"بلاك هات" الرياض ... ابتكاراتٌ لخير البشرية    "الإحصاء" تنشر إحصاءات استهلاك الطاقة الكهربائية للقطاع السكني لعام 2023م    استقرار أسعار الذهب عند 2625.48 دولارًا للأوقية    الطائرة الإغاثية السعودية ال 24 تصل إلى لبنان    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    حقوق المرأة في المملكة تؤكدها الشريعة الإسلامية ويحفظها النظام    سجن سعد الصغير 3 سنوات    تحديات تواجه طالبات ذوي الإعاقة    حرفية سعودية    تحدي NASA بجوائز 3 ملايين دولار    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    «الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    فصل التوائم.. أطفال سفراء    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    ضاحية بيروت.. دمار شامل    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    ألوان الطيف    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    كلنا يا سيادة الرئيس!    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    القتال على عدة جبهات    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    الأرصاد: انخفاض ملموس في درجات الحرارة على أجزاء من شمال ووسط المملكة    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خالد الفيصل: سعود الفيصل حرص على أهمية الارتقاء بالأداء المؤسّسي ل«الخارجية» وبعثات المملكة في الخارج من خلال تبنّي أفضل الممارسات
مع انطلاق الفعاليات العلمية لمؤتمر «سعود الأوطان»:
نشر في الجزيرة يوم 27 - 04 - 2016

مع انطلاقة الجلسات العلمية للمؤتمر الدولي «سعود الأوطان» الذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض ويستمرلمدة 3 أيام تم عقد عدة جلسات وتفاصيلها كما يلي:
مسيرة التنمية
ناقشت الجلسة الأولى والتي جاءت بعنوان «سعود الفيصل ومسيرة التنمية» وترأسها معالي الدكتور محمد بن سليمان الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي السابق ورئيس مجلس النقد الخليجي، دور الأمير سعود الفيصل في مسيرة التنمية التي تشهدها المملكة حيث قال معالي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية تربطني بصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل - يرحمه الله - علاقات شخصية، وعلاقة عمل، امتدت نحو ثلاثين عاماً.
وأضاف المهندس النعيمي بأن الجميع يعرف سمو الأمير سعود الفيصل كرجل دبلوماسي فذ، وكرائد في العلاقات الدولية، بل صاحب مدرسة في العلاقات الدولية السياسية، اتسمت بالرصانة، والتأني في إبداء الرأي، واتخاذ القرار، إضافة إلى دراسة الأمور من كافة جوانبها قبل اتخاذ موقف حولها، مع الاستعداد لتغيير هذا الموقف، عندما تستدعي مصالح المملكة ذلك، وعدم إغلاق الأبواب بشكل نهائي بل تركها مفتوحه لكافة الاحتمالات.
وقال النعيمي: إن الأمير سعود الفيصل دافع عن وطنه، وأبرز صوته وصورته بشكل قلّ مثيله، وقليل من وزراء الخارجية في العالم يماثله شرفاً، وإنجازاً، واحتراماً، مبيناً أن سموه يعتبر الأكثر تميزاً، وحضوراً، وتأثيراً مقارنة مع عدد من الوزراء العرب والأمريكيين، الذين زامنتهم وزاملتهم بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي الشهير كولن باول.
وأكد المهندس النعيمي أن لسمو الأمير سعود الفيصل أدواراً أخرى في القضايا المحلية والخارجية مثل: التنوع الاقتصادي، وتنمية كافة مناطق المملكة، والاهتمام بالعنصر البشري بكافة أطيافه تعليماً وتأهيلاً، ليكون المحرك لهذه التنمية، حيث كان سموه يرى وجوب أن تقوم المرأة السعودية بدور أكبر وأهم في التنمية الوطنية (اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً)، ليرفع من مشاركتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للوطن.
وقال: إنّني قابلت سمو الأمير سعود أول مرة عام 1985، خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - للولايات المتحدة، حيث عرفت سموه دمثاً متواضعاً، ذا أخلاق عالية، مع روح الدعابة، وسلامة المنطق، يضاف إلى هذا كله سعة الاطلاع والمعرفة بالقضايا الخارجية، والداخلية، والسياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
وأشار إلى أن سمو الأمير سعود الفيصل يعطي أهمية كبيرة للقضايا الاقتصادية والبترولية، ويدرس تفاصيلها، ويناقشها بدقة الخبير، مع إعطاء أهمية كبيرة لمصالح المواطن السعودي، والتنمية الداخلية، وبعد ذلك العلاقات الاقتصادية الخارجية، وارتباطها بالجوانب السياسية مبيناً أن سموه كان يفكر من خلال ثلاثة أبعاد مترابطة: الاقتصاد الوطني، وعلاقات ومصالح المملكة الاقتصادية الخارجية، وعلاقاتها السياسية، بينما يركز بعض الأعضاء على جانب واحد، فنحن مثلاً في وزارة البترول والثروة المعدنية، كان تفكيرنا ينصب على تأثير أي قرار قد يتخذ على مصالح المملكة البترولية وصناعتها، كما كان يتقبل الرأي الآخر برحابة صدر، دون أن يتعصب لرأيه، بالرغم أنه رئيس اللجنة، والأمير الذي يشار إليه بالبنان، وعندما كان يمتد النقاش إلى المساء، في منزل سموه، يصر على ألا نغادر حتى نشارك سموه العشاء. ولفت المهندس النعيمي أن الأمير سعود الفيصل كان يولي السوق البترولية الدولية، أهمية كبيرة، من حيث الأسعار، والعرض والطلب، ويراقبها عن كثب.
