سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المملكة أعادت الأمل بالبناء في اليمن والإنسان أساسه.. والبشرى باليسر بعد العسر رأس الاجتماع الرابع ل«برنامج التواصل مع علماء اليمن» في حضور (140) عالماً يمثلون جميع الاتجاهات السياسية والمذهبية
رأس وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الاجتماع الرابع ل(برنامج التواصل مع علماء اليمن)، الذي عقد بفندق مكارم أجياد بمكةالمكرمة.. وشهد الحفل عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء إمام وخطيب المسجد الحرام رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، ورئيس محاكم منطقة مكةالمكرمة الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الثنيان، إضافة إلى عدد من أصحاب الفضيلة العلماء، والمشايخ من المملكة، ومن الجمهورية اليمنية، تجاوز عددهم (140) عالماً يمثلون جميع الاتجاهات السياسية، والمذهبية، والعلمية في مختلف مناطق ومدن ومحافظات اليمن. وعقب الاجتماع، عقد الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ مؤتمراً صحفياً، أكد فيه أن هذا الاجتماع يأتي ضمن اللقاءات الدورية التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد مع علماء اليمن الذين اضطرتهم ظروف الحرب والاعتداء على بلادهم من قبل فئة ظالمة غاشمة إلى أن يكونوا في المملكة، بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله-، ومن ولاة الأمر في المملكة حيث نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد برنامجا خاصا بعلماء اليمن أسمته «برنامج التواصل مع علماء اليمن». وأضاف: إن البرنامج له الآن أكثر من سنة، وهذا اللقاء ضمن هذه اللقاءات إذ يهدف إلى وضع اللبنة في خارطة طريق بناء اليمن، لأن بناء اليمن عنصر مهم، من العلماء، والدعاة، وأئمة المساجد، والخطباء، عنصر مهم في عملية إعادة الأمل وبعد أن نجحت عاصفة الحزم، وبدأت إعادة الأمل قام العلماء بدورهم في إعادة البناء لأنه حصل هناك هدم كبير لما في قلوب الناس من ولاء، ومن مبادئ، ومن طمأنينة، ومن سكينة؛ فواجب العلماء أن يعيدوا البناء، الهدم حصل، وواجب العلماء أن يعيدوا البناء، المملكة العربية السعودية أخذت على عاتقها إعادة الأمل بإعادة البناء، وإعادة البناء يتركز أولا إلى إعادة بناء الإنسان، والعلماء علماء اليمن هم ممن يضطلعون بهذا الدور. وأردف معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ يقول: ولذلك وزارة الشؤون الإسلامية ضمن هذا البرنامج، وهو برنامج التواصل مع علماء اليمن تهيئ لهم الجو، تهيئ لهم المجال ليقوموا بهذا الواجب العظيم وهو إعادة البناء، ومعلوم أن الحرب فيها هدم، وبعد انتهاء الحروب لابد من إعادة البناء، وإعادة البناء ليس عمرانياً وإنما إعادة بناء الإنسان الذي تضرر بهذه الحرب، البناء الروحي، البناء العلمي، الطمأنينة، البناء النفسي، وأنواع البناء الأخرى التي تضطلع بها جهات أخرى، لذلك هذا اللقاء هو لقاء دوري مع العلماء، وهذا اللقاء الأول في مكةالمكرمة في هذا الشهر الكريم ونجدها -بإذن الله- بشرى وأمل في أن يكون هذا الشهر الكريم شهر إنهاء لاعتداء الحوثيين ومن عاونهم، وإنهاء هذا السفك للدم الحرام في اليمن، سفكوا دم من لا علاقة له في اليمن بضرب بمدافع عشوائية داخل المدن اليمنية، وهذا كله نأمل أن يكون هناك إنهاء له، ونرى بشرى -إن شاء الله- بإنهائه قريباً. ورداً على سؤال عن أبرز النتائج التي توصل لها هذا اللقاء مع الإخوة اليمنيين، وما مدى تأثيرهم على أرض الواقع في اليمن، وهل هناك تواصل مع الآخرين؟.. أجاب معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قائلاً: البرنامج هذا، برنامج التواصل مع علماء اليمن برنامج مستمر طيلة السنة، هذه اجتماعات دورية للقاء، لكن البرنامج له محاور وعناصر كبيرة، وله عمل على الأرض، وعمل إعلامي، وعمل ديني، والعلماء يتواصلون من هنا مع الناس عبر وسائل الاتصال المعروفة، وعبر وسائل الاتصال الحديثة، وعبر الإعلام، وعبر الرسائل، وعبر عناصر كثيرة من أنواع التواصل، يتواصلون معهم لإعطائهم الرسائل التي يجب عليهم أن يعملوا بها، البرنامج يضم أيضاً عملاً على الواقع من العلماء، والدعاة، والوعاظ، والخطباء المشمولين بهذا البرنامج، من