القارئ لتاريخ محافظة الخرج لجميع عصورها يجدها مرت بعدد من الهويات التي اختصت بها إلا أنها لم تمكث طويلاً في أي منها غير أن كل هوية لا تندثر حتى تلحق بها هوية جديدة وتطغى على الأولى وتتجدد لزمنٍ ليس بالطويل.. فلو بدأنا بمسمى الخرج نجده من الخراج أي من الإنتاج الزراعي، وهذه هوية ميزتها حيث كانت أراضيها مخضرة وتروق للجميع جمالها و إنتاجها الزراعي الذي كان يمد الجوارحتى تقلص الأمر وباتت كثير من المزارع خاوية على عروشها، لتنتقل المحافظة إلى هوية أخرى متزامنة كانت مع الزراعة وهي السياحة، فأصبحت متنفسا لأهالي مدينة الرياض، ثم انطلق مشروع كبير وهوية جديدة للخرج فأصبحت مدينة صناعية كبرى، وتعد من أكبر المدن الصناعية بالمملكة إلا أن الأمر بات كما لو لم يكن هناك مدينة صناعية، فالأمر لم يتوج ولم يكبر لبعض العوائق التي حالت بين المدينة وإكمالها في بعض المشاريع. الخرج تعذر عليها تجديد الهوية حتى إكمال هويتها من زراعية أوسياحية أو صناعية.. وحتى لو جمعنا تلك القنوات لن تكتمل صورة الخرج بها، فالبرواز لم يكتمل فيها، فكل من القنوات قد تشفرت حتى إشعار آخر. فلم يقتصر التشفير على الحد من التطوير، فالمحافظة في ازدهار وتطور وتنمية متسارعة في النهضة العمرانية والبنية التحتية، وهناك تسارع كبير في التوسع لشتى المشاريع التنموية. وما عرجت به من عنوان لمقالي هو أن الخرج لم تصبح صاحبة هوية معينة من بين الهويات التي امتلكتها خلال الفترة السابقة من بين الزراعة والسياحة والصناعة، متأملا أن يكون التجديد متاحا لهوية الخرج الجديدة.