اعلنت القوات الحكومية الليبية احباط هجومين انتحاريين لتنظيم «داعش» في سرت فيما اسفر هجوم ثالث بسيارة مفخخة استهدف عناصرها عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في «بوابة ابو قرين» على مداخل مدينة مصراتة المجاورة. وأشار المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» التي تستهدف تحرير سرت، الى ان التنظيم الإرهابي لجأ الى اسلوب التفجيرات الانتحارية بعد تضييق الخناق عليه في المدينة. وأعلن المستشفى المركزي في مصراتة عن استقباله 10 جثث تعود إلى عناصر في القوات الحكومية قضوا في التفجير الانتحاري في ابو قرين وهي بلدة تبعد نحو 130 كيلومتراً عن سرت. ولفت مراقبون الى وصول انتحاريي «داعش» الى ابو قرين لتنفيذ هجوم، على رغم ان القوات الحكومية استعادت السيطرة على هذه البلدة قبل شهر نتيجة معارك مع «داعش»، تقدمت على اثرها نحو سرت حيث حاصرت التنظيم في معقله. وبعد التقدم السريع الذي حققته القوات الحكومية الأسبوع الماضي ونجحت خلاله في السيطرة على المرافق الرئيسية في سرت، ومحاصرة مسلحي «داعش» في منطقة لا تتجاوز بضعة كيلومترات تمتد من وسط سرت إلى شمالها، بدأ تقدم هذه القوات يتباطأ مع شن التنظيم سلسلة هجمات مضادة. وعزز تفجير امس، صحة تكهنات عن احتمال تسرب مسلحي التنظيم الإرهابي خارج سرت وانتشارهم في سائر المناطق الليبية، بعد استعادة المدينة من سيطرتهم، علماً ان المعلومات الأخيرة التي اعلنتها القوات التابعة لحكومة الوفاق الليبية، تفيد بأن المسلحين الإرهابيين يتحصنون في المنازل ويستخدمون القناصة، فيما تواجه القوات الحكومية صعوبات في اقتحام هذه المناطق، وتخوض حرب شوارع من منزل إلى منزل مع عناصر التنظيم. والملفت ان التنظيم الإرهابي نفذ منذ الأحد الماضي 8 هجمات انتحارية ضد القوات الحكومية التي أعلنت أمس، انها أحبطت هجومين انتحاريين ل «داعش» بسيارتين مفخختين كانا يستهدفان موقعين لهذه القوات في المدينة الساحلية. وأفاد المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص»في بيان بأن قواته نجحت في تفجير سيارتين مفخختين قبل وصولهما إلى اهدافهما» اثر ورود تحذيرات من «غرفة العمليات»، وأشار الى أن السيارتين المفخختين «كانتا تستهدفان موقعين لقواتنا على محاور القتال». وتتشكل القوات التي تقاتل «داعش» في سرت من جماعات مسلحة تنتمي الى مدن عدة في غرب ليبيا، أبرزها مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) التي تضم المجموعات الأفضل تسليحاً في البلاد إذ تملك طائرات حربية ومروحيات قتالية. كما تخوض قوات حرس المنشآت النفطية الموالية لحكومة الوفاق معارك مع التنظيم المتطرف شرق سرت. في المقابل، يضم التنظيم الذي يبلغ عديده في ليبيا حوالى 5 آلاف عنصر، مسلحين اجانب معظمهم من شمال افريقيا ودول عربية، كما تفيد شهادات سكان في المدينة. وقُتل في عملية تحرير سرت منذ انطلاقها 164 عنصراً من القوات الحكومية وأُصيب أكثر من 500 بجروح. وتواجه الحكومة صعوبات في نقل جرحى إصاباتهم بالغة إلى مستشفيات في أوروبا.