في يوم الاثنين 27/ 5 / 1437 انتقل العم والأخ والصديق / عبدالله بن حسن بن عبدالله السلمان البدراني بعد عمر ناهز الثمانين قضاها في طاعة الله وخدمة وطنه وكافح في هذه الحياة حتى أتاه اليقين في يوم فضيل هو يوم الاثنين ودفن في مسقط رأسه جلاجل عصر يوم الثلاثاء 28/ 5/ 1437 بعد أن صلى عليه خلق كثير أمتلئة به جنبات مسجد الشعيبه الذي يعتبر من أعمدته ثم شيعوه إلى المقبرة والقلوب يعصرها الألم والدموع تحرق المقل والألسن تلهج بالدعاء ولقد سنّ سنة حسنة نسأل الله ألا يحرمه أجرها وأجر من عمل بها وهي اقتصار التعزية بالمقبرة وعدم إقامة مراسم عزاء لا للرجال ولا للنساء. ولد أبا خالد بجلاجل في 27/ 1/ 1367 ودرس الابتدائية والمتوسطة بجلاجل والتحق بثانوية اليمامة بالرياض وحصل على العديد من الدورات من معهد الإدارة في إدارة الأعمال واللغة الإنجليزية ثم انخرط في العمل الوظيفي، حيث عمل كاتب ضبط بمحكمة الجمش مع الشيخ إبراهيم الواصل ثم انتقل للحرس الوطني بعدها انتقل لوزارة الشؤون البلدية وترأس بلدية حوطة سدير فترة طويلة إلى أن أحيل على التقاعد فعمل بالأعمال الحرة والزراعة كان رحمه الله دمث الخلق لين الجانب كريم لا تجده يأكل وجبته لوحده ذَا حميه وصلة رحم ومن أعمدة الأسرة ورغم فارق السن بيننا ألا أن أواصر الألفة والمحبة وما أجده فيه من خصال حميدة وسجايا طيبة وتدين وسؤال دائم جعله لقاءاتنا تتكرر سواء في اجتماع الأسرة أو في مزرعته العامرة وكل لقاء يتجدد معه لا أخلوا من الخروج بفوائد جمة تجعلني أتطلع إلى اللقاء الذي بعده. لم تكن حياته خالية من المنغصات ولكن نفسه الكبيرة تسمو على كل العثرات عاش في كنف والديه وكان والده العم حسن بن عبدالله رحمه الله من رجال جلاجل المعدودين ومن رجال أسرة السلمان المرموقين زرع في ولده كل الصفات الطيبة والعلوم الغانمة ووالدته من الواصل الأسرة المعروفة وقد تزوج رحمه الله بثلاث من الزوجات هن الجوهرة السلمان ابنة عمه ومنيرة القرعاوي وحصة العيسى وقد رزق من الأولاد خالد، عبدالعزيز، عبدالرحمن، محمد، حسن. ومن البنات ياسمين، نوال، أمل، وفاء، دلال، آسيه، سارة، مضاوي. وقد حرص على تربيتهم وتعليمهم وتأديبهم ليكونوا لبنات صالحة في هذا المجتمع. إن فقد الرجال رزية كبيرة لاسيما إذا كان مثل أبي خالد ولا أقول هذا الكلام لأنه قريبي بل يقوله كل من عرفه وعمل معه وزامله فلا يرى في نفسه كبر أو بطر أو يغره جاه أو منصب أو مال تراه يخدم ضيوفه بنفسه حتى لوكانوا أصغر منه ومن أطرف ما سمعت عن تواضعه حينما كان رئيساً لبلدية حوطة سدير أن حدث خلل في غطاس أحد آبار المياه ولم يجدوا في تلك اللحظة مهندسا فقام بنفسه بالنزول بالبئر والكشف على الغطاس وسط دهشة العاملين. مواقف أبا خالد في المروءة والشهامة والكرم وسيرته العطرة تحتاج إلى جمع وتوثيق ولكن في هذه العجالة ألملم آثار هذه الرزية والمصاب الجلل وأعزي نفسي وأسرته الكبيرة أسرة السلمان وأسرته الصغيرة زوجاته وأبنائه وبناته وإخوانه وأخواته وأحفاده وأصهاره وأنسابه وإلى كل محب له. اللهم إن عبدك ابن عبدك ابن أمتك قد قدم عليك فأكرم مثواه ويمن كتابه وهون حسابه ولين ترابه وألهمه حسن جوابه وطيب ثراه واجعل الجنة مستقرها ومأواه اللهم ألهمنا الصبر والسلوان واجبر مصابنا وإن العين لتدمع والقلب ليحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.