أخلى متظاهرون مقر البرلمان العراقي مساء السبت في المنطقة الخضراء ببغداد بعد اقتحامه إثر رفض النواب تشكيلة حكومية جديدة، في حين دعا الرئيس العراقي محمد فؤاد معصوم أمس المتظاهرين في بيان له إلى ضبط النفس وإخلاء مبنى البرلمان وأفاد مصور لفرانس برس أن المتظاهرين الذين دخلوا البرلمان بعيد الظهر باشروا اخلاء المكان مساء السبت. وطلب عناصر من ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من المتظاهرين المغادرة بعد ست ساعات على اقتحامهم المبنى داخل المنطقة الخضراء الشديدة التحصين. وقد تمكن متظاهرون غاضبون من اقتحام المنطقة الخضراء حيث العديد من المقارالرسمية قبل أن يدخلوا مبنى البرلمان. وتسلق هؤلاء الكتل الاسمنتية من خلال ربط كابلات بأعلى الجدران التي تحمي المنطقة، وفق مشاهد بثتها قنوات التلفزة. ثم توجه المتظاهرون الى مبنى البرلمان حيث عمد بعضهم الى تخريب قسم من محتويات المبنى والمكاتب في حين طالبهم آخرون بالتحرك في شكل سلمي وحاولوا الحد من الاضرار. وبقيت قوات الامن في مواقعها ولم تحاول منع المتظاهرين من دخول المبنى. وتضم المنطقة الخضراء في وسط بغداد مقر البرلمان والقصر الرئاسي ومكاتب رئيس الوزراء إضافة الى سفارات عدة بينها الاميركية والبريطانية. من جهته دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم المتظاهرين الى الالتزام بالقانون وضبط النفس وعدم المساس بأي من اعضاء مجلس النواب وموظفي المجلس اوالممتلكات العامة والخاصة. كما دعاهم في بيان أمس السبت إلى إخلاء مبنى البرلمان الذي سبق ان اقتحمه مئات المتظاهرين. من جانبه أعلن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بأن كل شيء قابل للتعويض,لكن انهيارالوضع بشكل كامل سيجعلنا أمام مأزق خطير ليس من السهولة تجاوزه. وقال الجبوري في بيان صحفي/ نتابع تطورات الأوضاع ونأسف للأحداث/,معلنا عن إجرائه اتصالات مع جميع الأطراف السياسية لمحاصرة الازمة. في هذه الأثناء نفى مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي سماحه بدخول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء. وفي سياق متصل نفت قيادة عمليات بغداد فرض حظر التجوال في العاصمة بغداد, على خلفية اقتحام مئات المتظاهرين المنطقة الخضراء الحصينة, فيما دعت المتظاهرين إلى الابتعاد عن العنف وعدم الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. في هذه الأثناء شوهد رئيس الوزراء حيدر العبادي وهو يتجول قرب مبنى مجلس الوزراء داخل المنطقة الخضراء برفقة قوة أمنية كبيرة بعد اقتحام المتظاهرين لمبنى مجلس النواب. من جهة اخرى أعلنت إدارة مطار بغداد الدولي، امس السبت استمرار حركة الطيران وعدم إجراء أي تغيير على مواعيد الرحلات الجوية وكانت اتصالات عبر الانترنت قد توقفت في بغداد جزئيا بالتزامن مع عملية اقتحام المتظاهرين المنطقة الخضراء. من جانبها أعلنت قيادة عمليات بغداد حالة الطوارئ القصوى في العاصمة العراقية بغداد فيما أغلقت جميع مداخل العاصمة وسمحت للخارجين من المدينة بينما منعت الدخول إليها، فيما اتخذت القوات الأمنية إجراءات مشددة في محيط المباني الحكومية بخاصة البنوك ومنها البنك المركزي العراقي ومصرفي الرشيد والرافدين الحكوميين بوسط بغداد. وكان مئات المتظاهرين اقتحموا امس مبنى مجلس النواب العراقي بالمنطقة الخضراء وسط بغداد، احتجاجا على عدم تنفيذ الإصلاحات الشاملة. وكان رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، رفع امس جلسة المجلس إلى الأسبوع المقبل لعدم اكتمال النصاب القانوني.