الناشر: دار أزمنة: عمّان؛ 2016 يستهل المؤلف كتابه بهذا التمهيد: لا أحبّ كتابة السيرة، ولا المذكرات، مما يندرج في الاعتراف والصدق والأمانة والإفصاح، ومما يصب في رسم الهوية، بل في إعلانها؛ وهو ما تجنبته فعلاً في كتاباتي. ما أنشره في هذا الكتاب ينتسب إلى أنواع صحفية وكتابية معروفة، أهمها: التحقيق، أو كتابة نبذات في الرحلة، إلاّ أن فيها شيئاً من سيرتي. في هذه المقالات ما يكتب سيرتي على الرغم مني؛ إذ يتعرض للحظات ومعايشات بعيداً عن لبنان، بفعل الحرب، وهذا ما يصحّ كذلك في توقفي في مدن مختلفة كنت أطرق شوارعها بخطواتي للمرة الأولى، فيتسلل عبر الكلمات، عبر الأحوال التي تستوقفني وأعالجها، ما يشير إلى «إمالات» النفس والهوى، إلى بعض الانشداد الانفعالي والإلحاح الفكري، والهوس النفسي ربما. وهو ما يصح خصوصاً في طبيعة هذه الكتابة المنفتحة فيما تتابع انشغالاتها الملزمة لها، الكتابة التحقيقية فيما لا تتوانى عن قول الذات؛ طالما أنها تُعنى بالكتابة بمجرد الانتقال، ما يعني شيئاً من التداخل، من التباس الحدود.