فوارق التفكير بين الإدارة الهلالية والإدارة الاتحادية كبيرة وكبيرة جداً، وكلها تصب لمصلحة الإدارة الهلالية التي تتعامل بالمنطق والعقل معاً من دون أن ترتكز على المال كوسيلة جذب غالبية صفقاتها. مع نهاية منافسات الموسم اتضح حاجة الهلال والاتحاد لترميم الصفوف وترقيع الثقوب الفنية قبل بداية الموسم المقبل، وكان تفكير الطرفين منصباً على حل مشكلة الظهير الأيمن على وجه الخصوص، لذا تحركت الإدارتان لحل مشكلة الظهير الأيمن فكيف كان تفكير كل طرف؟ الهلال خدع الاتحاد بصفقة راشد الرهيب وكان يحاول الفوز بها بمبلغ معقول وفي الوقت نفسه احتفظ بخط الرجعة بحيث إذا ضاعت صفقة الرهيب يكون هناك بديل بفكر أفضل وعقلية أجمل فكيف كانت النتيجة؟ الاتحاد طار في العجة ووضع ثقله للفوز بالرهيب فكانت الصفقة أو الصفعة سموها ما شئتم انتقال الرهيب بنظام الإعارة لموسم واحد فقط بمبلغ سبعة ملايين ريال مع نقل خدمات اللاعب الطريدي للاتفاق، أي أن الاتفاق سد العجز بلاعب في المستوى نفسه والاتحاد شرب مقلب لاعب حريف ومميز ولكن لموسم واحد فقط، قد يقضيه على دكة الاحتياط كما هي عوائد الاتحاد مع صفقات الإعارة، إذ ركنوا عبدالرحمن القحطاني بعد أغلى صفقة إعارة حتى كادوا أن يقضوا عليه فنياً وفعلوا الشيء ذاته مع الطريدي وصالح الغوينم وعلي الشهري، أما الهلال فقد اتجه للشاب اللاعب عبدالرحمن الحسن وجلبه من نادي الطائي بمبلغ معقول للأطراف الثلاثة، مع العلم أن المبلغ أقل من مبلغ رهيب الاتفاق بكثير، وان الانتقال نهائي وليس إعارة كما حصل في صفقة الاتحاد التي تبدأ بضجيج وتنتهي بمرمطة. الاتحاد قدم 7 ملايين ريال لإعارة اللاعب راشد الرهيب موسماً واحداً فقط فكم يدفع لو طلب نقل خدماته الاتحاد نهائياً؟ أكيد 50 مليوناً قياساً بما تم دفعه من أجل موسم واحد، والهلال جلب لاعباً دولياً على مستوى الشباب وعلى المستوى الأولمبي ويستطيع الاستفادة من اللاعب عشر سنوات مقبلة. الفكر الإداري وضع الهلال في السليم مع كل صفقاته سواء نجحت أم فشلت، المهم إنها تدار بحرافة وذكاء وفي حدود المنطق، والفكر الإداري في الاتحاد وضعه في ورطة الديون محلياً وخارجياً وصفقات مضروبة وإعارات خيالية وفلاشات تسطيحية. الفكر الإداري أراح رجال الهلال من الأزمات الموسمية التي تتعرض لها بعض الأندية مثل الاتحاد الذي يعاني من تراكم الديون، على رغم البذخ والصرف العشوائي والذي وصل إلى 84 مليون ريال من البلوي لوحده عدا مبالغ الشركة الراعية التي تتجاوز الأربعين مليون ريال، إضافة إلى مبالغ النقل التلفزيوني والدعاية ورواتب المحترفين المصروفة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومع هذا فالديون تحاصر الاتحاد من كل الاتجاهات وقد تلقي بظلالها على مسيرة النادي في السنوات المقبلة ويكفي تجميد حساباته ومنعه من التعاقدات الجديدة لأن الطاسة المالية ضائعة. [email protected]