قبل أكثر من عام ونصف وبناء على ما رفعه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز وزير التربية والتعليم آنذاك نائب رئيس اللجنة العليا لسياسة التعليم ، وافق مجلس الوزراء على إنشاء اتحاد رياضي باسم (الاتحاد السعودي للرياضة المدرسية) ، على أن تقوم اللجنة العليا لسياسة التعليم بوضع القواعد والضوابط اللازمة لذلك والتي لم نطلع عليها بعد . ثم أصدر وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى قرارًا بتكليف الدكتور خالد بن ناصر الخريجي أمينًا عامًّا للاتحاد السعودي للرياضة المدرسية ، مع منحه الصلاحيات كافة المخولة له في اللائحة التنظيمية للاتحاد . ويعتبر الخريجي من الكوادر المؤهلة حيث حصل على بكالوريوس قسم التربية البدنية وعلوم الحركة ثم حصل على الماجستير في علوم الحركة. وشهادة الدكتوراه من كلية التربية بجامعة الملك سعود بقسم المناهج وطرق التدريس , غير عضويته لاتحاد التربية البدنية والرياضة للجميع وامانتها العامة , بالإضافة للكثير من اوراق العمل التي قدمها في المجال الرياضي . هذا التمهيد سيقودنا رغم حداثة الاتحاد لطرح عدد من التطلعات التي يمكن أن تتحقق بسهولة في ظل وجود مادة إلزامية في المدارس وعشرات الآف من المعلمين والتربويين الرياضيين وتعلق الشباب بالرياضة وعدم رفض المجتمع لها بل مطالبته باستثمارها الاستثمار الأمثل وارتباطها بالصحة العامة التي نشاهد في كثير من الأبناء بعدهم عنها وحاجتهم إلى التوعية والتربية ليكونوا أصحاء فالعقل السليم في الجسم السليم ويسرني ذكر شيء من طموح المجتمع في الاتحاد :- 1 - ضرورة وجود خطة استراتيجية للاتحاد تشمل مراحل التعليم الثلاث وكذلك المعاهد الخاصة التي تشرف عليها على أن تكون هذه الخطة ملزمة وعلى مراحل وأن لا تقل المرحلة عن 5 سنوات لكي تظهر نتائجها ونمنع معها الاجتهاد أو التغيير حسب الأهواء مع الأخذ في الاعتبار القواعد والضوابط التي تتولاها اللجنة العليا لسياسة التعليم وهو بمثابة النظام العام ومعه اللوائح التفسيرية ولوائح المكافآت والحوافز وسياسة العمل التي تنضم العلاقة بين الاتحاد وإدارات التعليم . 2 - ورد في رؤية الوطن 2030 الكثير من المحاور التي يستطيع اتحاد الرياضة المدرسية من تحقيقها أو المساهمة فيها مثل إطلاق 450 ناديا للهواة والترفيه وممارسة الأنشطة البدنية والثقافية , وكذلك رفع نسبة الممارسة الرياضية من 13 % حتى 40 % , ثم ما ورد في بناء شخصية الأبناء وذكر في الرؤية ( سنرسخ القيم الإيجابية في شخصيات أبنائنا عن طريق تطوير المنظومة التعليمية والتربوية بجميع مكوناتها، مما يمكّن المدرسة بالتعاون مع الأسرة من تقوية نسيج المجتمع، من خلال إكساب الطالب المعارف والمهارات والسلوكيات الحميدة ليكون ذا شخصية مستقلة تتصف بروح المبادرة والمثابرة والقيادة، ولديها القدر الكافي من الوعي الذاتي والاجتماعي والثقافي، وسنعمل على استحداث مجموعة كبيرة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتطوعية والرياضية عبر تمكين المنظومة التعليمية والثقافية والترفيهية ) وهذا سيجعل الاتحاد يعيد دراسة الأولويات والبرامج من أجل تحقيق تلك التطلعات لكي نراها واقعاً معاشاً نفرح به جميعاً . 3 - إعادة استنبات الاتفاقية التي وقعها سمو رئيس الهيئة الرياضية مع وزير التعليم السابق والتفاعل في تنفيذ بنودها وإعادة تكييفيها مع ما جاءت به الرؤية الوطنية وإشعار المجتمع باستمرار بنجاح تلك التوأمة بشكلها التربوي والرياضي . 4 - تبني ملف النقص الهائل في معلمي التربية البدنية والذي صدر بتصريح رسمي من إدارة النشاط الرياضي في الوزارة والذي تجاوز 4000 معلم ويحتاجون أكثر من 20 عاماً لسد هذا العجز ودور الوزارة والاتحاد للترغيب في ذلك . 5 - إيجاد شراكة عملية مع الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية لضمان استمرار الاهتمام التربوي بالرياضيين البارزين خاصة وأن الكثير من المنتخبات العالمية تستعين بطلبة الجامعات وخاصة في الألعاب المختلفة ولهم نتائج مشرفة جداً . 6 - الاهتمام برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة في مراحل التعليم أو في المعاهد التي تشرف عليها الوزارة ونقلها من الاهتمام الجزئي إلى العناية والرعاية والاهتمام الكلي ولهم نتائج مشرفة في المحافل الدولية مع المنتخبات والجامعات . ختاماً ،، إن نشأة اتحاد الرياضة المدرسية الحديثة تجعل الطموح يلامس الواقع في المستقبل القريب ونقل الاهتمام بحصة الرياضة المدرسية من حصة ترفيه إلى حصة تربية رياضية , ومن حصة أشبه ما تكون بحصص ملء الفراغ إلى حصة إنتاج تربوي , والانطلاق بها إلى أن تكون ذات قيمة مضافة في السلوك العام , ونستطيع من خلالها تنمية العلاقة بين الطالب والأسرة والمدرسة وكذلك مع العالم الخارجي لأنها حصة محببة إلى نفس الطالب ونستطيع أن نوفق بين ما نحب وما يحب لكي تتحقق المنفعة العامة , كذلك فإن هذا الاتحاد لن يستطيع أن يقوم بدوره الحقيقي إن لم يكن لديه ميزانيات خاصة تتوافق مع برامجه وخططه الاستراتيجية التي ترتبط دون شك بمخرجات تساهم فيها كل المعنين بالاتحاد.