- وهيب الوهيبي / تصوير - التهامي عبدالرحيم: نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- رعى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، مساء أمس، الحفل الختامي للمسابقة المحلية على جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره (للبنين والبنات)، في دورتها الثامنة عشرة، وذلك بفندق رافال كمبنسكي بمدينة الرياض. وأكد سموه في كلمة له، أن من أجلّ النعم على أمة الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، فكلما تمسكنا بهديه في جميع شؤوننا كانت لنا العزة والمنعة، وكلما بعدنا عنه أصابنا الذل والتفرق. وقال سموه: إن عليكم أيها الأبناء واجباً عظيماً تجاه دينكم ثم وطنكم، فحافظ القرآن لا بدّ أن يكون قدوة فاعلة، وأن يتخلق بأخلاق القرآن، وبسيرة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى يكون نافعاً لدينه ووطنه ومجتمعه، مطالباً الطلاب بأن يتحصلوا على العلم النافع الذي يحميهم -بعد الله تعالى- من الانحراف وأن يتمسكوا بالوسطية التي حث عليها ديننا الحنيف بلا غلو ولا تفريط. وقدّم سمو أمير منطقة الرياض في ختام كلمته الشكر للقائمين على تنظيم هذه المسابقة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وعلى رأسهم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، والعاملون معه، كما شكر أصحاب الفضيلة رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمناطق المملكة على ما بذلوه في سبيل إقامة المسابقات في المحافظات والمناطق. وقال سمو أمير منطقة الرياض في تصريح صحفي عقب الحفل: تشرّفت في هذا المساء بإنابة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لي بحضور هذه المسابقة المحلية التي تحمل اسمه وهو غالٍ علينا جميعًا، وأحب أن أنقل للمقام الكريم مشاعر لمستها من الحضور والفائزين، تنمّ عن أن هذه البلاد تسير -ولله الحمد- بالمنهج السليم وفق ما أسس على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، متمنيًا أن يكون هذا العطاء متوافقًا مع ما خطط له خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -حفظهم الله-. وأوضح سموه أن هذا القرآن حماية من كل الأمراض التي تعترض مسيرة الإنسان في حياته الحضارية، ويجب أن نهتم به ونجعله نصب أعيننا فهو المنهج والحياة، ومنهج هذه البلاد هو تسخير كل الإمكانات لخدمة هذا القرآن الكريم، مؤكدًا استمرار دعم حلقات القرآن، وحملة القرآن لهم دور كبير في خدمة هذه البلاد. وكان الحفل قد بدئ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الأمين العام لمسابقة القرآن الكريم المحلية والدولية الدكتور منصور بن محمد السميح كلمة، أوضح فيها أن شباب الأمة وفتياتها هم سواعدها التي تبني بهم مجدها، وتحمي بهم بيضتها، ويعظُم الجيل، وتعلوه المهابة، إذا تربى على موائد القرآن، ونشأ على الإيمان، مبيناً أننا نحتفي هذه الليلة بأبنائنا الفائزين، ليصل مجموع المتنافسين أكثر من 1600 متسابق ومتسابقة عبر ثمانية عشر عاماً. وأشار إلى أن المسابقة صاحبها الدورة التدريبية على مهارات تحكيم المسابقات القرآنية في نسختها العاشرة أفاد منها 49 متدرباً ومتدربة من مختلف مناطق المملكة ليبلغ مجموع من دربتهم أمانة المسابقة 350 متدرباً ومتدربة. بعدها استمع الحضور إلى نماذج من تلاوات المتسابقين، عقب ذلك ألقيت كلمة الفائزين، عبّروا فيها عن فخرهم بمشاركة سمو أمير منطقة الرياض في حفل