1 - هدف برنامج التحوُّل الوطني هو بناء التنمية المستدامة التي لا تعتمد على مصدر دخل واحد، وتقوم على بناء مواطن عالمي الأداء والكفاءة.. وهذه مرحلة تحتاج إلى أُطر معرفية توعوية، تدعم مرحلة التحولات الجذرية، وتتيح التعلُّم الذاتي؛ لهذا فالوسيلة التي سيعتمد عليها البرنامج في تحقيق ذلك هي تطوير الموارد البشرية، والرفع من كفاءة الأداء.. حتى ترتقي كفاءة التشغيل ومن ورائها كفاءة الإنتاج التي ستكون محصلتها النهوض بمستوى المعيشة وجودة الحياة. 2 - وحيث إن غاية برنامج التحوُّل الوطني هي التنمية فإن من أوائل قراراته كانت «مبادرة الملك سلمان لتطوير الموارد البشرية الحكومية» الرامية إلى الرفع من كفاءة أداء الأجهزة الحكومية من خلال الارتقاء بأداء كوادرها.. كل ذلك سعيًا إلى تسهيل أداء الأعمال، وتحسين بيئة العمل، وتطوير كفاءة الإنتاج. 3 - وزارة الخدمة المدنية هي الجهة التي أُنيط بها مهمة تطبيق هذه المبادرة.. وهي وزارة عُرفت تاريخيًّا بالانضباط العالي، كما عُرفت بالأفكار المحافظة التقليدية.. والبرنامج يحتاج إلى أفكار جريئة غير تقليدية.. وهذه مهمة إبداعية، نتمنى التوفيق والنجاح لهم فيها.. ونتطلع إلى أن تكون فترة (2016 - 2020م) مرحلة وزارة الخدمة المدنية بقدر ما كانت فترة (2006 - 2011) مرحلة التعليم الجامعي، وفترة (2011 - 2015م) مرحلة وزارة العمل. 4 - لا شك أن نجاح برنامج التحوُّل الوطني سوف يعتمد على مدى النجاح في تطبيق برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية.. ولن يكون ذلك دون أن ينجح البرنامج في أن يرسخ في ذهن الشباب ثقافة أن العمل مهارة ومعرفة.. وأن الوظيفة ليس لها مستقبل، بل الإنسان هو الذي له مستقبل.. وأن الباحث عن وظيفة يجب أن يسأل نفسه: لماذا تحتاج إليه تلك الجهة التي تقدَّم لها.. وليس لماذا هو يحتاج إليها؟.. فالناجحون وحدهم هم الذين يكونون حلاً لمشكلة أو سدًّا لحاجة الجهة، وليست الجهة حلاً لمشكلتهم أو سدًّا لحاجتهم. 5 - تعيش المملكة هذه الأيام أجواء برنامج التحوُّل الوطني، وهو أكبر حالة تحوُّل وتغيير على مستويات التنظيم القيادي والإداري.. أغلبنا متفائل، وكلنا يتطلع بترقب وابتهال إلى أن ينجح المسعى.. وإلا فسنواجه مشكلة كبيرة.