وأشار إلى أن اهتمامات سموه بالشؤون الاقتصادية والتنموية والبيئية والبترولية متعددة، شملت جوانب عديدة منها قضايا البيئة والتغير المناخي، والاهتمام بالحياة الفطرية وإنمائها، إضافة إلى إدراك سموه بأن الاقتصاد من أهم أعمدة الدولة الحديثة، وهذا يشمل، الاهتمام بالعلاقات الثنائية الاقتصادية المشتركة، والانضمام لمنظمة التجارة العالمية، حيث أولى سموه هذا الموضوع أهمية خاصة نتيجة للمردود الإيجابي للانضمام على الاقتصاد السعودي إضافة إلى اهتمامه بتسهيل الإجراءات البيروقراطية لرجال الأعمال والمستثمرين الدوليين الراغبين في زيارة المملكة، لقد كان ترتيب تأشيرات الدخول، وزيارات رجال الأعمال من الخارج الراغبين في الاستثمار في المملكة، أو إنشاء علاقات تجارية وصناعية مع رجال الأعمال السعوديين أمراً معقداً وصعباً، وليس في صالح الاقتصاد السعودي، وقد أدرك سموه هذه المشكلة وعمل على تذليلها، بالرغم من التعقيدات البيروقراطية التي كان سموه يشتكي منها شخصياً، إلا أن المشكلة بدأت في الانفراج بشكل تدريجي، بحيث أصبح وضع إصدار تأشيرات الزيارة لرجال الأعمال للمملكة، أمراً ميسّراً، بشكل أفضل من أي وقت مضى.
مثقف ودقيق
من جهته تحدث صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني عن علاقته مع الأمير سعود الفيصل وقال: إن الأمير سعود الفيصل كان واضحاً في عمله وتعامله مع الجميع وأضاف بأن الوطن كان هو الهاجس الأساسي للأمير الراحل كما كان همّه تعزيز قوة ومكانة هذا الوطن.
وقال الأمير سلطان بن سلمان: لم تكن التنمية لدى الأمير سعود الفيصل تنمية رقمية بل كان يحرص على التنمية المكانية والاجتماعية والمجتمعية، وكان سموه ذا ثقافة علمية ومجتمعية عالية، كانت له مثل الأرض الصلبة التي وقف عليها في فكره التنموي. وأكد سموه أن الأمير سعود الفيصل أضحى مدرسة لكل من تعامل معه وعرفه عن قرب، مضيفاً بأن سعود الفيصل كان مهتماً بإيقاف الهدر المالي في الطاقة، وسعى إلى تطوير العمل الاقتصادي. ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى أن التعليم كان أحد أهم ما كان يحرص عليه الأمير سعود الفيصل، وكانت أكثر اجتماعاته مع الوزراء مع وزراء التعليم كونه أحد المسارات المهمة التي يجب أن تطور لتكون أحد الروافد الاقتصادية والتنموية.
ذكي وهادئ
أما الدكتور عبدالعزيز بن حامد أبوزنادة فقد وصف الأمير سعود الفيصل بالمستنير، كثير الذكاء، وكان يعرف بهدوئه المميز، ودبلوماسيته الآسرة، مبيناً أن تبنّي مشروع إنماء طائر الحبارى المهدد بالانقراض، حيث استشعر سموه باعتبار سموه أحد محبي رياضة الصيد بالصقور آنذاك أهمية إنقاذه من خطر الانقراض.
كما يعتبر سموه صاحب فكرة إنشاء مركز للحفاظ على الحبارى، والمخطط له حيث كلف سموه - رحمه الله - لإعداده وإعداد تفاصيله الخبير الفرنسي «جاك رينو» الذي عني وبتوجيه من سموه رحمه الله على إعداد التصورات لإنشاء مركز لأبحاث إنماء طائر الحبارى وهو ما تم تحويره في التقرير الذي رفعته لسموه إلى ما يعرف بالمركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية والذي يضم في جنباته أول مركز لإرصاد هذا الطائر (الآسيوي والإفريقي) إضافة إلى أنواع أخرى من الثديات المهددة بالانقراض.
