رغم أن العديد من قيادات ورموز الحزب الجمهوري الأمريكي استقبلوا فوز الملياردير الأمريكي دونالد ترامب بترشيح حزبهم له في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل، بإعلان اعتزامهم عدم التصويت له، فإن ترامب مازال قادرا على التباهي بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف مرشح الحزب الجمهوري بأنه «شخص ذكي وموهوب حقيقة». تمتم ترامب بصوت خفيض مثل مواء قطة صغيرة مرحبا بإشادة بوتين به باعتبارها «شرف عظيم» ، مشيرا إلى أن رئيس روسيا «يدير بلاده على الأقل كقائد لا يشبه القائد الموجود لدينا في بلادنا» في إشارة سلبية إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وإلى أن يحين وقت تسريب نصوص محادثة هاتفية بين بوتين وترامب، يمكننا فقط أن نتخيل شكل المحادثة بين الرجلين اللذين ربما يشتركان في فهمهما لمبدأ القيادة. مثل هذه المحادثة ربما تجري على النحو التالي: بوتين: لا أستطيع أن أصف لك يا دونالد مقدار سعادتي بتعهدك بأن تفعل لبلادك ما أفعله أنا لبلادي. عندما جئت إلى السلطة كان لدينا مجلس الدوما (النواب) الذي لا يفعل شيئا وشعب خائف وفوضى على حدودنا الجنوبية. ترامب: نعم، لكن هناك فارق بين مشكلتنا مع المكسيك ومشكلاتكم مع الشيشان، أنا أريد إبقاء المكسيكيين خارج أمريكا بإقامة جدار عازل على الحدود، في حين أنك .. بوتين: أجل، أجل أنا أبقيت على الشيشانيين داخل روسيا الاتحادية بهدم كل الجدران في جرزوني عاصمة الشيشان، وقد نجحت الخطة. اليوم لدينا زعيم شيشاني يدير الإقليم بالنيابة عنا، والآن رجاله التابعين المطيعين يتدخلون قليلا من أجل يخلصونني من أي ليبرالي متطفل. ترامب: كما أقول دائما، لا يوجد بديل للقوة. سأقول لك ما الذي يزعجني رغم ذلك. رغم مليارات الدولارات التي حققتها من نشاطي الاقتصادي، ما زال يجب علي أن أصعد منصة وأتناقش مع أعضاء الكونجرس وحكام الولايات الضعاف والذين حصلوا على ما لديهم من أموال من أشخاص يبحثون عن المحاباة والمعاملة التفضيلية. بوتين: أنا متعاطف معك يا دونالد بالطبع. لكنني شخصيا لا أستطيع الإيمان بفكرة إدارة الخد الأيسر لمن ضرب الخد الأيمن. وأنا واثق أنك شاهدت ما حدث لهذا الشخص الخائن المدعو بوريس نيمتسوف (سياسي روسي تعرض للاغتيال في 27 فبراير 2015) الذي ظل يردد أن لديه الدليل على أن الجنود الروس يموتون في أوكرانيا. فقد أظهرت إحدى كاميرات المراقبة أنه كان يسير على أحد الجسور أمام الكرملين. ثم جاءت إحدى سيارات تنظيف الشوارع فحجبت المشهد عن رؤية الكاميرا. ثم ظهر صوت طلقات رصاص، وعندما تجاوزت الشاحنة مجال رؤية الكاميرا، صورت الكاميرا جثة نيمتسوف ممددة على الأسفلت. اسمع يا دونالد، إذا كان أعضاء الكونجرس هؤلاء يزعجونك، يمكن أن أطلب من أحد أصدقائي الشيشانيين مساعدتك في التخلص منهم. ترامب: شكرا فلاد، لكنني لا اعتقد أن هذا سيكون ضروريا. هؤلاء المهرجون (أعضاء الكونجرس) يمضون أكثر وقتهم في التهام بعضهم البعض ليتركوا الطريق أمامي مفتوحا نحو البيت الأبيض. بوتين: المهم أن تكون مرتاحا يا دونالد. لكن علي أن أشكرك للقول إن الولاياتالمتحدة يمكنها أن تسير وراء قيادتي في سوريا. أنت الشخص الوحيد الذي يؤمن بما أقوله عن ضرورة إنقاذ جلد الأسد في سوريا حتى يمكننا التخلص من الإرهابيين فيما بعد. وهناك شيء آخر يا صديقي: عندما حاول الصحفيون الأمريكيون أن يقولوا لك إنه في روسيا صحفيين ومنشقين تعرضوا للقتل، كنت شجاعا للغاية وقلت لهم «اعتقد أن بلادنا قتلت الكثيرين أيضا» فلم أكن أستطيع أن أدافع عن نفسي بطريقة أفضل مما فعلت أنت. ترامب: لا تهتم بالأمر، يمكن أن تفهم أنه منذ وقت طويل للغاية لم يجد الأمريكيون قائدا قويا لبلادهم، ولذلك فقد نسوا كيف يكون القائد القوي حقا. بوتين: بالنسبة لهذا الموضوع، دعني أخبرك بما فعلته عندما وصلت إلى السلطة. دعوت أفراد الطبقة التي كونت ثروات طائلة بفضل علاقاتها السياسية في روسيا وقلت لهم إنهم يستطيعون الاحتفاظ بكل ما سرقوه من أموال الدولة في التسعينيات، ولكن إذا حاولوا ممارسة السياسية سأرسلهم إلى سجون سيبيريا بتهمة التهرب الضريبي، وتستطيع أنت أن تفعل نفس الأمر مع هذه الطبقة لديكم. ترامب: سأدون هذه الملحوظة فلاد. لكن قل لي، كيف ما زلت تحتفظ بتأييد 80 % من الشعب الروسي رغم العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا وانخفاض أسعار النفط واستمرار سقوط الجنود الروس في أوكرانيا وانفجار الطائرات الروسية في الجو؟ بوتين: السر يا صديقي هو التلفزيون. هنا في روسيا قنوات التلفزيون خاضعة للكرملين والتلفزيون هو الذي يشكل العقول ويتحكم فيها. لذلك لا أهتم إذا ما كان هناك عدد قليل من الصحف الرخيصة المناوئة للدولة. انصحك يا دونالد، بمجرد الوصول إلى السلطة صادر شبكة «فوكس نيوز» التلفزيونية الأمريكية، ستكون هذه خطوة قوية للغاية بالنسبة لك. - آلان بيرجر