يحفل شهر رمضان الكريم بوجبة متنوعة ودسمة من المسلسلات، حيث بدأت القنوات المصرية والعربية في عرض حوالي 32 مسلسلا وسط انتقادات بتكرار وتشابه القصص، وتطغى على دراما رمضان هذا العام زيادة جرعة الإثارة والغموض والتشويق من خلال قصص الجريمة والقتل والنصب والاضطرابات النفسية في مسلسلات «الخروج» و»الميزان» و»سقوط حر» و»فوق مستوى الشبهات» و»الخانكة» و»جراند اوتيل» و»الأسطورة» و»القيصر» و»الكيف»، و»سبع أرواح» و»شهادة ميلاد». وتواجه هذه الأعمال انتقادات بسبب تشابه قصص وسيناريوهات غالبيتها وان اختلفت في طريقة السرد والمعالجة، كما أظهرت مسلسلات «سقوط حر» و»فوق مستوى الشبهات» و»الخانكة» حيث تدور أحداثها حول إصابة أبطالها بأمراض نفسية ودخولهم مستشفى المجانين، بينما تناولت بقية المسلسلات تكرار جرائم القتل والعنف والمخدرات والتحرش وفساد رجال الأعمال والتطرف والإرهاب ولكن بصور مختلفة. يقول المخرج نبيل الجهوري عضو نقابة المهن السينمائية إن جميع المسلسلات تدعو للعنف والقتل وهي ظاهرة غريبة جدا وهذه أمور ليست نابعة من البيئة المصرية ولا أجد تفسيرا أو مبررا لها. وأوضح أن هذه ليست الدراما الهادفة التي تبني المجتمع إنما تهدمه، متخوفا من أن يكون هناك توجه ممنهج لذلك خاصة مع المغالاة في أجور الفنانين بشكل رهيب لا يستطيع الإنتاج الحكومي منافسته. ولفت الجوهري إلى أن منتجي الأعمال الدرامية هذا العام اعتمدوا على الشكل والإبهار أكثر من المضمون وهذه القصص لن تخدم المجتمع، قائلاً: :»نحتاج لأعمال من البيئة المصرية تناقش مشكلات المجتمع وأوجاعه وليس القتل والضرب والمخدرات نحن لسنا في هوليوود». وأعرب عن استغرابه لانتشار هذه الظاهرة بهذا الشكل الذي وصفه ب «المفزع»، مشيرا إلى تناول الأعمال الدرامية في الأعوام السابقة للألفاظ الخارجة والسجون وكأن هناك من يرسم للدراما المصرية توجهها في كل عام. ويفرض الفنان عادل امام نفسه بقوة في عالم دراما الكوميديا للعام الرابع على التوالي من خلال شخصية البخيل التي يجسدها في مسلسل «مأمون وشركاه» فتجمعه العديد من المواقف الكوميدية مع زوجته وأبنائه، وتدور قصة المسلسل حول مأمون رجل بخيل للغاية، لديه 4 أبناء يحرمهم من كل شيء هم وزوجته، حتى ينفصلوا جميعا عنه، وبعدها يكتشفون أنه ملياردير، ويبدؤون رحلة البحث عن مكان أمواله المخفية، فتتصاعد الأحداث في إطار كوميدي اجتماعي ساخر. وتتواصل الأعمال الكوميدية من خلال مسلسل «نيللي وشريهان» بطولة دنيا وايمي سمير غانم، و»أنا وبابا وماما 2» بطولة أشرف عبد الباقي، و»يوميات زوجة مفروسة 2» بطولة داليا البحيري، و»بنات سوبرمان» بطولة شيري عادل ويسرا اللوزي. ومن الأعمال اللافتة هذا العام مسلسل «راس الغول» للفنان محمود عبد العزيز وتدور أحداثه في إطار اجتماعي حول أحد الأشخاص البارعين في أساليب النصب والاحتيال، والذي يظل مطاردا من قبل سلطات الأمن، كما يظهر محمد رمضان في ثاني أعماله الدرامية بشكل مختلف في مسلسل «الأسطورة» حيث