وقال أبوزنادة: كان مركز الأبحاث موضع اهتمام خاص من سموه، كان يتردد عليه كلما سنحت له الفرصة، فيسافر خصّيصاً إلى الطائف في نهايات الأسبوع، يقضي يوماً كاملاً أو يومين، وأحياناً أكثر، ويزور خلالها المركز، وكذلك المحميات التي قام هو شخصياً بالتخطيط لها لتكون موئلاً للأنواع التي يتم إنمائها في المركز مثل أنواع الغزلان والمها، والوضيحي، والوعول، والنمور مع الحبارى. وأضاف بأن سموه بذل رحمه الله في هذه الفترة جهوداً أدهشت الكثيرين من الناس ليس فقط في التخطيط ومتابعة الأبحاث، ومتابعة أمور المركز، بل أيضاً التخطيط للندوات والأمور العلمية. وأكد أبوزنادة أن المملكة أصبحت بفضل اهتمام سموه تمتلك ليس فقط مجموعات فطرية ذات تباين وراثي مميز، بل كانت الأكبر عدداً على مستوى الدول العربية التي لم تكن تهتم بهذا الموضوع في ذلك الوقت، كانت المملكة العربية السعودية بفضل اهتمام سموه - رحمه الله - أكثر الدول اهتماماً بهذا الجانب، بل كانت الدول تأخذ عنا تجاربنا ويطبقونها لقد كان رحمه الله بحق ملماً بأدق التفاصيل عن مختلف المراحل، لدرجة أدهشت الجميع مع ما لدينا نحن كاختصاصيين في مجال العلوم، ومجال الأحياء بصفة عامة، بل وأدهشت المختصين الأجانب.
وقال: لقد كان سموه معايشاً لأدق التفاصيل في إنماء الحياة الفطرية وذلك من خلال إنشاء مراكز إنماء الحياة الفطرية سواء في الطائف أو في الثمامة والذي يعرف بمركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية، هذا الجانب يعرف بجانب الإنماء بل كان رحمه الله ممولاً لبرامج الحماية.
الرؤية الاقتصادية
وناقشت الجلسة الثانية الرؤية الاقتصادية لدى الأمير سعود الفيصل وذلك برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير البترول والثروة المعدنية الذي بدأ كلمته قائلاً: الأمير سعود الفيصل الرجل الدبلوماسي الغني عن التعريف قد منح المملكة العربية العربية السعودية صوتاً قوياً في المحافل الدولية، ولم يغفل الجانب الاقتصادي في مسيرته فقد شارك بصولات وجولات في مؤتمرات إقليمية ومحلية، وقد وقع على أثرها خطط التعاون الإستراتيجي مع الشركات الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي في سبيل خدمة العرب.
صبور وحكيم
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان لقد تعلمت من الأمير سعود الفيصل الصبر والحكمة والتأني والدقة في العمل وإنجاز المهام الموكلة لشخصي، فالأمير سعود الفيصل لم أستغنِ يوماً عن توجيهاته ورؤيتة الاقتصادية لاسيما أنه الرجل الدبلوماسي الموضوعي والسياسي لذا يعدّ الأمير سعود الفيصل رجلاً استثنائياً، فهو فقيد كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية.
من جانبه أكد معالي وزير المالية الأسبق محمد أبا الخيل أن الأمير سعود الفيصل ساهم في أهم فترات التنمية في المستوى المحلي والخليجي والعربي في الحقبة السبعين من الزمن حتى وقتنا الحالي، وأضاف كان يحرص الأمير سعود الفيصل على توثيق العلاقات القوية في التمنية العربية الاقتصادي نتيجة رغبة وجهود منه لتطوير الاتفاقية العربية التي توفر أسس رفع مستوى المعيشة في كافة الدول. ويعتبر الأمير سعود الفيصل من الأوائل الذين حثّوا على الترابط العربي اقتصادياً سواءً بالشراكات المشتركة أو تبادل الخبرات من أجل تنمية اقتصادية ممنهجة.
