ليس جديداً القول بأن نادي الهلال يتكبد خسائر مالية كبيرة جراء تجديد عقود بعض اللاعبين باهظة الثمن دون الاستفادة منهم من الناحية الفنية، وهذا الأمر جعل إدارة النادي الحالية برئاسة الأمير نواف بن سعد تعاني بسبب الديون المتراكمة من قبل الإدارات السابقة، مما حدا بها لعدم التعاقد في الفترة الشتوية الماضية سواء مع لاعبين محليين أو أجانب. وحسب موقع «إحصاءات» التابع لدوري عبداللطيف جميل، فإن لاعبين في الهلال مثل قائد الفريق الأول لكرة القدم ياسر القحطاني يحصل على مبلغ قدره 6 ملايين ريال سنوياً، رغم أنه لم يلعب في الدوري هذه السنة سوى 132 دقيقة، ويحصل محمد الشلهوب على 6 ملايين ريال سنوياً، وقد شارك في الدوري لمدة 998 دقيقة، وكذلك سعود كريري يتقاضى مبلغ 6 ملايين سنوياً ولعب في الدوري 1391 دقيقة، بينما لاعب مثل ناصر الشمراني يحصل على مبلغ 7 ملايين في الموسم مثّل خلالها الفريق في هذا الموسم لمدة 627 دقيقة فقط، والحال ينطبق على عبدالعزيز الدوسري الذي يحصل على 7 ملايين سنوياً ولم يمثّل الفريق سوى في 816 دقيقة فقط، بالإضافة إلى أن يوسف السالم يحصل على مبلغ قدره 4 ملايين في الموسم الواحد وقد لعب خلالها 350 دقيقة، وفهد الثنيان وعبدالله السديري مثلاً الفريق في 180 دقيقة ويحصل كل منهما على مبلغ 4 ملايين، ومحمد القرني يحصل كذلك على مبلغ 4 ملايين ولعب خلال موسم كامل في الدوري لمدة150 دقيقة فقط. هذه الإحصاءات تثبت أن بعض اللاعبين الذين يمثّلون الفريق لم يتم الاستفادة منهم فنياً بشكل واضح، مما استنزف الخزينة الزرقاء الكثير من الأموال الطائلة، حيث يمثّل هؤلاء ما يقارب30 % من خزينة النادي السنوية أي بمعدل 48 مليون ريال سعودي. ويعاني الهلال في الوقت الراهن من ديون متراكمة قد تسدد خلال الأيام القادمة بعد الاجتماعات الشرفية التي عقدها الرئيس الأمير نواف بن سعد، ولكن يجب أن تكون هذه الديون بعد حلها تعد مفترق طرق بحيث تكون المصروفات بالطرق الصحيحة وعدم التعاقد مع أي لاعب لا يمكن الاستفادة منه فنياً مهما بلغ اسمه. نعم الأندية السعودية جميعها مثقلة بالديون، ولكن نادياً كالهلال ويمثّله الكثير من أعضاء شرف من رجال الأعمال وكبار الشخصيات، ويعاني من ديون، فهنا يجب الوقوف ومعرفة الأسباب التي أوصلت النادي لهذه المديونيات الكبيرة مما حدا بالإدارة إلى طلب قرض بنكي في وقت سابق. في بداية الموسم وخلال تنصيب الأمير نواف بن سعد رئيساً، تحدث أمين الصندوق ثامر الطاسان عن ميزانية (الفريق الكروي الأول فقط) التقديرية للموسم الحالي 2015-2016م، إذ بلغت الإيرادات 145 مليون ريال، ووصلت المصروفات إلى 193 مليون ريال بحسب الميزانية لكن المصروفات على أرض الواقع في هذا الموسم وصلت إلى أكثر من 241 مليون ريال بعجز إجمالي حتى نهاية شهر أبريل الماضي يصل إلى 47 مليون ريال. وأمام كل هذه الإشكاليات لا بد من إيقاف استنزاف الخزينة الزرقاء من خلال ترشيد الإنفاق وضبط المصروفات والتعاقدات، كما أن من الحلول المطروحة في الفترة القريبة القادمة مبدأ الخصخصة والذي يتوافق مع «رؤية 2030» التي طرحها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، إذ ليست الأندية الرياضية بمنأى عن المساءلة والمحاسبة وموجة التحول الوطني والتغيير نحو الأفضل من وجهة نظري. وبهذا الصدد قال الكاتب الاقتصادي المعروف راشد الفوزان في تصريح خاص ل «الجزيرة»: «إن ما يعانيه النادي حالياً من ديون مالية بسبب تعاقدات الإدارات السابقة مع لاعبين ذوي أعمار كبيرة، بالإضافة إلى التعاقد مع لاعبين لديهم (إصابات مستدامة)، حيث يأتي التعاقد مع هؤلاء اللاعبين ليس برأي فني بحت أو بحسب مشاركات اللاعب في الموسم، والذي من المفترض أن يشارك ما بين 30 وحتى 35 مباراة، وهو الأمر المزعج في الهلال كون بعض اللاعبين يحصلون على مبالغ كبيرة وشاركوا فقط مابين 7 - 10 مباريات». وأضاف: «الإدارة السابقة وقعت مع بعض اللاعبين ليس بمعيار فني، بل بالعاطفة، كالتعاقد مع نجم كبير دون فائدة فنية تذكر، وهنا يجب ألا يتعاقد النادي مع أي لاعب مهما كان اسمه». وشدد الفوزان على أن مشكلة الهلال حالياً أن 60 % من اللاعبين يضمنون الخانة، ولم يخلق المنافسة بينهم من أجل المقاتلة على الخانة، فلك أن تتخيل أن دكة الاحتياط في ناد كبير مثل الهلال يكون اللاعبين فوق 30 سنة وهذا الأمر غير جيد. واختتم بقوله: «الإدارة الحالية برئاسة الأمير نواف بن سعد ضحية لهذه الديون، مما جعلها مكبلة في التعاقدات سواء الشتوية أو بداية الموسم».