ينظر البعض للمهرجانات المحلية على أنها غير ذات جدوى من الناحيتين الترفيهية والاقتصادية؛ ويؤكد المختصون أنها من أدوات الجذب السياحي متى أتقنت صناعتها؛ وتحققت متطلباتها؛ وأكتملت أركانها الرئيسة. وعلى الرغم من وسائل الترفيه المتنوعة؛ والوجهات السياحية الجميلة؛ تعتمد الحكومات المحلية الغربية على تسويق مدنها من خلال نوعية المهرجانات المتخصصة التي أصبحت من أدوات الجذب السياحي؛ بعد دخولها روزنامة الترفيه العالمية. هناك قائمة في المهرجانات العالمية التي يحرص السياح على حضورها والمشاركة فيها. ارتبطت بشكل وثيق بالبيئة؛ وصناعة الحدث؛ وتسويقه. قد نختلف على بعضها إلا أن الغالبية يتفقون على قدرتها الفائقة لتحقيق الجذب السياحي والإعلامي ودعم اقتصاديات المدن التي تقام فيها تلك المهرجانات. سياحة المهرجانات من أدوات الجذب والتثقيف وغرس القيم والشعور بالانتماء الحضاري وربط الشباب بثقافته الأصيلة وتقاليده العريقة؛ ومن أهم وسائل تنشيط السياحة؛ وخلق الوجهات السياحية وربطها بالمواقع التراثية. تسهم المهرجانات في توعية المجتمع وتعزيز الانتماء والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وخلق الفرص الاستثمارية والوظيفية المؤقتة والدائمة؛ عوضًا عن دورها المهم في جذب الاستثمارات السياحية، وتحقيق التنمية الإقليمية المتوازنة في جميع المحافظات. عملت «هيئة السياحة والتراث الوطني» منذ بداياتها الأولى على إقناع المجتمع بأهمية المهرجانات؛ وتنمية صناعة الفعاليات، وتقديم الدعم لتنظيمها؛ والعمل على تطويرها والاستفادة من التجارب الدولية لتحويلها إلى صناعة تسهم في إدخال الفرح والسرور على المواطن والمقيم؛ وتفتح أبواب الكسب الكريم للمنخرطين فيها من شركات ومؤسسات صغيرة وأفراد وأسر منتجة. استثمار «الهيئة» للمهرجانات في إقامة ورش العمل والندوات والدورات التدريبية المتخصصة الموجهة لتطوير صناعة السياحة بشكل عام؛ والمهرجانات بشكل خاص؛ وتنمية قدرات الشركات والمؤسسات الوطنية والخبرات البشرية في تنظيمها من الأمور المهمة والداعمة لبناء قطاع متكامل يعتمد «الصناعة» قاعدة له. نجحت «هيئة السياحة» وبالشراكة مع إمارات المناطق وجهات حكومية والقطاع الخاص في خلق بعض المهرجانات السعودية المتميزة؛ التي أصبحت جزءًا مهمًا من خريطة السياحة المحلية الجاذبة، وسعت لربط تلك المهرجانات بمنظومة متكاملة تضمن نجاحها وتطورها. إطلاق فعاليات الصيف الموحدة تحت مسمى «صيف السعودية» من الأمور الجميلة التي تسهم في ربط مناطق المملكة ثقافيًا ومجتمعيًا؛ وتحقق التكامل والتواصل بين الأجهزة السياحية، وتخلق بيئة تنافسية محمودة تسهم في تطوير العمل والارتقاء بالمخرجات. يوم أمس؛ احتضنت المنطقة الشرقية فعاليات إطلاق «صيف السعودية 37» الذي جاء متميزًا من حيث التنظيم والفعاليات المرافقة. الأمير سعود بن نايف؛ أمير المنطقة الشرقية؛ من أكثر الداعمين لإقامة المهرجانات المحلية؛ وإشاعة ثقافة الفرح والترفيه البريء. يؤمن بأهمية المهرجانات للجذب السياحي؛ وخلق الفعاليات الجميلة التي توفر للمواطن والمقيم خيارات متعددة للترفيه البريء والآمن. الأمير سلطان بن سلمان؛ رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ أكَّد أن «إطلاق مهرجانات صيف السعودية هذا العام من المنطقة الشرقية يأتي تقديرًا من الهيئة بالأهمية السياحية والاقتصادية المهمة للمنطقة ما جعلها ضمن الوجهات السياحية الرئيسة في المملكة، إضافة إلى ما تتمتع به من مكانة في قلب كل مواطن برجالها الكرماء المرحبين ومواردها التاريخية والسياحية والطبيعية». النجاحات المتميزة التي تحظى بها المهرجانت محليًا يستوجب العمل على تطويرها وجعلها أكثر جاذبية مما هي عليه اليوم. قد نحتاج إلى ابتكار فعاليات تسهم في جعل المهرجانات أكثر جاذبية لشرائح المجتمع وفئاته المتنوعة. تكرار لوحات العرض؛ والفعاليات تتسبب في خلق جو من الرتابة التي تفقد المهرجان تألقه. إيجاد مقرات دائمة للمهرجانات من الأمور الواجب تفعيلها في جميع مناطق المملكة. المنطقة الشرقية في أمس الحاجة لإنشاء مقر دائم لمهرجاناتها واحتفالاتها الرسمية. يمكن استثمار المقر في خلق فعاليات وإنشاء متحف المنطقة؛ ومسرح ثقافي متميز؛ وركن دائمًا للأسر المنتجة. تجد الأسر المنتجة في فعاليات الصيف وسيلة آمنة لتحقيق الدخل الكريم؛ من خلال عرض منتجاتها المنزلية؛ أو تجارتها الصغيرة التي تحقق من خلالها أرباحًا مجزية تساعدها على تلبية احتياجات أفرادها؛ ومواجهة التزاماتهم المالية. يُركز الغالبية على الجانب الترفيهي لفعاليات الصيف؛ في الوقت الذي يجد فيها المختصون؛ الأرض الخصبة لتنمية دخل الأسر. إيجاد المقر الدائم سيسهم في إنشاء سوق دائمة للأسر المنتجة. سياحة المهرجانات لن تكتمل إلا بوجود المقرات الدائمة التي توفر البيئة المناسبة والآمنة لإقامتها. فعاليات الصيف تقدم الفرح والبهجة للمواطن والمقيم؛ في أجواء أسرية؛ وتسهم في دعم اقتصاد المنطقة؛ وتنشيط الحركة التجارية؛ وملء أوقات الفراغ بما يعود بالنفع على الجميع. شكرًا لكل من ساهم في فعاليات «صيف الشرقية».