نادر واستثنائي
أما معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف الذي قدّم شكره لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية وأعرب عن سعادته بإقامة حفل تكريمي للأمير سعود الفيصل مؤكّداً أن سموه كان استثنائياً في الدفاع عن الوطن عبر مسيرته. وزاد من الصعب اختزال مسيرته خلال دقائق معدودة فقد كان على مر 4 عقود من الزمن يعد رجل السلام الأول لما يتمتع به من ثقافة، وحس أمني ووطني من طراز نادر فقد كنت شاهداً على العصر بأن أفكاره نيرة، ويمتلك بعداً اقتصادياً مثل السياسي تماماً، بالمختصر لن يتكرر هذا الرجل العصامي. وقال: حظيت بمشاركات عديدة على المستوى الاقتصادي الدولي والمحلي معه عندما ترأس وفد الممكلة في تلك المحافل وأتذكّر صراعه الدائم في خدمة الوطن على كافة الجوانب على المدى البعيد، وكذلك شاركت معه في عدد من القمم في أبرزها: في الجزائر، وشرم الشيخ. ولا أنسى ردّة فعله على خطاب بوتين عندما ارتجل في مناقشة حلول المنطقة العربية اقتصادياً أثمرت من خلالها رضى جميع الاطراف.
وأضاف العساف: كان الأمير سعود الفيصل في المجلس الاقتصادي يسعى دائماً إلى حل مشاكل الطبقات المتوسطة ويدعم المستفيدين محلياً من الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية.
أما على صعيد علاقة وزار ة الخارجية بوزارة المالية لا أخفيكم سراً أنها كانت تمرّ باختلاف في وجهات النظر ولكنه اختلاف مهني يهتم بالمصلحة العامة. وأبرز الزيارات التي كان يأتي الأمير سعود الفيصل من أجلها هي مناقشة ميزانية مركز الحياة الفطرية.
من جهته أشاد الخبير الاقتصادي عبدالله القويز بفكرة تكريم الأمير سعود الفيصل، وقال: شكراً لمن كرّم هذه القامة الفذة، وشكراً لوزارة الخارجية عندما منحت القراء توثيق كلمات الفيصل التي ذكرها، فالأمير سعود الفيصل كان يردد كثيراً على أهمية الاقتصاد والاستثمار والمال فهي من تقوم التنمية. وقال: ورد في خطابات الفيصل جوانب مؤثرة ووصايا تعطي دلالات على أن هذا الرجل تكاملي في كلّ شيء، فقد أكد أن الدول العربية تملك كافة الإمكانيات في تصدير مختلف جوانب الاقتصاد وأهمها عنصر الطاقة الذي يجب أن يُفعّل بشكل علمي من أجل استغلاله في التصدير نحو العالم لا سيما الطاقة الشمسية، ومن يندد بوجود مخاطر التلوث البيئي سنعمل في جهود مشتركة لتلاشي هذا الأمر.
الفيصل وزيراً للخارجية
وخلال جلسات اليوم تحدث معالي الدكتور نزار بن عبيد مدني، وزير الدولة للشؤون الخارجية عن «الأمير سعود الفيصل مسيرة علمية ومنهجية» تطرق خلالها على القدرات الدبلوماسية الفذة للأمير الراحل، حيث كدبلوماسي ومحاور وإنسان. وقال مدني: إن من أسباب نبوغ الفيصل في مجاله يرجع لأصول نشأته الأولى، وتشربه لعلوم التفاوض والتحاور والإقناع، ومن ثم هدوءه وعدم انفعاله مهما كانت ضبابية المواقف وتعقد الأزمات وتشاكس الأطراف الأخرى المراد التفاوض معها.
وأضاف معالي الدكتور مدني بأن الأمير سعود الفيصل كان امتداداً لمدرسة أبيه الملك فيصل بن عبدالعزيز، وقدوته في التعاطي مع المواقف نهل منه أهم مرتكزات السياسة والدبلوماسية، وأخذ منه الحنكة والحكمة والروية والصبر وحسن إدارة المواقف وإدارة الأهداف. وإلى جانب ذلك تعلّم من والده كيف يقرأ الواقع بكل ألوانه وأطيافه، وكيف يضع الأمور في نصابها، لكن الملك فيصل -رحمه الله- لم يضع هذا الشبل أمام المسؤولية دون أن يُعدّه الإعداد الجيد والمناسب لمواجهة المستقبل بإذن الله، فقد عمل على تأهيله بالعلم والمعرفة.
مخطط ومطوّر
وأشار صاحب السمو السفير الأمير خالد بن سعود بن خالد الفيصل مساعد وزير الخارجية خلال كلمته إلى ملامح من إنجازات الأمير سعود الفيصل في الجانب الإداري في وزارة الخارجية السعودية، والتي بذل لها خلال حياته العملية التي امتدت زهاء الأربعة عقود من الفكر والمعرفة، واضعاً لها من الأسس المتينة لتنطلق الدبلوماسية السعودية بكل مهنية واقتدار وأمانة وإخلاص، ولتقوم في عهده الوزارة بدورها المتوازي مع مكانة المملكة العالمية.
