عندما نتناول بالحديث شخصية كبيرة ومهمة كشخصية الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الذي تشرّف بقيادة العديد من المناصب الرياضية والشبابية والأولمبية والجمعيات الخيرية والاجتماعية على الصعيدين المحلي والعربي، فإننا سنبذل جهداً كبيراً في تناول هذه الشخصية من جميع جوانبها الإنسانية والاجتماعية والرياضية، وغير ذلك مما يتعلّق بشخص سموه الكريم، وما بذله في سبيل رفعة الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية، سواء بوجود سموه في المناصب التي تقلّدها في الدولة، أو بدون توليه لمناصب، مما يدل على أن شخصية سموه لا تقف عند تولي مسؤولية معينة، بل يتعداها إلى ما هو أكبر من ذلك، من خلال شعوره تجاه الجميع، صغيراً أو كبيراً، رياضياً أو غير رياضي، مما جعل جائزة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للمسؤولية الاجتماعية تتجه إلى سموه دون غيره واعتبار سموه الشخصية الرياضية الاجتماعية الأولى في آسيا لعام 2016م. المناصب التي تقلّدها سموه، والإنجازات التي تحققت إبان توليه منصبي نائب الرئيس العام لرعاية الشباب أو تقلده لهذا المنصب بعد وفاة سمو الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله- وكذلك العديد من المناصب الأخرى وعلى رأسها رئاسة الاتحاد السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة، مثل هذا الأمر يلفت الانتباه بقوة للعمق وداخل سموه الكريم تجاه فئة غالية علينا في مجتمعنا الإسلامي، حيث كان بالإمكان أن يتولى مثل هذا المنصب شخص آخر، إلا أن توليه بالاهتمام ذوي الاحتياجات الخاصة يجعلنا نحترم ونرفع من قدر سموه كثيراً، لما أولاه وأعطاه من وقته وماله وجهده لتصبح رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة مزدهرة في عهده وتنال النصيب الأوفر من الاهتمام على مدى طويل وتحقق الكثير من الإنجازات لرياضة الوطن على المستويين المحلي والخارجي، كما كان لسموه دور بارز في دعم مسيرة الإعلام الرياضي السعودي والعربي لإيمان سموه بأن الإعلام بكافة وسائله شريك أساسي في كل منجز رياضي وشبابي. إن الإنجازات الكثيرة التي تحققت لرياضة المملكة شاهد على الرؤية الحكيمة لشخص سمو الأمير سلطان بن فهد وتحليق العديد من الألعاب الرياضية أمثال كرة القدم واليد وألعاب القوى والفروسية عالمياً يؤكد أن تلك الرؤية صائبة ومدروسة من جميع الجوانب، والنظرة الثاقبة التي يتمتع بها سموه في مختلف المجالات وعلى رأسها المجال الرياضي جعل من التألق عنواناً، ومن التواجد في منصات التتويج مشهداً متكرراً، ومن الأخلاقيات العالية للرياضي السعودي مضرباً للمثل، كيف لا وسموه وفي كل لقاء له مع الرياضيين يوصيهم بأن يحملوا على عاتقهم تشريف البلاد أولاً، ومن ثم المنافسة الشريفة لتكون منجزاتنا معانقة لأخلاقياتنا الإسلامية التي توصينا بها دائماً وأبداً قيادتنا الحكيمة. إن نيل سمو الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز لقب الشخصية الرياضية الاجتماعية الأولى على مستوى قارة بأكملها لم يأت من فراغ، بل أتى من عمل سنوات طويلة شهدت بالقفزة الرياضية والاجتماعية المقرونين ببعضهما البعض في شخصيته التي يشهد لها جميع من التقى به عن قرب، وتعامل مع إنسانيته، ليكون يوم الحصاد بجائزة قارية أقل ما يمكن أن ينال سموه في مثل هذا الحدث، ولأن ارتباط الرياضة بالمفهوم الاجتماعي نفذه سموه بحذافيره، بل تجاوز حدود هذا المفهوم إلى أعلى الدرجات، ليعطي بذلك دروساً نستقي منها جيلاً بعد جيل مفهوم الشخصية الإنسانية الرياضية الاجتماعية، والتي سنواصل من خلال دراستها تحقيق المنجزات العالمية والقارية والعربية والخليجية. لن أطيل في السرد، لأنني ذكرت في البداية أن حديثي هذا لن يوفي سموه الكريم حقه، بل سأقصر في هذا المجال، ولكن خلاصة القول إن رياضتنا أخذت الكثير مما أعطاه سلطان بن فهد، والمجالان الإنساني والاجتماعي في بلادنا ما زالا ينهلان من فيض سموه، وجائزة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم شاهد عيان على إنسانية هذا الإنسان، واجتماعية هذه الشخصية، ولنا الحق كسعوديين أن نفخر به كقائد سابق لرياضتنا، وكشخصية رياضية اجتماعية أولى على المستوى القاري الآسيوي. ** ** ** - مدير عام إدارة الإعلام والنشر برعاية الشباب سابقاً - عضو الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي.