رحلا عن الدنيا سوياً وغادرا الحياة معاً، إنهما الشاب الفقيد سلطان بن حماد الدهيمان وزوجته الفقيدة هيا بنت حمد المغيولي رحمهما الله.. رحلا عن الدنيا وودّعا الحياة عندما تعرّضا لحادث مروري مؤلم أثناء سفرهما من حفر الباطن متجهين إلى القصيم للذهاب إلى محافظة عنيزة، وبعد مرورهما بمركز (قبة) أعترضهما جمل في وسط الطريق فكان الحادث المفجع الذي كانت معه نهاية حياتهما،، لم يكن ذلك فحسب فقد كان معهما طفلاهما اللذان يمتلآن نضارة وبهاء، وقد أصيبا في هذا الحادث المؤلم بإصابات متفاوتة، ونقلوا جميعا لمستشفى مركز قبة وهناك تبين أن الشاب الفقيد سلطان وزوجته الفقيدة قد غادرا الحياة وودعا الدنيا عند وقوع الحادث،، وانتشر خبرهما الذي فجع ولا شك أسرتيهما والناس أجمعين .. يقول المتنبي: كانت الصدمة قوية ومؤثرة، وكان رحيلهما صعباً ومؤلماً،، غادر الفقيدان سلطان وزوجته الدنيا وتركا خلفهما طفلين صغيرين، سيكبران وسيكونان أشد حزناً على فراق والديهما، لكنهما سيعملان على الوفاء لهما والبر يهما في كل عمل مخلص ومبرور، إلى جانب الدعاء لهما في السر والعلن .. عمل الفقيد سلطان الدهيمان في القوات المسلحة بالتشغيل والصيانة ورسم خطوات نجاحاته في عمله، وقد انتقل بعمله إلى حفر الباطن، حيث عينت زوجته الفقيدة في قطاع التعليم وظلا هناك يعملان بالجد والإخلاص لوطن الحب والوفاء ويتطلعان لمستقبل أفضل .. سنظل نبكي فراقهما ونشارك أسرتيهما الدعاء لهما أن يتجاوز عنهما ويسكنهما جنات النعيم .. وستظل كل القلوب المحبة لهما وأسرتيهما تشارك في التعبير عن مشاعرهم، كما شاركت تلك الجموع الكبيرة في تشيعهما بالمقبرة التي امتلأت بهم فقد كان المشهد كبيراً وعظيماً. وللعلم فإن الفقيدة هي ابنة الشاعر الكبير الراحل حمد بن عبد الرحمن المغيولي، الذي أقام في تبوك نازحاً من عنيزة إليها لوجود المناخات المناسبة لعمله .. رحم الله الفقيدين وأسكنهما فسيح جناته وألهم أسرتيهما الصبر والسلوان و {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.