عزز الجيش اللبناني أمس الثلاثاء انتشاره في بلدة القاع على الحدود مع سوريا غداة سلسلة من التفجيرات الانتحارية، وداهم مخيمات اللاجئين السوريين الواقعة فيها، بينما منع السوريون من التجول في بلدات عدة في المنطقة. وقال رئيس بلدية القاع بشير مطر في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس هناك تخوف من وجود إرهابيين آخرين، لذلك تقوم وحدات من الجيش اللبناني بتمشيط المنطقة بحثا عنهم». وأضاف «بسبب الوضع الأمني الحرج، تم تأجيل جنازة الشهداء التي كانت مرتقبة لأجل غير مسمى». وفجر أربعة انتحاريين يضعون أحزمة أو يحملون حقائب متفجرات أنفسهم فجر الاثنين في بلدة القاع، ما تسبب بمقتل خمسة مدنيين وإصابة 15 آخرين بجروح. وأثارت التفجيرات جوا من الرعب والتوتر في البلدة وسارع سكان فيها إلى توجيه أصابع الاتهام إلى تجمعات للاجئين السوريين موجودة في منطقة مشروعات القاع الزراعية المتاخمة للحدود. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية ان «قوة كبيرة من الجيش دخلت مشروعات القاع وباشرت عملية تفتيش واسعة في مخيمات النازحين بحثا عن أسلحة ومطلوبين». وجاء في بيان للجيش اللبناني «نفذت وحدات الجيش المنتشرة في مناطق بعلبك (القريبة من القاع) فجر اليوم سلسلة عمليات دهم شملت مخيمات النازحين السوريين في الطيبة، الحمودية، يونين، تل أبيض، الحديدية، دورس مشيرا إلى توقيف «103 سوريين لوجودهم داخل الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية». والقاع بلدة ذات غالبية مسيحية ويقطنها عدد كبير من العائلات السنية، ولا سيما في منطقة مشروعات القاع حيث تتداخل الحدود مع الأراضي السورية. كما يوجد على أطرافها مخيمات وتجمعات عشوائية للاجئين السوريين. ويبلغ عدد هؤلاء بحسب تقديرات المسؤولين المحليين حوالي 30 ألفا، في حين لا يتجاوز عدد سكان بلدة القاع الحاليين الثلاثة آلاف.