تمثل الهيئات والمجالس الاستشارية العمود الفقري في أي مشروع يُراد القيام به بغض النظر عن حجمه وأهميته، فالاستشارة يجب أن تكون حاضرة في كل شأن، فقد تكون في القرارات المصيرية كالحروب والعلاقات الدولية، وقد تكون في رحلة استجمام لا تأخذ أكثر من يوم. والإنسان الحصيف الذي يعطي الرأي السديد في الوقت المناسب عملة نادرة تتسابق على استقطابه وإغرائه كل جهة تريد أن تتميز ليقينها انه إضافة مهمة لمشروعها. ولأن رأي الشعراء الغني بالحكمة وبعد النظر وتناول الأشياء والحياة بمنظار خاص له أهميته القصوى نورد نماذج مضيئة من أقوالهم حيال الرأي والمشورة حيث يقول المتنبي: ويقول بشار بن برد حول اختيار المستشار وانتقائه: وحين طلب بشار أن نستعين بلبيب ها هو أبو الأسود الدؤلي يقول: إن اللبيب يجب أن يكون ناصحاً صادقاً معنا: ولأن الاستبداد بالرأي والعناد قد يؤديان إلى عواقب وكوارث لا يمكن تصورها يقول مرشد البذال: وكدلالة واضحة على ماذهب إليه مرشد هاهو عبد الله اللويحان يقول: ويضيف راشد بن الذيب مؤكدا للرأيين السابقين لمرشد ولويحان قائلاً: وقد تختلف المسألة عندما تتعلق بالقلب وهواه فغالباً لا يفيد العقل في االمسائل العاطفية حيث يقول الأمير خالد الفيصل: وقد يرى العاشق في من عشقه ما لا يستطيع رؤيته غيره وإن سمع وأصغى يقول متعب التركي: