حصر مختص في شؤون الطاقة الكهربائية الهدر في الاستهلاك في الاستخدام المكثف للمكيفات، وعدم استخدام مواد العزل، والإسراف في إنارة الشوارع والمباني والمرافق الحكومية، لافتا إلى أن هناك طرقا وأساليب يمكن تبنيها والأخذ بها للحد من هدر الطاقة الكهربائية منها نظام التخزين التبريدي، إلزام المشتركين باستخدام العزل الحراري في المباني، التوعية الإعلامية، استخدام مصابيح الإنارة المرشدة والتعامل مع الأجهزة الأخرى، إلى جانب استخدام الحوافز. وقال ل«الجزيرة» الدكتور عبد الله الشعلان أستاذ الهندسة الكهربائية – كلية الهندسة - جامعة الملك سعود والمستشار لدى الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة:»من المعروف أن المكيفات تستهلك طاقة كبيرة لا يستهان بها مقارنة بالأجهزة والمعدات الكهربائية المنزلية الأخرى إذ هي المسئولة عن ازدياد الطلب على الطاقة الكهربائية وظهور الأحمال الذروية في فصل الصيف التي تعاني منها شركة الكهرباء، وربما أن البعض منها يترك في حالة تشغيل بصفة دائمة حتى وعند مغادرة المكان وتركه خاليا». وأضاف بأن عدم تقيد المواطنين باستخدام مواد العزل في المباني رغم توفر التوجيهات والتعليمات واللوائح الإرشادية بالحث على استخدام مواد العزل الحراري مما نتج عنه إنشاء مبان سكنية لم يراع في تصميمها وإنشائها الأخذ بمبادئ ترشيد الطاقة على افتراض توفر الطاقة الكهربائية غير المحدود وبأسعار زهيدة. وأشار الدكتور الشعلان إلى أنه من الملاحظ أن ثمة إسراف واضح في الإنارة المستخدمة في المحال والمراكز التجارية إذ يعمد البعض إلى الإفراط في استخدام مصابيح متوهجة بل ومؤذية للبصر حيث صممت لأن تتحرك يمينا وشمالا ولأعلى ولأسفل يقصد منها جذب العملاء والزبائن، كما يشاهد وبشكل ملحوظ في الإسراف المتناهي في كثير من الدوائر والمباني الحكومية في استخدام وتشغيل الأجهزة وحتى تترك دون أن تطفأ لتظل عاملة بشكل مستمر سواء أكان تكييفا أم إنارة أم أجهزة حاسوبية. وتناول الدكتور الشعلان في حديثه ل «الجزيرة» عدة طرق وأساليب من شأنها أن تحد من الهدر في الاستهلاك الكهربائي، مبينا أن نظام التخزين التبريدي من أنسب الحلول للمنشآت الكبيرة التي يتوافق حملها الذروي (والذي يكون أكثره أحمال تكييف) مع أحمال شركة الكهرباء، ونظام التخزين التبريدي تم تطبيقه في عدد من المباني الكبرى بالمملكة، موضحا أن استخدام هذا النظام يساعد شركات الكهرباء في إزاحة جزء كبير من الأحمال إلى خارج أوقات الذروة مما يساعد على التشغيل الاقتصادي للشبكات الكهربائية. كما أكد أهمية استخدام العزل الحراري في طبيعة الحمل الذروي والذي يمثل التكييف معظم هذا الحمل، حيث إنه باستخدام العزل تقل البرودة المتسربة من المبنى وبالتالي يقل تشغيل أجهزة التكييف واستهلاك الطاقة الكهربائية. ولم يغفل أهمية التوعية الإعلامية في تثقيف وتبصير وزيادة وعي المشتركين وحثهم على ترشيد الاستهلاك الكهربائي، ويجب أن تتم البرامج الإرشادية بالتعاون مع شركات متخصصة في الدعاية والإعلام حتى يتم إقناع المشترك بجدوى الترشيد قدر الإمكان. وحول الترشيد قال المختص إنه يتم استخدام المصابيح الموفرة للطاقة (energy savers) التي جرى تطويرها من قبل بعض الشركات العاليمة المصنعة لمصابيح الإنارة وهي متوفرة حاليا في الأسواق المحلية، وهذه المصابيح تتميز بالسطوع وشدة الإضاءة مع انخفاض الاستهلاك الكهربائي إذ لا يزيد استهلاكها عن 25% من استهلاك المصابيح العادية، ومع أن سعرها أعلى إلا أن عمرها التشغيلي أعلى بكثير من تلك المصابيح العادية ولذل ستغطي الفرق في السعر خلال مدة قصيرة، وينصبح باستخدامها في المساجد والصالات والقاعات الكبيرة ومراكز التسوق والمحلات التجارية واعتبر الدكتور الشعلان أن تقديم الحوافز للمشتركين المساهمين في تبني وتطبيق برامج ترشيد الطاقة من الأمور المهمة التي يجب اعتبارها والاهتمام بها وعدم إغفالها فهي تساعد على العمل بهذه البرامج، ومن هذه الحوافز إعداد هيكل للتعرفة متغير مع تغير الحمل اليومي يعمل من خلال العدادات الذكية التي يجب الاسراع في تطبيقها كطريقة عملية وناجعة لحساب تكلفة الاستخدام حسب الزمن (TOU)، حيث تكون التعرفة منخفضة عندما يكون الحمل منخفضا ومرتفعة عندما يكون الحمل مرتفعا.