أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أنها أحبطت صباح أمس الخميس هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين لتنظيم داعش في مدينة سرت كانا يستهدفان موقعين لهذه القوات. وقال المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» الهادفة إلى استعادة السيطرة على مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) من أيدي التنظيم المتطرف «قواتنا تنجح في تفجير سيارتين مفخختين قبل وصولها إلى أهدافها بعد ورود بلاغ من غرفة العمليات». وأضاف المركز على صفحته في موقع فيبسوك أن «السيارتين كانتا تستهدفان موقعين لقواتنا في محاور القتال». أطلقت قوات حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي عملية «البنيان المرصوص» في 12 آيار/مايو الماضي. وحققت تقدماً سريعاً الأسبوع الماضي، لكن هذا التقدم تباطأ عند بلوغها مشارف المناطق السكنية بين وسط المدينة وشمالها. ويتحصن مقاتلو التنظيم الإرهابي في المنازل ويستخدمون القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية. وتواجه قوات الحكومة صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل إلى منزل مع عناصر التنظيم. وفي ظل هذه الصعوبات، صعد تنظيم داعش من وتيرة هجماته المضادة التي تستهدف خصوصاً استعادة السيطرة على الميناء في شمال المدينة واختراق صفوف القوات الحكومية في القسم الغربي منها لمنع تقدمهم. ومنذ الأحد الماضي، شن التنظيم سبع هجمات انتحارية بسيارات مفخخة في مناطق مختلفة من سرت، بحسب ما تفيد القوات الحكومية. وتتشكل القوات التي تقاتل تنظيم داعش في سرت من جماعات مسلحة تنتمي إلى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الأكثر تسليحاً في البلاد إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية. كما تخوض قوات حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق معارك مع التنظيم المتطرف شرق سرت. في مقابل ذلك، يضم تنظيم الدولة الإسلامية الذي يبلغ عديده في ليبيا نحو خمسة آلاف عنصر، مقاتلين أجانب في سرت التي وقعت في قبضته في حزيران/يونيو 2016، من شمال إفريقيا والخليج، بحسب سكان المدينة.