وأشار السفير الأمير خالد بن سعود بن خالد إلى فلسفة الأمير الراحل في التخطيط والتطوير حيث حرص رحمه الله على أهمية تنظيم الأمور وترتيبها سواءً في التعاملات الرسمية أو حتى فيما يتعلق بحياته الشخصية وإصراره رحمه الله على أهمية الارتقاء بالأداء المؤسّسي للوزارة وفروعها وبعثات المملكة في الخارج من خلال تبنّي أفضل الممارسات في توفير وإدارة وتخيط الموارد التنظيمية التي تمكن الوزارة من القيام بمهامها في جميع محاور العمل الدبلوماسي بفعالية.
وأبان السفير خالد دور الراحل وحرصه على معالجة أي نقص في الكفاءة سواء كان في اللغة أو الحاسب الآلي وغير ذلك من المهارات من خلال تهيئة السبل الكفيلة بالنهوض بمستوى الموظف وكفاءته عن طريق برنامج التدريب والتطوير الوظيفي، بجانب اهتمامه الشديد برفع مستوى الموظف والارتقاء به من خلال تدريب الموظفين وتأهيلهم وذلك بإنشائه لمعهد الدراسات الدبلوماسية لتأهيلهم التأهيل المناسب بالدورات والبرامج التي ينفذها المعهد.
دوره التاريخي
وتناول سمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية العديد من مواقف الأمير الراحل ودوره في حل الأزمات التي عصفت بالمنطقة خلال حقبة تاريخية طويلة الأمد ودوره التاريخي في حل الأزمة اللبنانية ومناصرته للقضية الفلسطينية كقضية محورية للأمة العربية، ودوره في قيادة الدبلوماسية الخليجية في حرب تحرير الكويت. وقال الدكتور تركي: إن الأمير الراحل كان رجل دولة من الطراز الرفيع ودبلوماسياً ومحاوراً لا يشق له غبار وقاد الدبلوماسية السعودية طيلة أربعة عقود من الزمن، عمل خلالها على ترسيه مكانة المملكة بين الدول حتى أضحت دولة ذات مكانة مرموقة يشار لها بالبنان واتسمت مسيرته بالعطاء الدبلوماسي المتميز.
مخلص ومفكر
وتحدث معالي الدكتور خالد بن ابراهيم الجندان وكيل وزارة الخارجية أن ما قدمه الأمير الراحل بعد حياة حافلة مليئة بالإخلاص والعطاء والعمل المتواصل والمواقف المشرفة في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية من أعمال، وما بذله من صحته وكل ما يستطيع لأجل وطنه وأمته، وما سطره بفكره ودهائه وعبقريته طوال الأربعين عاما على رأس الدبلوماسية السعودية، ستظل خالدة في ذاكرة التاريخ وعقول الأجيال السابقة والقادمة، وستكون أجندة تدرس لكل من يعمل في السلك الدبلوماسي، نظراً لما كان يَتمتع به - رحمه الله - من خبرة واسعة في التعامل مع كل قضايا وملفات المنطقة، وما اكتسبه من التمرس الطويل نجاحاً وفطنةً في العمل الدبلوماسي، الذي أهلته إلى التعامل مع جميع الأحداث في الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي والعالم أجمع. فيما تواصلت جلسات أعمال المؤتمر الدولي «سعود الأوطان» الذي ينظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية تكريماً لصاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل -يرحمه الله-، بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.
واستعرضت الجلسة الرابعة جهود المملكة في إحلال السلام في لبنان خلال الحرب الأهلية، والدور المحوري والجهود الدبلوماسية للأمير سعود الفيصل رحمه الله، وأدار الجلسة معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، وتحدث فيها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق أمين الجميل، ودولة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، ومعالي مساعد رئيس الاستخبارات العامة الأسبق الفريق ركن متقاعد الدكتور محمد عيد العتيبي.
وقال فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق أمين الجميل، إن الأمير سعود الفيصل لعب دوراً مهماً في نهضة العلاقات الثنائية اللبنانية السعودية سياسياً وإنمائياً، وفي درء الاحتلالات عن لبنان، ومواجهة الإرهاب، مشيراً إلى أن الأمير سعود الفيصل كان يدرك هول الأحداث التي تعصف بلبنان والحرب الأهلية، وكان دائم البحث عن حل للأزمة اللبنانية لدى عواصم القرار الدولي، وكان شريكاً دائماً في التسويات البناءة والحلول المجدية، ويدفع باتجاه المصالحة على أساس إصلاحات سياسية توحد البلد وتؤمن استقلاقه وسلامة أراضيه.
وأضاف الجميل بأن الأمير سعود كان حتى الأمس القريب يتابع تطورات الأزمة السياسية في لبنان، والفراغ في موقع رئاسة الجمهورية ويقلق من تحول الوضع من أزمة سياسية إلى أزمة حكم، مشيراً إلى أن السبب الأول في ذلك ليس عيباً دستورياً بل بسبب ارتباط فرقاء لبنانيين بمحاور خارجية.
