شهدت منطقة جازان نهضة تنموية شاملة وإنجازات متميزة، شملت مختلف المجالات. ويأتي قطاع الطرق من بين القطاعات التي حظيت بدعم واهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان نظرًا لدور هذا القطاع الحيوي في التنمية بصورها كافة. وانسجامًا مع ذلك الدعم فقد حققت مشروعات الطرق في المملكة تطورًا كبيرًا خلال السنوات القليلة الماضية؛ إذ تجاوزت تكلفة الطرق المسفلتة في منطقة جازان قرابة 3 مليارات ريال، تمثل طرقًا رئيسية وثانوية وفرعية وزراعية؛ ما ساهم بشكل واضح وعملي في ربط المناطق والمدن والقرى والتجمعات الصناعية والزراعية بشبكة واسعة من الطرق، كما أنه توجد مشاريع تحت التنفيذ، تبلغ تكلفتها قرابة 3.6 مليار ريال، تسهم في تطوير المنطقة. ومن أهم هذه المشاريع: مشروع الطريق الساحلي السريع الذي يجري العمل فيه على مراحل عدة، وأيضًا مشروع تنفيذ الطرق المؤدية لمواقع إسكان الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإسكان التنموي بمنطقة جازان، ومشروع ازدواج ورفع مستوى طريق الحقو - الريث - جلة الحياة على مراحل عدة، وبعض المشاريع الأخرى. ومواكبة للنمو المتسارع الذي تعيشه المملكة تعمل وزارة النقل على تنفيذ برنامج رفع مستوى بعض الطرق بما يتواكب مع ذلك النمو، آخذة في الاعتبار حجم الحركة المرورية الحالية والمتوقعة، وغيرها من العوامل الأخرى ذات الصلة بحركة النقل بشكل عام لتحديد الاحتياجات المستقبلية من الطرق المطلوب تنفيذها أو رفع مستوياتها. وواصلت وزارة النقل جهودها الكبيرة للمساهمة في بناء التنمية؛ إذ أسهمت الطرق السريعة في الربط بين المدن، وفي إنجازها أكبر الطموحات الوطنية التي وضعت في طياتها أمر تواصل المجتمع السعودي، وهي مسلّمة لا بد من تحقيقها؛ ليتمكن المزارع من إيصال منتجاته إلى الأسواق المختلفة بسهولة وسرعة، وليتمكن رجل الأعمال والتاجر من متابعة استثماراته وأعماله متابعة مستمرة وسريعة، وليكون في مقدور عابر المناطق السعودية الشعور بوحدة المكان والزمان من حيث بدأ، وحيثما انتهى. ونظرًا لما تشهده بعض مناطق المملكة من ظروف طبيعية ومناخية شديدة القسوة يكبر التحدي أمام وزارة النقل التي تقوم بتأدية دورها في ربط السفوح الشرقية لجبال السروات بسفوحها الغربية وسهول تهامة وسواحل البحر الأحمر؛ كي يتم التواصل المروري، وتزدهر حركة التنقل والتبادل التجاري، وانتقال المنافع من وإلى تلك المناطق. ومن أجل ذلك وغيره بدأت الدراسات والبحوث الميدانية بكفاءة عالية؛ لتكون النتائج إيجابية، تؤكد إمكانية تحقيق الحلم، وجعله واقعًا. وتستهدف استراتيجية وزارة النقل في مجال الطرق ربط المدن والقرى النائية بشبكة من الطرق التي تصل إلى كل مناطق المملكة. ويعد تنفيذ هذه العقبات من أكبر الإنجازات لوزارة النقل في مجالات الطرق، ليس في المملكة فحسب، بل في العديد من مناطق العالم، سواء من حيث وعورة المنطقة المقام عليها، أو الجهد الذي بُذل في تنفيذها، وتطبيق أحدث المواصفات في بناء الطرق الجبلية. وقد ربطت هذه العقبات بين المناطق المختلفة، وساعدت على زيادة الاتصال بين أهالي وسكان تلك المناطق النائية، ووفرت عليهم الكثير من العناء والجهد الذي كانوا يبذلونه في التنقل من مكان إلى آخر عبر وسائل بدائية. ولا شك أن تلك العقبات قد أحدثت حركة تنموية كبيرة، أنعشت المناطق اقتصاديًّا وسياحيًّا واجتماعيًّا وتعليميًّا، وساهمت في بناء مفاهيم جديدة في عشرات المدن ومئات القرى والهجر التي وصلت إليها وارتبطت بها فوق قمم الجبال وسفوح الوديان، وأعطت المواطن السعودي الكثير والكثير من الاهتمام الذي يوليه قائد مسيرة التطور والبناء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في كل ربوع المملكة للمشروعات الحيوية كافة التي تأخذ بالبلاد إلى مصاف الدول الناهضة المتقدمة. وقد روعي في تصميم تلك العقبات النواحي الهندسية والجمالية، بما يتفق مع طبيعة البيئة السياحية للمناطق.