سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ارتفاع حجم استهلاك الكهرباء 40% صيفاً.. و5 آلاف ريال متوسط فاتورة «قصور الأثرياء» شهرياً متخصص: تشغيل أجهزة الدوائر الحكومية بعد الدوام الرسمي هدر غير مبرر
أكد أستاذ جامعي متخصص في الأنظمة الكهربائية ارتفاع حجم استهلاك الكهرباء 40 في المئة خلال فصل الصيف، مرجعا الأسباب إلى أجهزة التكييف كمسبب رئيسي والتي يعزى إليها ظهور الأحمال الذروية التي تتناسب طرديا مع ارتفاع درجات الحرارة صيفا، مقدرا متوسط حجم فاتورة الكهرباء ل"قصور الأثرياء" ب5 آلاف ريال شهريا. وحذر الدكتور عبدالله الشعلان أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة الملك سعود من الاستهلاك الكهربائي غير المبرر للدوائر الحكومية، مضيفا "استهلاكها يغلب عليه طابع الإسراف والهدر واللا مبالاة في تشغيل الأجهزة الكهربائية التي تترك تعمل دون حاجة بعد انتهاء الدوام، خاصة المكيفات والإضاءة". ووفقا للشعلان فإن منحنيات الأحمال اليومية الصادرة من شركة الكهرباء لمدينة الرياض تشير إلى أن الحمل الذروي في فصل الصيف قد يصل إلى 6000 ميجاوات، أما في فصل الشتاء فيتراوح بين 3000 إلى 4000 واط حسب استخدام المدافئ الكهربائية مما يجعل نسب استهلاك الكهرباء تنخفض إلى حوالي 40% في فصل الشتاء، مشيرا إلى أن المكيفات تستهلك طاقة كهربائية لا يستهان بها مقارنة بالأجهزة والمعدات الكهربائية المنزلية الأخرى، إذ هي المسئولة التي يعزى إليها ازدياد الطلب على الطاقة الكهربائية وظهور الأحمال الذروية في فصل الصيف والتي تعاني منها شركة الكهرباء. وطالب الشعلان بالحث على استخدام العوازل الحرارية في المباني، مضيفا "تعتبر المكيفات أكثر الأجهزة الكهربائية استهلاكاً للطاقة الكهربائية ولا بد من استخدام العوازل الحرارية في المباني للمحافظة على درجة الحرارة المطلوبة لأطول فترة ممكنة، حيث ان عدم استخدامها يجعل المباني شديدة البرودة في الشتاء وشديدة الحرارة في الصيف الأمر الذي يتطلب تشغيلاً مستمراً لأجهزة التكييف للوصول إلى درجة الحرارة المريحة"، مؤكدا مساهمة تلك العوازل في خفض استهلاك الطاقة الكهربائية. وأشار الشعلان إلى تباين استهلاك البيت السعودي تبعا لعوامل مختلفة ومتعددة من أبرزها حجم المسكن وتعدد غرفه وأجنحته ومكوناته، إضافة إلى عدد أفراد الأسرة القاطنين فيه، إلى جانب نوعية وعدد الأجهزة الكهربائية المستخدمة، مضيفا "يحكم حجم استهلاك الطاقة لتلك الأجهزة مستوى الوعي بكيفية وزمن تشغيلها وإطفائها، كذلك درجة كفاءتها إذ أن البعض منها متدن من حيث كفاءته وأدائه الأمر الذي يستهلك معه الجهاز طاقة أكبر". وأضاف "تشكل فاتورة الكهرباء نسبة محسوسة من مجمل الإنفاق الأسري تتراوح بين 300 ريال للمساكن والأسر المتوسطة إلى 5000 ريال للفلل الكبيرة والقصور، وهذه التقديرات لفصل الصيف فقط، مطالبا في الوقت ذاته بفتح قنوات توعية إرشادية لتثقيف المستهلكين على الطرق المثلى لترشيد الاستهلاك الكهربائي. وقال "يعتبر الاستهلاك الحكومي للطاقة الكهربائية عاليا نتيجة لاستخدام الكثير من المعدات والأجهزة الكهربائية وهذا الاستهلاك يغلب عليه طابع الإسراف والهدر واللا مبالاة في تشغيل تلك الأجهزة الكهربائية إذ تترك الكثير منها تعمل دون حاجة إليها كالمكيفات والأنوار وبخاصة بعد انتهاء الدوام وانتفاء الحاجة لها، كذلك عدم الاكتراث بالإرشادات التوضيحية والتعليمات الضرورية لإجراءات الصيانة الدورية للأجهزة الكهربائية والكيفية المثلى لاستخدام هذه الأجهزة"، مشيرا إلى أن إجراءات الصيانة دوريا تساعد على إطالة عمر الأجهزة ورفع كفاءتها وتحسين أدائها، مضيفا "علاج ظاهرة الاستهلاك العالي في الأجهزة والدوائر الحكومية وبخاصة في المباني الكبيرة كالوزارات بتطبيق تقنية التخزين الحراري للتكييف ذي الكفاءة العالية، كذلك مراعاة استخدام المصابيح المرشدة للطاقة، أيضا استخدام الوسائل الإلكترونية (المؤقتات المبرمجة) التي تنظم تشغيل وفصل الأجهزة في أوقات معينة يتم تحديدها (أي فترة الدوام الرسمي فقط)، كذلك أهمية استغلال الإضارة الطبيعية المستمدة من الشمس عوضا عن استخدام الإضاءة الاصطناعية (المصابيح الكهربائية) أثناء النهار، إذ أنه من المعروف أن المملكة تتمتع بشمس ساطعة يمكن استغلالها والاستفادة منها، ومراعاة تطبيق هذه الإجراءات من شأنه خفض تكلفة الاستهلاك الكلي 30 في المئة.