحزاننا ولو كانت كبيرة، غير الطبيعي أن نجعلها تكون سجناً لنا لا نستطيع الخلاص منه.