تصحو من نومك بشكل مفاجئ لمراجعة بريدك الالكتروني، ثم تعرج على مواقع التواصل الاجتماعي، تنظر إلى الساعة وقد تجاوزت منتصف الليل ، هذا أحد أعراض إدمان الانترنت ، مرض العصر الذي بدأ يغزو العالم وتزداد نسب المصابين به يوماً بعد آخر.. قد تغالط وتقول أنك صحوت دون قصد ، ومن ثم وجدتها فرصة لتصفح بريدك ، وتزيد بثقة: لست مدمناً إذا كنت تقضي أوقاتاً طويلة في المحادثات والدردشة والتواصل مع أشخاص تعلم أنك لن تلتقيهم ، وآخرين ربما سولت لك نفسك إمكانية لقائهم ، في هذه الحالة أو تلك أنت مدمن على الانترنت ولن تستطيع الابتعاد عن هؤلاء... ... إذن دعنا نواجه أنفسنا بسؤال آخر هل نقضي الساعات الطوال أم الشاشة في ألعاب الكترونية، نلاعب أنفسنا أحياناً وننافسها بل ونغضب من هذا المنافس المفترض الذي يجلس قبالتنا.. أخالك وأنت تنتهي من مباراة خاسرة أمام الكمبيوتر متوتراً ، متورم العينين، تتواعد منافساً غير موجود أصلاً أليست هذه حالة تستمطر الضحكات.. هكذا هم المدمنون دائماً تبدو على ملامحهم آثار الإدمان... لنتفاءل ونقول أنك ستتعافى.. أنت في بداية تعاملك مع الانترنت وفي هذه الحالة بحسب ما يقول المختصون يكون الإنسان أكثر عرضة للإدمان، بسبب الرغبة في استكشاف وولوج عوالم جديدة.. يقول بعض علماء النفس: إدمان الإنترنت عملية مرحلية، حيث أن المستخدمين الجدد عادة هم الأكثر استخدامًا وإسرافًا لاستخدام الإنترنت؛ بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة.. ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت فيحد إلى حد كبير من استخدامه له، ويلي ذلك عملية توازن الشخص لاستعماله الإنترنت. الأعراض التي تحدثنا عنها ربما هي متغيرة، ويمكن للمرء ببساطة إنكارها لكن هناك عرض أساسي واضح وهو : الشعور بالضجر عندما تغادر الشاشة وعوالمها طائعاً أو مكرهاً، والشعور بالسعادة البالغة بل والشوق وأنت في طريقك إليها... هذه حالة لن نتحدث عنها كثيراً انظر إلى نفسك وأنت تغادر أو تعود إلى جهازك واحكم على نفسك بنفسك... عدد من المشكلات الناتجة عن هذا الإدمان ، الذي وإن أنكرنا أعراضه فلن نستطيع أن ننكر إفرازاته... هناك المشكلات الصحية الناتجة عن التحديق في الشاشات المضيئة والسهر، وإهمال أوقات الأكل والرياضة وغيرها... وهناك المشكلات الأسرية بسبب البعد عن الأهل والبيت.. ومن المشكلات الظاهرة التأخر الدراسي إذ يعاني كثيرون من ضعف التحصيل وإهمال دروسهم ، والمفارقة تكمن في أنهم يقنعون أنفسهم بأنهم يستخدمون الشبكة في تحسين أدائهم العلمي، إلا أن استطلاعاً جرى في الولاياتالمتحدة بين أن 86% من المدرسين المشتركين في الاستطلاع يرون أن استخدام الأطفال للإنترنت لا يحسن أداءهم وذلك ببساطة لأن هناك اختلافاً بين المنهج المحدد والمعلومات المنتشرة على الشبكة. بقي فقط أن تعترف أنك مدمن انترنت ومن ثم تطلب الدعم ممن هم حولك، وإن ثقل عليك ذلك يمكنك أن تعالج نفسك بنفسك عن طريق ممارسة هوايات وتحديد ساعات جلوسك أمام الشاشة...