لم تكن الجماهير الاتحادية «العريقة» تتخيل في اللاوعي قبل الواقع الملموس أن ترى حجم المديونيات المعلنة من الجهة الرسمية بتلك الضخامة المفجعة والموجعة لكل قلب تعلق بعشق «العميد»..! * ثلاثمائة مليون ريال إلا «حتة» بحسبة الطيبين.. 299.000.000 ريال بحساب المحاسبين القانونيين «اللي ما يخرس الميه».. هنا لن يفيد المتابع الاتحادي قبل العاشق المتيم من أوصل النادي المونديالي العريق وغرقه بكل هذه الديون الصادمة حد اللامعقول.. بل يهمه «عودة الاتحاد جميلاً قويًّا دون رتوش كذابة». كذلك الأمر أخاله عند جميع من ساءتهم هذه الحال المتردية للنادي الكبير برجاله وعشاقه، سواء من المراقبين المحايدين أو من أولئك العاشقين للبيت الاتحادي العريق. * محور بصريح العبارة لهذا الأسبوع قد يكون مختلفًا في الطرح بقدر اختلاف بوصلة «مستقبل أحد أعرق الأندية السعودية».. فوالله الذي لا يحلف بغيره ونحن صيام في هذا الشهر الكريم، إن ما حدث للاتحاد من نهاية مأساوية أوصلت حد تقاذف المسؤوليات بل الاتهامات التي يلقي بها كل فريق على الآخر.. إن هذا المشهد ساءني حد الألم.. بل إن هذه الحال المتردية لم تعد تخص الاتحاديين دون غيرهم، بل إن الإساءة لتاريخ هذا الكيان بكل ما وصل إليه من تعب ونصب إنما هي إساءة للكرة وللأندية جمعاء في المملكة العربية السعودية. * لذا كان الطرح وما ستقرؤون لا يمعن في نقاش لا يجدي نفعًا في مَن المتسبب بقدر ما هو الحل الذي يمكن أن يسهم به (رأي صريح) في كيفية الخروج من هذه المعضلة التي ألمت بكيان قارب التسعين عامًا من الحضور الشامخ.. الاتحاد اليوم لا يخرج من محنته المضنية دون اعتماد خطة عمل، أقدمها لأهل الحل والعقد في البيت الاتحادي، وأولهم من كانوا السبب في توهج العميد قبل أن تصل به الحال إلى ما وصلت إليه في الوقت الراهن.. خطة عمل تخاطب ثلاثة عناصر لا رابع لها «رجال العميد الحقيقيين.. اللاعبين ومن ثم الجماهير العاشقة عملاً لا قولاً»! * تبدأ تلك الخطة بجمع كل الأطراف المتقاذفة اليوم للاتهامات، ليس لاتخاذ طريق واضح المعالم، هدفه «انتشال العميد من محنته» فحسب، بل وضع أجندة لا تلتفت للماضي الذي يعتبر الرجعة إليه نقصًا في العقل إلا من باب اتخاذ الحيطة من الوقوع في ذات الوحل الذي أسقط أعرق أندية الوطن في وحل المشاكل المضنية.. جمع جميع الأطراف، وتقديم مصلحة الكيان بالاتفاق حول قيادة لا تبعد مطلقًا عن رمز الاتحاد الكبير قدرًا ومقامًا صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن منصور بن عبدالعزيز والشيخ عبدالمحسن بن عبدالملك آل الشيخ ومن معهما من أصحاب السمو الملكي الأمراء الداعمين دومًا للاتحاد. * ثم وضع آلية تبرع سخية من كل رجالات الاتحاد وأعضاء شرفه لجمع مبلغ لا يقل عن 108 ملايين ريال، التي جاءت بها تقارير الهيئة العامة للرياضة كمبالغ آنية الدفع من المبلغ الكبير 300 مليون، وأن يكون ذلك كما أشرت بيد ثقة، لا يختلف عليها اثنان لمن أشرت إليه تسلسلاً