وأكد الرئيس الجميل، أن الأمير الفيصل كان حاضراً وبصماته راسخة في كل الجهود الدبلوماسية لإخراج اسرائيل والجيش السوري من لبنان، وكان مشهوداً له موقفه العربي ضد الاحتلال الاسرائيلي للبنان، انطلاقاً من موقف المملكة الوطني المناهض لقيام دولة اسرائيل ولقرار الدول العربية والاسلامية المواجه للدولة العبرية ولمشاريعها التوسعية. واختتم حديثه بأن ثوابت المملكة جسّدها ونشرها الأمير سعود الفيصل، وتمثل ثوابت الاعتدال ومحاربة الإرهاب بكل وجوهه وأشكاله، وهي سياسة وقف دورة العنف وإرساء السلام، والارتقاء في الحكم والذي يمارسه بإتقان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بالتعاون مع فريق عمله الشاب والواعد، والذي يعمل على تحقيق نقلة نوعية في الأداء والتطلعات.
من جهته قال دولة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، أن تاريخ العلاقات السعودية اللبنانية جزء أصيل من تاريخ الأمير سعود الفيصل، مستعرضاً جهود الأمير سعود في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وعقد مؤتمر الطائف، وفي مواجهة الاحتلال السوري للأراضي اللبنانية، واقتراحه إرسال قوات عربية لحفظ السلام في لبنان.
وأكد أن الأمير سعود الفيصل، ساهم في إعادة الاعمار السياسي والعمراني إلى لبنان بعد العدوان الاسرائيلي في عام 2006م، مشيراً إلى أن الجهود السعودية والدور المحوري للأمير سعود الفيصل ساهمت في إعادة ترميم وإعمار أكثر من 250 قرية لبنانية متضررة من العدوان، وترميم 155 ألف وحدة سكنية متضررة، وكذلك تقديم مليار دولار للبنوك اللبنانية على شكل ودائع وقروض. من جانبه تحدث معالي مساعد رئيس الاستخبارات العامة الأسبق الفريق ركن متقاعد الدكتور محمد عيد العتيبي، عن دور الأمير سعود الفيصل في ترجمة جهود المملكة لإحلال السلام في لبنان، مشيراً إلى أنها تمثلت في الدور المركزي للمملكة عربياً وإسلامياً ودولياً، واستمرارية مطالبة المملكة بحقوق الجمهورية اللبنانية بالتزامن مع المتغيرات التي شهدتها الساحة السياسية الدولية.
وأضاف أن الجهود السعودية اتسمت بالحيادية والمصداقية في كل المواقف، والعمل على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين، والوساطة في إنهاء الحرب اللبنانية الأهلية.
ترسيخ الأمن الإقليمي
فيما ترأس معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وشؤون المجلس الوطني الاتحادي بدولة الإمارات الجلسة الخامسة والتي جاءت بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في الأمن الإقليمي» وعبّر الدكتور قرقاش في كلمته عن شكره لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية على تنظيم هذا التجمع الذي وصفه ب»غير المسبوق» تخليداً للأمير سعود الفيصل رحمه الله، وقال:» لقد عايشت بالأمس حدثاً تاريخياً في حياة الأمير سعود الفيصل بعرض فيلم حكى فيه مسيرة الفيصل، واليوم نتحدث عن الامن الاقليمي فالأمير سعود الفيصل له دور بارز في الساحة العربية والاقليمية وتثبيت الأمن في دول المنطقة وتعميق روابط السلام وتحقيق التفاهم ومساعدة الدول العربية دائماً وأبداً في تحقيق الأمن وإزالة مخاطر أسلحة الدمار الشامل، والإرهاب، والصراع الطائفي.
محاربة الإرهاب
من جهته أكد السيد طاهر المصري رئيس وزراء الأردن سابقاً أن المملكة في عهد الأمير سعود الفيصل حاربت الإرهاب ونبذت التطرف وقدمت مساعدات جليلة لدول أفريقيا والعرب وقال أيضاً: السعودية ظلت دائماً واقفة ضد أي دولة تشكّل خطراً على إستراتيجيتها وتأتي إيران في مقدمة ذلك، وما تقدمه لتحريض شيعة المملكة والخليج بحثٍّ متواصلٍ لارتكاب الممارسات الإرهابية والتجاوز الدائم، والسعودية أيضا في عهد الفيصل تدخلّت في مساعدة الشعب اليمني مؤخراً جرّاء عدم الاستقرار، وظهور ميليشيات حوثية تقتل المدنيين وحريصة لعمل الفوضى، وتعي المملكة في عهد الفيصل ما هو التعاون الإيراني الروسي، وتحركات الأمم المتحدة على هذا الصعيد فالسعوية دولة سيادية وقوية تعرف كيف تحافظ على بريقها.
