كثيرا ما يوازن الناقد بين ابن عثيمين والبارودي -رحمها الله- الذي نهض بالشعر العربي في مصر، وقد تكون هذه الموازنة غير متكافئة نسبيا، لأن البارودي توافرت له من مصادر الثقافة ما لم يتوافر لابن عثيمين، ففي مصر تتوافر المكتبات والجامعات.. إلخ بخلاف بلاد نجد والخليج آنذاك. ومما يؤسف له أن الشاعر الكبير لم ينل حقه من العناية والاهتمام من الأدباء والنقاد، فلا تكاد تجد مؤلفاً يتحدث عن شعره إلا القليل، وشكر الله للدكتور محمد بن سعد بن حسين -رحمه الله- عن كتابه الرائع عن الشاعر، فأين النقاد والكتاب خاصة في نجد عن شاعرهم، وحتى ديوانه الذي بذل فيه جامعه الأستاذ سعد بن عبدالعزيز بن رويشد جهدا جبارا في جمعه يشكر عليه لا تجد هذا الديوان في المكتبات التجارية، ولا شك أن هذا تقصير في حق الشاعر فمن المسؤول عنه، فلو بحثنا عن ديوان البارودي لا تكاد تخلو مكتبة منه في نجد، حتى إن طلاب كليات اللغة العربية يجهلون الكثير عن ابن عثيمين، وهو أحد رجالات الملك عبدالعزيز الذي سطر صفحة بيضاء في مدح الملك المؤسس -رحمه الله تعالى- كما أننا نتساءل عن وسائل الإعلام، خصوصاً التلفزيون السعودي ألا يستحق هذا الشاعر أن يكون هناك برنامج خاص عن حياته وشعره، فهل تجد هذه الدعوة صداها؟!