لا تزال مواقف الأحزاب السياسية تتبلور بشأن مبادرة رئيس الدولة حول تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة كافة الأحزاب واتحاد الشغل ومنظمة الأعراف، حيث أجمعت أحزاب المعارضة على أن ما وصلت إليه تونس كان منتظراً منذ تشكيل الحكومة التي قامت على المحاصصة الحزبية ودون برنامج، ما أدى إل فشل كان منتظراً وأقرّ به رئيس الجمهورية. وانتهت أحزاب المعارضة التي اجتمعت أمس للخروج بموقف موحّد من مبادرة رئيس الجمهورية إلى أن الوضع الحالي في أزمة ويستوجب إخراج تونس منه ولا يمكن ذلك إلا بالتخلي عن سياسات الرباعي الحاكم والعمل على خيارات جديدة اجتماعية واقتصادية وأمنية. وأكدت هذه الأحزاب المعارضة استعدادها لحوار جدي من أجل تجاوز الوضع الحالي واتفقت على مواصلة التشاور فيما بينها وصياغة بدائل عن السياسات الحالية وعرضها على الرأي العام، إلى جانب قرارها التواصل مع المنظمات الاجتماعية الأساسية في تونس لعرض تصورها للخروج من الأزمة. وقال محمد جمور القيادي بالجبهة الشعبية عقب الاجتماع إن الجبهة والأحزاب المعارضة المجتمعة ضد منهجية المحاصصة الغالبة على الفريق الحاكم وإنها مع الوحدة الوطنية بمضمون، مشدداً على أنهم ليسوا في استعداد للانخراط في منطق المحاصصة. من جهتها، عبرت حركة مشروع تونس التي أسسها محسن مرزوق رئيس حركة نداء تونس سابقاً، عن استعدادها المبدئي للتفاعل مع المبادرة الرئاسية، داعية كافة الأطراف إلى الاتعاظ من تجارب الماضي. وأشارت إلى أنّ نجاح الإنقاذ الوطني للبلاد لن يكون ممكناً باعتماد سياسة المحاصصة في غياب البرنامج والتجديد المنهجي للعمل الحكومي. ونبّهت حركة مشروع تونس بعد اجتماع اللجنة التنفيذية والكتلة البرلمانية للحركة أمس، إلى ما أسمته «الشخصنة وبعض المحاولات لإحداث مجرد تغييرات شكلية في الولاءات وتوزيع الحقائب الحكومية».