بهدف إنشاء بيئة من الابتكار، تطلق «غوغل» عدداً من الاستراتيجيات. وقد تمعّنت في مجال التعلّم العميق، وهو شكل من أشكال الذكاء الاصطناعي البالغ التعقيد، يساعد الآلات على استيعاب المعلومات والتصرّف حيالها بقدر ما يفعل البشر. تتجذّر مبادرة التعلّم العميق في التزام «غوغل» الشديد بالعلوم. فمجموعة «غوغل» تموّل المشاريع، وتنشر النتائج، وتدعو العلماء لتمضية إجازاتهم البحثية في الشركة، ومن بينهم أندرو أن جي الذي تألّق نجمه في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد وصل إلى «غوغل» في العام 2010. وسرعان ما نشأ تعاون بين أن جي والباحثين غريغ كورادو وجيف دين، اللذين أبديا اهتمامهما بالتعلّم العميق. وبعد نحو 18 شهراً من بداية هذا التعاون، ذهب أن جي وكورادو ودين بمشروعهم إلى «غوغل أكس»، دائرة البحوث والتطوير في الشركة، حيث أمكنهم استقدام فريق عمل من 5 إلى 6 من أبرز العلماء والمهندسين. ويقول كورادو: «إن الوقت الذي أمضيناه في «غوغل أكس» بالغ الأهمية، وقد سمح لنا بإحراز تقدّم على صعيد التكنولوجيا الأساسية، من دون أن نكون مرتبطين بمُنتَج معيّن... وكنّا بمثابة شركة ناشئة صغيرة، لكنّنا حصلنا على الموارد من تلك المؤسسة العملاقة». سمحت مرحلة الحضن بإنتاج نظام التعلّم الآلي «ديستبليف»، الذي بات مستعمَلاً في تطبيق الخرائط «غوغل مابس»، وفي خدمة الترجمة «غوغل ترانسليت»، وحتّى في «يوتيوب» (لمساعدة المستخدمين على إيجاد مقتطفات الفيديو). وبحلول العام 2012، أعيدت تسمية فريق العمل المذكور إلى «دماغ غوغل» أو «غوغل برين»، وتوسع حتّى بات يضمّ نحو 100 باحث عملوا على تطوير نظام «تنسورفلو»، وهو نسخة أكثر تقدّماً من «ديستبليف». اليوم، أصبح «غوغل برين» جزءاً لا يتجزّأ من بيئة الابتكار التي أثمر عنها. ويعمل فريق العمل مع «عملائه» الداخليين لجعل التعلّم العميق جزءاً محوريّاً من جميع المشاريع التي تطلقها «غوغل». على سبيل المثال، سمح «تنسورفلو» بجعل الخدمة الصوتيّة «غوغل فويس» أسرع وأكثر دقّةً. وأدّى «تنسورفلو» إلى استحداث ميزات جديدة على غرار الرد الذكي في بريد «جيمايل»، الذي يقترح أجوبة على الرسائل. واتّسعت خدمة الترجمة «غوغل ترانسليت» لتضمّ 100 لغة. يتّسع نطاق استعمال «غوغل برين» في جميع أرجاء بيئة الابتكار لدى «غوغل». ويسمح «تنسورفلو» بالنفاذ إلى أدوات التعلّم الآلي الأساسية التي تفتح إمكانيّات جديدة أمام مهندسي «غوغل»، الذين يتّصلون بعد ذلك بعلماء «غوغل برين» لاستحداث منتجات وميزات جديدة. ويساعد الأمر على استقطاب الباحثين إلى «غوغل»، ليطوّروا بدورهم المزيد من التكنولوجيات الجديدة. ... ... ... - غريغ ساتل/ مستشار أعمال اتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً له