اهتمت وسائل الإعلام بالتصريحات التي أدلى بها مؤخرا وليم هيوز رئيس القسم الدولي للأبحاث والاستراتيجيات العقارية بمؤسسة يو بي إس لإدارة الأصول المالية والتي أشار فيها إلى أن المستثمرين الجدد في مجال العقارات قد يفضلون التوجه إلى سنغافورة بدلا من هونج كونج في الوقت الراهن. ويعزو ذلك إلى الأحداث السياسية التي شهدتها هونج كونج في الأونة الأخيرة، الأمر الذي خلق حالة من عدم وضوح الرؤية بشأن ما قد تؤول إليه أوضاعها في المستقبل. ويشير إلى أنه وعلى مدى عقود، ظلت هونج كونج وسنغافورة من الأسواق التي تتسم بالاستقرار والأمن؛ مما ساعدهما على جذب الاستثمارات الأجنبية بصورة ملحوظة. أما في الوقت الراهن فقد أضحت وضعية هونج كونج تختلف قليلاً عن سنغافورة؛ فالجدل السياسي المحلي الدائر حاليا بدأ يلقي بظلاله على السوق في هونج كونج. وفي حال استمرار وضعية عدم اليقين تلك فقد ينخفض الطلب الخارجي على العقارات بهونج كونج وليتزايد بالتالي الاعتماد على الطلب الداخلي. ورغم ذلك؛ يؤكد هيوز أنه لا يرى دلائل تشير إلى اعتزام المستثمرين الأجانب سحب استثماراتهم من هونج كونج في المدى المنظور. فهونج كونج لا تزال من الأسواق المرموقة التي تتمتع بميزات فريدة وسمعة دولية طيبة. إلا أنه يرى أن عدداً من الاستثمارات الجديدة التي كان من الممكن أن تتدفق إلى هونج كونج ستتجه عوضا عن ذلك إلى وجهات استثمارية أخرى. ويرى أن هونج كونج كانت هي الوجهة الأولى للمستثمرين الجدد الراغبين في استغلال الفرص المتاحة بالأسواق الآسيوية. أما الآن فهي تأتي في مرتبة لاحقة بعد عدد من الدول منها سنغافورة واليابان وأستراليا. ومن ناحية أخرى، يرى هيوز أن تلك المتغيرات قد تحمل في طياتها منافع وجوانب إيجابية لهونج كونج. فمن الممكن أن يؤدي انخفاض الطلب الخارجي على عقارات هونج كونج إلى استقرار السوق مما قد ينجم عنه ارتفاع عوائد الاستثمارات العقارية. وكانت سوق العقارات في هونج كونج قد شهدت في السنوات القليلة الماضية ارتفاعا ملحوظا بسبب تدفق رؤوس الأموال الأجنبية، هذا بدوره أدى إلى انخفاض العائد ليصل إلى ما بين 2 % إلى 4 % بالمقارنة مع 5 % إلى 6 % في الولاياتالمتحدة وأوروبا. أما حالياً فتسجل أسعار العقارات في هونج كونج انخفاضا بنسبة 13 % منذ وصولها إلى أعلى مستوى لها في سبتمبر من العام الماضي. ومن المتوقع أن تظل الأسعار في الانخفاض حتى منتصف العام المقبل. من جهته، يرى وزير مالية هونج كونج في تصريحات أصدرها مؤخرا أن المستقبل يحمل الكثير من المتغيرات التي من شأنها تدعيم وتعزيز مكانة هونج كونج آسيويا ودوليا. وعلى رأس تلك المتغيرات مشاركة هونج كونج بصورة فاعلة وحيوية في خطط التنمية الصينية الشاملة، فضلا عن الدور الحيوي الذي ستلعبه في إطار مبادرة الطريق والحزام الصيينة، نظرا لما تمتلكه من بنية تحتية مالية وخدماتية وقانونية راسخة، مؤكدا أن كل هذا سيتيح لهونج كونج فرصا هائلة للنمو وسيمكنها من تعزيز مكانتها بوصفها مركزا ماليا عالميا مميزاً.