وأشار طاهر إلى الجوانب السياسية للأمير سعود الفيصل ومنها دعم سموه للملف الفلسطيني عبر مسيرته، وأهمية الوصول إلى تسوية مع دول أمريكا وإسرائيل، وحثّ الفيصل الدول العربية ومنها فلسطين على أهمية القضاء على الصراع الطائفي من أجل تسيير المكتسبات لصالحنا كدول عربية وإخماد الطائفية التي تتعارض مع التوجهات المرسومة في خسارة كل عدوان إسرائيلي وإيراني لذا كانت السعودية قيادية في حل مشاكل العرب والمنطقة بفضل جهود الفيصل وحنكته.
وقال الدكتور صالح المانع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود:كان الأمير سعود الفيصل يتنقل دولياً من أجل خدمة كل ما هو إنساني، وقد لعب دوراً بارزاً مع الأمم المتحدة في العلاقات مع الأمين الممثل للأمم المتحدة في تشكيل ثنائيات تسخّر الأمن داخلياً، وقد ساهم في إخماد حروب أهلية ومخاطر تهدد دول الجوار منها الكويت وما حدث من صدام حسين عندما كان يشكل مغامرات أشارت التوقعات من خلالها أن يتحول بتهديد داخلي وقد حدث بالفعل في الكويت، وقد كان يطلب من السعودية الانفراد بدولة الكويت وهو ما رفضه سعود الفيصل بحكم العلاقات الجذرية التي تجمع بين البلدين وهي من اللحظات التاريخية في حياته عندما وقف سدّاً منيعاً لذلك الأمر وقد نجح في تشكيل تحالف مكون من 82 دولة ردعت سياسة صدام حسين يأتي ذلك بجهود وافرة من هذا العملاق السياسي، فالسعودية لا تهاب الحرب إنما تبحث عن الاستقرار ولو كلّف الأمر غير ذلك هي تملك كل المقومات في التصدي للعدوان الغاشم كما أن السعودية وقفت مؤخراً بالمرصاد لزحف المليشيات الحوثية وعلي صالح الذين يهدّدون أمن اليمن المجاورة وفق مخطط إيراني مكشوف فتعدّ دول اليمن والكويت وغيرها من استراتيجيات السعودية في الاستقرار لاسيما أن أرض الحرمين قلب العالم العربي وقد عملت السعودية في خطابات الفيصل على السلام والعالم يشهد على ذلك، من جانبه قال الدكتور رضوان السيد: الأمير سعود الفيصل عمد كثيراً على تعزيز الدول العظمى عربياً ومنها مصر في توطيد العلاقة في عدّة مؤتمرات وظلّ دائماً مقترحاً للحلول والأفكار التي تخمد الحروب الأهلية والنزعات الطائفية والصراع القائم في سوريا وكذلك العراق ولبنان وكان الفيصل قد شكل تضامناً مع العراق في حربها مع إيران رغم أنه كان يسعى إلى السلام من أجل عدم حدوث كوارث بشرية ومادية، ولكن تفاجأ العالم بعد قضاء تلك الحرب بالتفاف صدام للكويت وغزوها لتنتهي تلك المعضلة في عهد الفيصل بعقد اجتماعات تدريجية ومخططة لإسقاط هذه الأبعاد من صدام وقد نجحت السعودية في ذلك وأضاف: سعود الفيصل كان له مبادرات سياسية عالمية مؤثرة وملموسة استطاع من خلالها الضغط على دول أمريكا وغيرها في مناصرة القضية الفلسطينية، وقد أوصى مؤخراً إلى الوصول إلى حل سلمي في سوريا والعراق والحفاظ على استراتيجية مصر ليبقى الأمن العربي قوياً ومتماسكاً. وتحدث معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمن العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن دور الأمير الراحل في حرب تحرير الكويت آنذاك حرص الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز من أجل احتواء الأزمة الحادة التي افتعلها النظام العراقي تجاه الكويت وقاد سلسلة من الاتصالات والمشاورات والتحركات الديبلوماسية لإيجاد مخرج سلمي يحفظ أمن المنطقة.
تحرير الكويت
وفي الجلسة السادسة قال معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إن قرار الغزو كان مفاجأة غير متوقعة وخاصة من بلد صديق وجار عربي مثل العراق ولكن صدام بأسلوب الطغاة صدم الجميع بفريته الغريبة على تاريخ الأمة العربية والبلدان الخليجية وقال الزياني: في وقت الأزمات تظهر معادن الرجال، وتتجلى الحكمة ويظهر أصحاب المواقف وكان الفيصل كعادته حازما وقوياً وواثقاً من نفسه ومن أمته في اجتياز الأزمة وعودة الكويت حرة وأبيّة لأهلها.
