بينما تتجه الأنظار إلى ما ستؤول إليه مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت، فقد سادت أجواء «إيجابية متفائلة» إزاء إمكانية توصل الأطراف اليمنية إلى صيغة توافقية وحل شامل لإنهاء الأزمة في بلادهم. هذه الأجواء الإيجابية عكستها تصريحات مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في مؤتمر صحفي، عقده عقب جلسة المشاورات المباشرة بين وفد الحكومة اليمنية ووفد أنصار الله ووفد المؤتمر الشعبي العام يوم الجمعة عندما أعلن أن «طريق السلام في اليمن أصبح أقرب من أي وقت مضى». وفي الوقت الذي وصف فيه المبعوث الأممي أجواء مشاورات السلام اليمنية بأنها كانت «بناءة وتعد بتقدم مهم» حث أيضًا مختلف الأطراف اليمنية على تقديم تنازلات لصالح بلدهم، تعكس مدى الحرص على التوصل إلى اتفاق شامل لحل الأزمة اليمنية. وأكد في هذا الصدد تمسك الأممالمتحدة بالنقاط الخمس التي ترتكز عليها المشاورات، مشيرًا إلى أن هناك روحًا من الإيجابية سادت لدى وفد أنصار الله ووفد المؤتمر الشعبي العام للتعامل مع النقاط الخمس، إلا أنه يوجد لديهم تحفظ حول تثبيت وقف إطلاق النار. في مقابل ذلك، أشاد المبعوث الأممي بالتزام وفد الحكومة اليمنية إلى المشاورات بالنقاط الخمس، فيما أشار إلى أن تحفظ الطرف الآخر على بند وقف إطلاق النار سيجري بحثه في الجلسات المقبلة للتوصل إلى نقطة التقاء ووضع القواعد الأساسية المتعلقة به وصولا إلى تحقيق صورة موحدة وشاملة تفضي إلى حل شامل وكامل في اليمن. وأكد أن المشاورات اليمنية التي تجري في جو إيجابي من أجل التوصل إلى حل ملموس وصلب ستستمر بالكويت نافيًا بذلك ما يتردد من أنباء عن نقل مشاورات السلام اليمنية من الكويت إلى أي بلد آخر. وبينما شدد على حرص الأممالمتحدة على تثبيت وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من إبريل الجاري أعرب عن ارتياحه للتقارير المطمئنة التي تحدثت عن انخفاض وتيرة حدة العنف في اليمن والالتزام بوقف إطلاق النار بنسبة تتراوح بين 70 و80 في المئة. وأكد في هذا السياق حرصه على معالجة جميع ثغرات اتفاق وقف إطلاق النار، وتفعيل لجان التهدئة لمراقبة جميع الخروقات التي قد تحصل في اليمن. واعتبر ولد الشيخ أحمد جلسة المشاورات إحدى أصعب الجلسات إلا أنها أظهرت جوًّا من الأخوّة والتعاون في بحث النقاط الأساسية، داعيًا الأطراف اليمنية إلى التعامل بروح تسامحية من أجل تحقيق السلام في اليمن. وقال: إن هناك دعمًا دوليًّا كبيرًا، ولاسيما من أعضاء مجلس الأمن الدولي والمملكة العربية السعودية لمشاورات السلام اليمنية في الكويت؛ بهدف تثبيت وقف إطلاق النار. متوقعًا صدور بيان من مجلس الأمن بهذا الشأن. وأضاف بأن خطة العمل المطروحة أمام المشاورات تشكل هيكلية صلبة لمسار سياسي جديد، سوف يساعد اليمن واليمنيين على الاستقرار والعيش بسلام. مؤكدًا أن المرحلة الحالية دقيقة، وتتطلب تقديم رسائل خاصة، ولاسيما إلى اليمنيين في ضوء الوضع الصعب والنزاع الذي طال أمده. وأشاد المبعوث الأممي لليمن بالجهود الجبارة التي تبذلها دولة الكويت بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لإنهاء الأزمة اليمنية من خلال دعوتها إلى عقد هذه المشاورات على أرضها، وتقديم كل التسهيلات لإنجاحها. كما أشاد بالدعم الدائم للمجتمع الدولي والمتابعة الفعالة للملف اليمني، مؤكدًا أن الأممالمتحدة ستعمل على تكثيف جهودها؛ ليكون السلام عنوان المشاورات ونتيجتها. وكانت مشاورات السلام اليمنية قد استأنفت جلساتها في الكويت يوم الجمعة برعاية الأممالمتحدة لاستكمال بحث البنود المطروحة على جدول أعمالها؛ وذلك بهدف التوصل إلى صيغة توافقية، تساعد في إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية. وشارك في المشاورات المباشرة وفد الحكومة اليمنية ووفد المؤتمر الشعبي العام ووفد أنصار الله لبحث تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، وإمكانية وضع إطار يمهد الطريق لعملية سلمية ومنظمة استنادًا إلى مبادرة مجلس التعاون الخليجي ونتائج مؤتمر الحوار الوطني.