تعتبر حركة (الدوغما) الأكثر طليعية في السينما الحديثة، وتتمثل الحركة بتواجد قوي لعنصر (الكآبة) في القصة مع سرد غريب، ومختلف عن السائد في السيناريو، ولها قواعد واضحة منها: استخدام الصوت بشكل مباشر، وعدم استخدام إضاءة صناعية، وسيناريو يتمحور عن المولودراما العائلية، حيث تشكلت الحركة في العام 1995 التي تعتبر متأثرة بشكل كبير بالواقعية الإيطالية وبالموجة الفرنسية الجديدة في نهاية الخمسينات وبداية الستينات. كما تشتهر الدوغما بالعديد من العناصر التي تميزها عن باقي الحركات في السينما، أهمها: حالات الكسر المتعددة لقاعدة ال 180 درجة، التي تعتبر من أساسيات الصناعة في هوليود، إضافة إلى أن التصوير في سينما الدوغما يكون بالغالب بكاميرا محمولة باليد، ويفضل عدم استخدام (السي جي آي) أو أي مؤثرات خاصة في الفيلم، ويمثل فيلم Melancholia للمخرج «لارس فون ترير» خلاصة تجربة الدوغما التي يراها البعض انتهت أو على وشك الانتهاء مع هذا الفيلم. ويمثل الفيلم الغريب نوعاً ما تجربة حديثة ومدهشة في السرد السينمائية، الذي تستعرض فيه القصة في جزئها الأول، حالة زواج لمجتمع من الطبقة الغنية في أمريكا، متضمنا نقداً للوضع الاجتماعي والسياسي، وتفوق عرقاً دون آخر وقضية الطبقية في الولاياتالمتحدة، وأشياء أخرى كثيرة. يقدمMelancholia تعليقاً هاماً حول الحياة الاجتماعية في الوقت الحالي، وكيف أصبح كل شيء متعلق بالوقت والمال، والعمل، حتى في لحظات خاصة جدا من الحياة، ومن ضمنها الزواج، فالفلم في جزئه الأول، إيضاح لمدى ال(نحن) أي المجتمعات الحديثة وبالذات الغنية، لا لنستمتع باللحظات بحيث يكون كل شيء إلى (مادي) إذ يقدم الفيلم على عكس أغلب أفلام هوليود، سيدة قوية ومستقلة وأكثر أهمية من الشخصيات الرجالية في الفيلم.. تفعل ما تريد، مسيطرة على والدها وزوجها ورئيسها في العمل. إن Melancholia واحد من أهم و أعمق أفلام الدوغما الحديثة، بقصة غريبة وجديدة علينا، مع تنفيذ فني مدهش ، لنجد أننا أمام مزج ساحر بين التمسك بتقاليد عقيدة الدوغما مع تأثر بصناعة أفلام الخيال العلمي في هوليود، ونظرة جديدة ومختلفة لاستعراض مذهل لنهاية العالم، التي دائماً تحدث في أفلام هوليود بطريقة متشابهة وتقليدية ومتوقعة بعكس هذا الفيلم!. ومن الجدير ذكره في هذا السياق، أن مخرجي الموجة دائماً يثيرون الجدل بتصريحات غريبة! وأحياناً مستفزة! مثل التصريح الشهير للمخرج «لارس فون ترير» عندما ذكر أنه معجب بالقائد الألماني النازي «هتلر» مما جعله في قائمة الممنوعين من الدخول لمهرجان (كان السينمائي) في فرنسا، قبل أن يعتذر ثم يسحب اعتذاره من جديد!.