قال إن الكويتيين لن ينسوا ما ذكره وردده الأمير سعود الفيصل منذ الأيام الأولى للغزو عندما أكدّ «لن يغمض لنا جفن حتى تعود الكويت لأصحابها وأن الكويت ستتحرر رغم أنف الغزاة الحاقدين».
وأوضح أن الأمير الفيصل -رحمه الله- كان من بين الدعاة الكبار للتلاحم الخليجي على اعتبار أنه يمثل رافداً أساسياً للعمل العربي المشترك مشيراً إلى أنه كان من دعاة تطوير الإمكانات الدفاعية الخليجية وعدم الركون فقط إلى التحالفات الدولية من منطلق قراءته الثاقبة للسياسة الدولية وتقلباتها.
كما عدّد معالي الدكتور عبدالرحمن السعيد المستشار في الديوان الملكي أدوار الفقيد في حل الأزمة الكويتية ودوره في توحيد الصف العربي والخليجي واستقطاب البعد الدولي لأن قرار غزو العراق للكويت كان منافياً لمواثيق الجامعة العربية ومنافياً لمواثيق الأمم المتحدة.
وذكر أن الفقيد «رفع بغزير عطائه من معايير الدبلوماسية الخليجية والعربية وارتقى بفكرة العمل الدبلوماسي من كونه مهمة إلى رسالة نبيلة يحملها الدبلوماسي للدفاع عن قضايا بلاده والحفاظ على مصالحها العليا».
وأضاف السعيد إن الفيصل -رحمه الله- أفنى جل حياته الغنية في خدمة الدين والوطن وقضايا الأمتين العربية والإسلامية والإسهام في تعزيز السلام العالمي مضيفاً بأن الفقيد كان ذا مواقف واضحة وصلبة يقول ما يملي عليه ضميره ومصلحة بلاده وأمته ولن ينسى له شعب الكويت مواقفه الخالدة.
وتطرق سعادة السفير الدكتور عبالعزيز بن إبراهيم الفائز سفير المملكة في الكويت إلى الذكرى الطيبة والمواقف النبيلة التي ستظل خالدة في وجدان كل كويتي وكل خليجي للأدوار التاريخية للأمير الفيصل والتي ستظل مصدر فخر لكل سعودي.
تمكين المرأة في السياسة الخارجية
أما في الجلسة السابعة، أكد السفير سلطان السلطان مدير الإدارة العامة للموارد البشرية بوزارة الخارجية أن الهدف الإستراتيجي الذي حرص الأمير سعود الفيصل على تحقيقه بأن تشغل المرأة ثلث وظائف الوزارة، مبيناً أن عدد الموظفات السعوديات بين عامي 2009 - 2015م ارتفع بمعدل 400 %.
وقال السلطان: إن الأمير سعود الفيصل كثيراً ما يشيد بعطاء الموظفات ويشجعهم ويدعمهم، مبيناً أنه خلال الفترة من 1430-1435ه تم إجراء 10 مسابقات وظيفية، وكاشفاً في الوقت ذاته إلى أن عدد الموظفات في الوزارة قبل عام 1427ه كان 35 موظفة ومع نهاية العام 1435ه ارتفع إلى 300 موظفة.
وأضاف السلطان بأن الوظائف الدبلوماسية في وزارة الخارجية وصل إلى 100 موظفة دبلوماسية،موضحاً أن سموه وجه بتوفير المكان المناسب لتدريبهم بمعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية.
من جهتها بينت الأستاذة منال العتيبي السكرتير الثاني في إدارة الشؤون الإعلامية بوزارة الخارجية أن سمو الأمير سعود الفيصل كان داعماً رئيسياً للكوادر النسائية العاملة بالوزارة. واستعرضت العديد من المواقف التي تثبت دعمه للموظفات بالوزارة، مختتمة بقولها «المرأة في وطني كموطني تسارع للمجد والعلياء».
فيما أكدت الدكتوره سمر السقاف نائب عميدة جامعة الأميرة نورة للشؤون الصحية أن أروقة الملحقيات الثقافية والعسكرية والدبلوماسية خلال السنوات الماضية لم تخلو من المرأة السعودية، مبينة أنها تعطي أدواراً ريادية وحققت النجاحات والإنجازات.
أما الدكتورة ثريا عبيد عضو مجلس الشورى استعرضت تجربتها كأول سعودية تنضم لبعثة تعليمية عام 1382ه، ومراحل تدرجها في المجالس الدولية مؤكدة أن سياسة الدولة الحرص على استقلالية الموظف الدولي للقيام بدوره على أكمل وجه، وعدّت عدداً من القصص للأمير الراحل التي تثبت دعمه للمرأة السعودية في جميع المحافل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.