يعمل في داخل اليمن، وهؤلاء يمثلون نخبة وجدوا في المملكة العربية السعودية، لكن هم يشرفون على أبنائهم، وتلامذتهم، سواء في الجمعيات، أو في مدارس قائمة، أو في المساجد، والخطباء، وحاضر معنا أيضاً نائب رئيس نقابة الخطباء في اليمن، ورئيس هيئة العلماء، ونائب رئيس هيئة العلماء وإلى آخره، هؤلاء كلهم توجيهاتهم من هنا تذهب إلى داخل اليمن، فإذاً هو تهيئة للجو والتشاور معهم فيما فيه صالح اليمن. وجدد معاليه التأكيد على الأثر الكبير لهذا البرنامج قائلاً: لمسنا أثراً كبيراً خلال مدة البرنامج الماضية في تحفيز همة الناس لمعرفة خطر الاعتداء على اليمن الكبير القادم من الخارج عبر بعض الدول الإقليمية، والخطر الحوثي، وأتباع الرئيس السابق على اليمن وعلى أهله وما سببوه.. مشدداً على أن زيادة الوعي لابد أن يكون من أطراف عدة، الإعلام جزء، يمارسها الإعلام العام، لكن ليس كل الناس يصلهم، لابد أيضاً من الرسالة في المسجد، وفي القرية، وفي الجبل حتى يتكتل الناس وألا يستسلموا للحدث الذي صار، ونسجل هنا بنجاح جهد العلماء والدعاة في تخفيف الهجمة وهم جزء من عملية إعادة الأمل في اليمن. وحول سؤال هل هذه الخطوة بادرة لتوحد علماء المسلمين باجتماعات تنسيقيه حتى تكون كلمة المسلمين موحدة من خلال الالتقاء مع العلماء في كل دولة إسلامية تتبناها المملكة؟.. قال معاليه: نعم هذا صحيح فهذا البرنامج أحد برامج وزارة الشؤون الإسلامية، هناك برنامج آخر في الوزارة هو برنامج التواصل مع علماء العالم الإسلامي مع المشيخات والمفتين، وعلماء العالم الإسلامي، وهذا البرنامج مفتوح استضفنا فيه خلال الأشهر الماضية أكثر من أربعمائة من علماء المسلمين عبر برنامج العمرة ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للعمرة وحضروا واجتمعت بهم في اجتماع مطول في مكةالمكرمة، صار هناك مد للجسور بصفة نوعية لكثير من العلماء، واستمر معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قائلاً: إن الوزارة أيضا عملت برنامج تواصل مع علماء الأزهر في زيارات متكررة بيننا وبين مشيخة الأزهر الشريف، والأزهر الشريف يشرف على كثير من المدارس والكليات في العالم الإسلامي، كذلك الوزارة مدت الجسور مع رئاسة الشئون الدينية في تركيا بزيارات متبادلة، جاءنا معالي رئيس الشئون الدينية وذهبنا إليه، وبيننا وبينهم الآن عمل تنسيقي مشترك؛ لأن الشؤون الدينية التركية تقوم بالإشراف على كثير من دور الفتوى والمشيخات في العالم الإسلامي ابتداء من البوسنة، وشمال آسيا وبلاد البلقان وبلاد القوقاز إلى آخره، كذلك علماء شرق آسيا بيننا وبينهم تواصل الآن نوعي خاصة ماليزيا وإندونيسيا، كذلك علماء إفريقيا عملنا مؤتمرين لعلماء أفريقيا في السنة الماضية، يعني أسهمنا وساعدنا بحضور فاعل. واستطرد معاليه يقول: فهذا البرنامج ليس وحيداً هذا أحد البرامج، لكن بحكم أن الحالة في اليمن والحرب التي في اليمن عظيمة تستدعي التركيز أكثر، وحفز الهمم أكثر، ونرجو جميعاً أن تكون كل هذه البرامج ناجحة، وهناك تفاؤل كبير وإقبال كبير وحرص على التفاعل مع المملكة العربية السعودية فيما تريد، المملكة العربية السعودية قائدة العالم الإسلامي فهي الحكيمة في أفعالها، ومريدة للخير لجميع المسلمين، وبدول العالم الإسلامي، وبالناس، وتحرص عليهم وخاصة العلماء، ولذلك الجهود المبذولة في هذا الصدد تجد نجاحاً كبيراً مثل التحالف العسكري الكبير الذي حصل والاستجابة الكبيرة له في العالم الإسلامي، كذلك البرامج النوعية التي تجمع المسلمين كلها تحظى بتقدير كبير للمملكة العربية السعودية في ريادتها للعالم الإسلامي، نرجو الله -جل وعلا- أن يحقق الآمال، ويعيد الحق لأهله في اليمن الشقيق، ويجمع كلمة المسلمين. وكان الاجتماع الرابع لعلماء اليمن قد بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى معالي الشيخ صالح آل الشيخ كلمة استهلها بحمد الله أن هيأ هذا الاجتماع في مكةالمكرمة في شهر رمضان المبارك لتأكيد استمرار هذا البرنامج لخدمة علماء اليمن، وخدمة المؤثرين من أهل العلم في اليمن الشقيق، المؤثرين بعلمهم ورأيهم، ونشاطهم، ودعوتهم في اليمن الشقيق فمرحباً بكم جميعاً وأهلاً وسهلاً بكم بين إخوانكم في المملكة العربية السعودية ومع إخوانكم العلماء في مكة. وواصل