يتورط في الإجرام بعد مقتل أخيه على يد تاجر سلاح كبير. ومن الأعمال الاجتماعية مسلسل «ونوس» بطولة يحيي الفخراني وتدور أحداثه حول أحد الآباء يترك أبناءه، ويختفي مدة 20 عاما، ثم يأتي شخص يدعي أنه صديق والدهم ويطالبهم بحقه الذي أخذه والدهم منه، ويدلهم على مكان إقامته ويخبرهم بأنه يمتلك ملايين الجنيهات، وتتطور الأمور ويبدأ الصراع بين الأبناء ما بين العودة إلى حضن الأب أو المضي في حياتهم. وكذلك مسلسل «أفراح القبة» المأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ وإخراج محمد ياسين تدور أحداث المسلسل في إطار من التراجيديا المثيرة داخل أحد الفرق المسرحية خلال حقبة السبعينيات، وخلال جلسات القراءة الجماعية لنص جديد، يكتشف الممثلون أن أحداث المسرحية تدور حول شخصياتهم الحقيقية في كواليس المسرح، وهو من بطولة منى زكي وإياد نصار ورانيا يوسف وسيد رجب وصابرين وضيفة شرف العمل كندة علوش. وأيضاً مسلسل «هي ودافنشي» بطولة خالد الصاوي وليلى علوي، وتجري قصته في إطار كوميديا سوداء في إحدى المناطق الشعبية، حيث إن إحدى المحاميات التي تتعرض لمواقف صعبة في حياتها ثم تنقلب حياتها رأسا على عقب بعد ظهور دافنشي في حياتها. ولا يزال الاهتمام بالدراما الصعيدية مستمرا لجذب المشاهدين من خلال عمل واحد هو «يونس ولد فضة» بطولة الفنان عمرو سعد، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي حول قضايا ومشكلات العائلات والأسر الصعيدية بشكل مختلف تماماً عما تناولته الدراما عن مثل هذه القضايا خلال الأعوام الماضية. وتغازل الدراما التاريخية المصريين بمسلسلين هما المسلسل التاريخي الشهير «ليالي الحلمية 6» حيث تبدأ أحداثه بإصابة زهرة (إلهام شاهين) بصدمة عصبية بعد وفاة علي البدري، ويفاجأ الجميع بظهور (لي لي) - درة - وهي ابنة سليم البدري والتي كانت تقيم في فرنسا وقررت العودة إلى مصر، وتتناول الأحداث ما يحدث في مصر بعد ثورة يناير، وهو تأليف أيمن بهجت قمر - عمرو محمود يس، وإخراج مجدي أبو عميرة. والعمل الثاني، مسلسل «الشاه والسلطان» وتدور قصته حول الصراع بين السلطان العثماني (سليم الأول) والشاه (إسماعيل الصفوي)، وتسلط الأحداث الضوء على فحوى هذه الحقبة الزمنية التي غيرت مسار الحياة السياسية في المنطقة العربية، وكيف أن هذا الصراع أثر على التاريخ الذي انعكس امتداده على الحاضر بشكل كبير. ويقدم مسلسل «قضاة عظماء» السيرة الذاتية لعشرة قضاة في فترة حكم الدولة العباسية، الذين كان لهم بصمات قوية في التاريخ الإسلامي، ومحاولة طرح قضايا هامة لنماذج مسلمة يحتذى بها في المنهج الإسلامي، بالإضافة إلى مناقشة القضايا المعاصرة التي ظهرت مؤخرا في المجتمعات العربية وأصبحت تهدد الاستقرار مثل قضايا القتل والتكفير، وغيرها من الأمور المهمَّة التي تخص المسلم. ويشارك في بطولة المسلسل أحمد عبد العزيز، وكمال أبو ريه، وأشرف عبد الغفور، وأحمد ماهر، وحسن يوسف، وسامح الصريطي، تأليف ياسر حسن، وإخراج عبد القادر الأطرش.