الليلة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، مؤكدين أن من نعم الله تعالى عليهم أن يسّر لهم حفظ القرآن الكريم، وأعانهم على تلاوته، وسخّر لهم من يعينهم على إتقانه بحضور قلب. إثر ذلك ألقى رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة القصيم الشيخ سليمان الربيع، كلمة عبّر فيها عن سروره برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وتشريف سمو أمير منطقة الرياض لهذا الاحتفاء المبارك في هذه الليلة المباركة لتكريم حفظة كتاب الله -عز وجل- وأعظم به من شرف وفضل {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} وإنه لمن توفيق الله لعبده. وقال: لقد منّ الله -عز وجل- على هذه البلاد المباركة بالإمامين المحمدين قيادة ودعوة فرحمهما الله -عز وجل- رحمة واسعة، ثم منّ بالمؤسس الملك عبدالعزيز الذي بعون الله وتوفيقه وحّد صفها وجمع شملها وكلمتها وأرسى أمنها، واستخرج بفضل الله -عز وجل- ثرواتها فأسبغ عليه الرحمة وجعل الجنة منزله ومستقره، ثم سار على نهجه من بعده أبناؤه البررة -رحمهم الله تعالى جميعًا- حتى عصرنا الميمون عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله ونصره- الذي أسعد الله به قلوبًا وأقرّ به عيونًا ونصر به جيوشًا وأغاث به ملهوفًا وأعزّ به جنودًا، فلتهنئي بلادي بملك حازم مع الشر وأهله، عطوف على شعبه وأمته، ولتسعدي يا أمة الإسلام بخادم الحرمين الشريفين وحاميهما -بعد الله سبحانه وتعالى- سلمان بن عبدالعزيز الذي حقق الله -عز وجل- به الآمال وكشف بفضله ومنته به الألم، فاللهم اجزه عن بلاده وشعبه وأمة الإسلام خير ما جزيت به عبداً من عبادك الصالحين. بعدها استمع الحضور لنماذج من تلاوات المتسابقين. إثر ذلك ألقى عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد المطلق كلمة سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، حث فيها الفائزين بالمسابقة على العناية بالقرآن، وأن يعلموا أن المشوار طويل، وأن القرآن شرف عظيم، وأن المؤمن إذا ازداد عملاً به ازداد تدبرًا له وزاد نصيبه من هذا الشرف، وأن الأمة تأمل بهم خيرًا ليكونوا نورًا يقتدي بهم غيرهم، وأطباء يصلحون ما فسد عند غيرهم، لا نريد منهم فقط أن يكون صالحين بل نريد أن يكونوا مؤثرين، مصلحين ينفعون مجتمعهم وينقذون إخوانهم ممن زاغت بهم الشياطين وأفسدتهم في مجالات المخدرات والإرهاب والإلحاد والفساد. ثم ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ كلمة، أكد فيها أن القرآن الكريم هو منهجنا وطريقنا القويم الذي نرى أوله في الدنيا والآخرة في جنات رب العالمين، مبيناً أن القرآن الكريم منهج المملكة والسنة النبوية منذ أول يوم أسست به، فهنيئاً لنا الثبات على حمل هذا القرآن وتطبيق تعاليمه وما جاء فيه من عقيدة وشريعة وخلق وسلوك وتربية وهداية لنا في الدنيا، ونرجو أن يكون لنا حجة في الآخرة. وأكد معاليه أن الحرص على الرقي بالدنيا والتمدن بالحضارة بمنهج هذا القرآن هو التميز المطلوب لأن الاستسلام والتخاذل أمام الفكرة الغربية العلمانية أو الليبرالية الغربية وهن لا يليق بأمة أعزها الله بهذا القرآن أن تكون متخاذلة وهي معها النور المبين والحق المستبين ولا مرية في ذلك. وفي ختام الحفل، كرّم سمو أمير منطقة الرياض الفائزين بجائزة الملك سلمان المحلية. حضر الحفل أصحاب المعالي الوزراء والفضيلة العلماء وأعضاء لجنة تحكيم المسابقة وعدد من المسؤولين وأولياء أمور الفائزين.