بعاليه. * ثم وضع آلية تقدم الأهم على المهم في آلية السداد.. ووضع آلية شرفية لجمع المتبقي لسداد كامل الديوان 192 مليون ريال بوقت تتسع فيه أفق الجميع للخروج بالاتحاد من أزمته. قد يقول قائل «اللي ما يعرف يقول عدس»، ونقول: بل العدس.. سمبوسة.. ليس لنا إلا الظاهر من المعلن وعبر الجهة الرسمية واعتماد ما يطرحه العقل ضمنًا في جمع تلك المبالغ من المحبين من أعضاء الشرف المؤثرين الحقيقيين، وليس (المزورين).. فمتى كانت راية الاتحاديين واحدة خلف رمزهم الكبير طلال بن منصور فستكون أفعالهم تسبق كلمتهم تحت مظلة الرمز.. وبدافع كبير عنوانه الرئيس «عشق الكيان»، وتغليب مصلحته فوق كل مصالح أخرى. * ثم يأتي دور اللاعبين كعنصر أساس في استشعار حال الكيان الحالي، وكيف سيكتب التاريخ أسماءهم من ذهب وهم يلتفون حول عشقهم.. سواء بتأجيل مطالبة من لهم حقوق أو حتى تنازل المقتدر منهم عن مطالبه في الوقت الراهن. وكل ذلك بجانب التشجيع المؤطر بحكمة الرمز لكل المواهب التي بإمكانها عناصريًّا النهوض بالفريق قبل حتى انطلاقة موسمهم القادم بشحذ الهمم وأخذ السبل التي ترفع المعنويات رغم حالتها السيئة التي لم تعد تخفى على أحد. * ثم يأتي الدور الجماهيري الذي يتحتم عليه نبذ التحزب ونبذ كل من يدعو إليه.. فالجمهور الواعي لا ينقاد للعواطف بقدر ما يقدم مصلحة الكيان على كل ما سواه.. والأهم الاستفادة فعليًّا من درس الإعلام الكاذب الذي أورد الكيان المهالك.. ولا أخال تلك الجماهير إلا وتعرف أصحاب المصالح من إعلاميين «يكرس وجودهم على الساحة المستفيدون فقط من بقاء أزمات الاتحاد دون حل».. فلينبذ كل اتحادي سواء بوسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من سبل إيصال الصوت إلى بلوغ المراد باتباع طريق رمز الاتحاد الكبير، ودعم رجالاته المخلصين ممن قادوا العميد للمونديالية دون «ضجيج» أو استخدام إعلام أو إعلامي مأجور هنا أو هناك.. ليكون الدعم بالصوت الموحد تجاه الرمز الكبير طلال بن منصور .. وتذكروا أن من لا كبير له يضرب على بطنه. * الاتحاد اليوم ليس بحاجة إلى من ينكأ الجراح أو من يرقص على ضجيجها، بل إلى من يقدم العقل على العواطف أملاً بدعم الكيان.. والكيان خلفه رجال، ولا أخال أحدًا من جماهير الاتحاد إلا وتقدر طلال بن منصور ومن يضع ثقته فيه.. والله المستعان. «خذ.. علم..»!! ما كنت أكتبه من 16 عامًا وتزيد عن حقيقة الاتحاد وكثير من إعلامييه الكذابين ها هو يتحقق بعد حين.. ليس في هذا التذكير أخذ عزة بعدل وعدالة رب الخلق وحسب، بل لأن من يفهم ما كنت - وما زلت - أقول في الشأن الاتحادي يدرك «بُعد.. الثرى عن.. الثريا» بين يطرح فكرًا نيرًا بقلب صادق ومن ضلل الاتحاد وجماهيره قرابة العقدين من الزمن.. وليس بعد الحق وإظهاره ثم الانتكاس لسابق عهد الكذابين إلا المضي في طريق اللاعودة..! في الصميم..! أسأل الله العلي العظيم أن يجمع كلمة رجال العميد، وأن يقيض لجماهيره ومحبيه الصادقين في القول والعمل.