يقول: إن هذا اللقاء يؤكد ما سبق أن عملتم عليه، وجاهدتم فيه من أن وحدة علماء الأمة جميعاً ضرورة اليوم شرعية لنصرة الحق وإعلاء كلمة الإسلام، ودحر الباطل بأنواعه، اتحاد العلماء واجتماع كلمتهم بما أمر الله -جل وعلا- بقوله: {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} هذا الاجتماع يسر المؤمنين في كل الأرض، ويؤلم غير المؤمنين في كل الأرض، يسر من في قلبه حب لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، ويؤلم كل من كان يريد سوءاً بهذه الأمة العظيمة أمة محمد بن عبدالله -عليه الصلاة والسلام-، ولقد صدق الله -جل وعلا- ومن أصدق من الله قيلا إذا قال: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا} لأن الأمر يحتاج إلى صبر ويح تاج إلى توطين للنفس على قبول الألفة والمحبة وتقديم مراد الله -جل وعلاً- على مراد النفس، والله -جل وعلا- وعدكم، وفي وعده لنا وعد بكل من ورث الرسل -صلوات الله وسلامه- عليهم بقوله: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون} والتحقيق العظيم لمن تحقق بهذه الإضافة وهذه النسبة أن يكون ممن قال الله -جل وعلا فيهم- وشرفهم بقوله : {وإن جندنا} على الحقيقة، لا على الادعاء، على الصواب لا على هوى النفس، ولا على الأماني لذلك أنتم في زمن ابتلاء وامتحان أن ابتلاكم الله -جل وعلا- كما ابتلانا بعدو غاشم مخالف لنا في العقيدة، ويريد قصداً، أو تبعاً يريد بالجزيرة وبأهلها وبالحرمين الشريفين سوءاً. وواصل معاليه قائلاً: وفي فاتحة هذا الشهر المبارك الكريم لابد للمؤمن في مثل هذا اللقاء أن يستبشر مهما نظرنا إلى المعوقات للخلاص من محنة إخواننا وأبناءنا وأحبتنا في اليمن الشقيق، فإن الأمل والبشرى هي ظننا بالله -جل وعلا-، وقد ثبت في الصحيح : (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)، ولكن سنة الابتلاء قائمة، ودفع الناس بعضهم ببعض قائمة، وحكمة الله غالبة. وفي هذا السياق، أكد معاليه أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الكل يعمل كما تعملون، وتعهدون لصالحكم ولصالح اليمن الشقيق ولصالح الإخوة، إخوتنا في الإسلام والعروبة والسنة والقرب والجوار والنسب، الكل مشغول بهذا الأمر العظيم والله -جل وعلا- قد بشرنا باليسر بعد العسر {فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}. وبيّن في كلمته الموجهه لأصحاب الفضيلة العلماء الحاضرين الاجتماع: أن برنامجكم هذا «برنامج التواصل مع علماء اليمن» وضعته المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لخدمة علماء اليمن والتخفيف من مصابهم، ومصاب أهليهم وذويهم، وأيضاً استنهاضاً للهمة في البناء، والدعوة إلى الخير لأنه من مقتضيات الهدم الذي كان، ولا زال بما فعله الحوثيون، ومن يتبعهم، ومن يأتمر بأمرهم من تغيير علم الناس، وهدى الناس الذي غرستموه فيهم زمناً طويلاً فقد تغير ما تغير في هذه السنتين والهدم أسهل من البناء ولكن لابد من البناء دوماً لأنه لا يمكن أن تعود الأمور كما هي إلا ببناء النفوس بالإيمان بالله -جل وعلا- وبرسوله -صلى الله عليه وسلم- وبكتابه، وبمنهج علماء هذه الأمة الذي هو منهج يعود بالناس إلى ما كانوا عليه قبل الفتنة وقبل الانقلاب، وقبل هذا التسلط البغيض الذي غير على الناس دينهم، وغير على الناس مبادئهم وأدخلهم في أمور عانوا منها كثيراً، وهذا البناء هو مهمة أهل العلم لأن البناء الروحي والبناء النفسي والبناء العلمي، وإعادة العقيدة الصحيحة في النفوس، إعادة الإيمان بالله، إعادة المنهج السليم، إعادة الانتماء للكتاب والسنة ولما كان عليه علماؤكم في اليمن هذا الأمر ليس بالسهل فأنتم أهله ولابد من إعانتكم عليه فرضاً علينا وأنتم قادرون ولله الحمد ولكن لابد من الهمة والعزيمة لأن الأمل قائم وإعادة الأمل مستمر ولكن يحتاج إلى بذل في العلم، والتعليم والتواصي وبيان الحق وكثرة الاتصالات، وكثرة البيان للناس وعدم الركون إلى ما فعله الحوثيون هناك بالناس وبالمساجد. بعد ذلك ألقى عدد من علماء اليمن كلمات في الاجتماع، كما ألقى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح بن حميد كلمة في الاجتماع الذي تخلله عدد من القصائد، ثم ألقى الوزير الشيخ صالح آل الشيخ كلمة اختتم بها أعمال الاجتماع.