:للثمامة ومساحاتها الرملية عجائب يسهل أن ترصدها بمجرد أن تقرر الذهاب لهناك، فبعدما كانت هذه المنطقة متنفساً لأهل الرياض حيث التطعيس والشواء والاستمتاع بالمساحات الرملية الممتدة، تغير الحال. من يذهب إلى هناك سيتفاجأ وهو يقود سيارته بمطب من نفايات، وخيام ألغت صفاء المساحات، وبإزعاج الدراجات وما يفوح عنها من أتربة تستفز «الجيوب» الأنفية والأعين. كما أن لبعض رواد الثمامة ممارسات كوميدية بارعة، يترك أحدهم المكان بعد أن رتب فوضاه ونفاياته في أكياس، ويتركها بين «الطعوس» كأننا به يظن أن سيارة النفايات ستدخل حيث الرمال لتلتقط ما خلفه سيارة نفايات بدفع رباعي يقودها سائق راليات متقاعد. وبطبيعة الحال، هؤلاء «أهون» بكثير من أولئك الذين يتركون «القذارة» مبعثرة من خلفهم. وطالما أن البرد اشتد، وأصبح أهل الرياض على مقربة من طقوسهم الخاصة في التعامل مع هذه الأجواء عبر الذهاب للثمامة، فكرنا في أن ننبههم أن الحال تغير. ولم تعد الثمامة مساحة استجمام شتوي سريع، فلن تصدقوا المتغيرات وما ستشاهدونه هناك. واقع عرّفت الموسوعة الحرة «ويكيبيديا» منطقة الثمامة بوصفها: «منطقة صحراوية في شمال مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية، تعتبر من المناطق السياحية المتميزة لمن يريد قضاء أوقات ممتعة في الصحراء، تمتاز برمالها الذهبية الرائعة والمنتزهات الترفيهية المتناثرة على أرجائها». والواقع أن من يقرأ هذا التعريف ويقارنه بالواقع من المفترض أن يكتب ملاحظة اعتراضية مختصرة: «على مين؟» ليس هذا الواقع. وليست الثمامة كما أوردت ويكيبيديا عنها. وإذا ما استثنينا الموقع الجغرافي في التعريف، فإن بقية ما ذكر غير صحيح. الأوقات الممتعة باتت أوقات لحرق الأعصاب وسط الزحام وضجيج الدراجات الهوائية والغبار. أما الرمال الذهبية بات يكسوها ما تركه الناس من بقايا الأكل، والنفايات، وعلب المشروبات، والأوراق، والفحم. تخيلوا معنا أن المطب الصناعي في المدن يقابله مطب من النفايات في رمال الثمامة! سألنا البعض عن رأيه في الثمامة وسبب ذهابه إلى هناك، يقول عبدالله عاشور: آخر مرة ذهبت فيها للثمامة تعجبت من المنظر، «يا رجل حتى الأماكن الداخلية مليانة نفايات متناثرة والغريب أن الناس صار لها عشرات السنين تروح هناك وتشوي وتجلس والبعض يذهب للتطعيس وللآن لم يتعامل المسؤول مع هذه الظاهرة بشكل سليم.. امنحوهم مساحات.. نظموا مسابقات.. ولا صعبة». بدوره يقول محمد الحبيشي: «أروح للثمامة عشان آيسكريم أبو ريالين والبليلة ومن باب تغيير الجو لكن زحمة الناس والفوضى خلتني أتراجع عن الذهاب للثمامة في الفترات الأخيرة». وبسبب أن أغلب المساحات التي يرتادها الناس في الثمامة مملوكة للدولة، يطالب الحبيشي بتخصيص أماكن للجلوس والشواء: «وفكونا من أهل المخيمات.. هل يعقل أن قيمة إيجار مخيم ليوم واحد أكثر من قيمة جناح في فندق خمسة نجوم؟!». ويعلق نادر الصيداوي: «الفوضى وعدم النظافة الحاصلة في الثمامة تجعلني أتساءل لماذا لا يحافظ الناس على أماكن ترفيههم». ويواصل «يا رجل كأن الأرض هناك تنبت قمامة.. تمشي على الرمل متجه لمكان تبحث فيه عن خصوصية يصدمك راعي دباب طاير»، فيما يصف الأسعار «بالمبالغ فيها في كل شيء». قيمة إيجار الدبابات والخيول والمخيمات أما عبد الظاهر أبو السمح فيقول: «لو قررت البلديات وإدارة المرور منح مخالفات على ما يفعله بعض رواد الثمامة سيكون هذا مصدر دخل إضافي للدولة، وأنا هنا ألوم البعض على سلوكه ولا ألوم الجهات». الحل اجلس في بيتك أبرك!