شاركت شركة «سابك» -ثالث أكبر شركة كيماويات متنوعة في العالم- في فعاليات المؤتمر السنوي لمنتدى بواو الآسيوي الذي عُقد في 23 مارس الجاري، تحت شعار «مستقبل آسيا الجديد: عوامل جديدة، ورؤية جديدة»، حيث تبادلت الشركة وجهات النظر مع مجموعة من كبار المسؤولين الحكوميين في آسيا والصين، وعدد من قادة الصناعة ورجال الأعمال العالميين. وترأس وفد «سابك» صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، رئيس مجلس إدارة «سابك»، مع عدد من قيادي «سابك» التنفيذيين، وتُعد هذه المشاركة الثامنة ل»سابك» على التوالي في المؤتمر. وألقى سمو الأمير سعود كلمة خلال الجلسة الافتتاحية يوم أمس، تحدث خلالها أيضاً رئيس الوزراء الصيني، لي كه تشيانغ، وبعض القيادات السياسية والاقتصادية العالمية. وستلعب «سابك» دوراً في نهج التحول الاقتصاد الصيني من مرحلة «صُنع في الصين» إلى مرحلة جديدة يُطلق عليها «ابتُكر في الصين»، من خلال الاستفادة من قوة التقنية والابتكار، الأمر الذي جسدته مذكرة التفاهم الثلاثية الأخيرة التي تم توقعيها بين «سابك» ومعهد داليان للفيزياء الكيميائية DICP، وأحد معاهد البحوث التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم CAS، والشركة الصينية الوطنية للبترول CNPC في 22 مارس الجاري. وحول دور «سابك» في المنطقة، قال سمو الأمير سعود: «تشهد منطقة الصين وآسيا تحولاً اقتصادياً غير مسبوق، ما يفرض مسؤولية مشتركة على الشركات العالمية الرائدة مثل «سابك»، لدعم السياسات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية الواعدة في هذه المنطقة، إن المستجدات والتطورات الحديثة مثل الخطة الخمسية الثالثة عشرة التي وضعتها الحكومة الصينية، يمكنها زيادة حجم التبادل التجاري والتعاون الدولي بمستويات تصاعدية. لقد برزت أهمية الترابط العالمي الآن بصورة أكثر وضوحاً، وذلك مع بروز الفرص الجديدة للتعاون عبر مختلف البلدان والصناعات». وتعمل الصين على مواءمة وتقويم سياساتها الاقتصادية لتتحول إلى مفهوم اقتصادي جديد، يركز أكثر على الاستهلاك المحلي والابتكار والاستدامة. وهنا يبرز دور «سابك» كشركة عالمية رائدة يمكنها التعاون مع الزبائن والشركاء الصينيين، لإيجاد حلول لمواد مبتكرة تُصمم خصيصاً للسوق الصينية، عبر جميع مراحل سلسلة القيمة، بدءاً من البحث والتطوير، والإنتاج والتوزيع، ووصولاً إلى المبيعات، وبما يخدم قطاعات صناعية رئيسة تشمل: البناء والتشييد والطاقة النظيفة والكهربائيات والإلكترونيات والأجهزة الطبية والنقل ومواد التغليف الخاصة بالمنتجات الغذائية. ويُعد منتدى بواو أحد أهم المنابر الاقتصادية على المستوى العالمي، حيث يشارك فيه قيادات اقتصادية عالمية، وقد جرى تعيين الأستاذ يوسف البنيان، نائب رئيس مجلس إدارة «سابك» الرئيس التنفيذي (المكلف)، عضواً في مجلس إدارة المنتدى. وفي إطار التعليق على اهتمام «سابك» بزبائنها في هذه المنطقة من العالم، قال البنيان: «نركز بشكل كبير على دعم طموحات زبائننا التجارية، فمن خلال التعاون مع المؤسسات والشركات الصناعية الصينية وقادة الابتكار في المنطقة مثل (معهد داليان للفيزياء الكيميائية) و(الأكاديمية الصينية للعلوم)، و(الشركة الصينية الوطنية للبترول)، يمكن لزبائننا انتظار المزيد من الحلول المستدامة التي يتم إيجادها في الصين، ومن أجل الصين، وهذا ما نُشير إليه في شعارنا «كيمياء وتواصل TM». وبموجب مذكرة التفاهم، تتعاون «سابك» مع كل من (معهد داليان للفيزياء الكيميائية) و(الشركة الصينية الوطنية للبترول) في عمل بحثي مشترك يهدف إلى تطوير حفاز جديد، وتصميم إجراءات تصنيع جديدة، لتحويل الميثان إلى أوليفينات وعطريات وهيدروجين دون عملية أكسدة، وذلك باستخدام تقنية حديثة، من شأنها تبسيط إجراءات التصنيع وجعلها أكثر فعالية، حيث تتميز هذه التقنية بكونها صديقة أكثر للبيئة، مقارنة بالطرق التقليدية المستخدمة حالياً. وحول فوائد هذه التقنية قال المهندس عوض آل ماكر، نائب الرئيس التنفيذي للتقنية والابتكار في «سابك»: «نرى في هذه التقنية الجديدة التي تُعد الأولى من نوعها، إمكانات هائلة تؤهلها لإضافة قيمة كبيرة لصناعة البتروكيماويات في الصين والعالم، وبمجرد بدء استخدامها صناعياً، ستوفر هذه التقنية سبلاً جديدة لاستخدام الغاز الطبيعي بفعالية عالية، فضلاً عن توفير إمكانات غير محدودة لإنتاج كيماويات جديدة بطريقة أكثر استدامة». وتشكل مذكرة التفاهم أحدث خطوات التعاون الاستراتيجي بين «سابك» و(معهد داليان للفيزياء الكيميائية) منذ عام 2012م، وكانت «سابك» قد وقعت اتفاقية أخرى مدتها خمس سنوات مع (الأكاديمية الصينية للعلوم) في عام 2014م، لإجراء بحوث مشتركة في مجال الكيماويات، والهندسة الكيميائية، لهدف تطوير تقنيات وحلول متقدمة، وتطوير المواهب وتبادلها. وسيتم بموجب الاتفاقية تقديم منح دراسية لأفضل 30 طالباً من طلاب الدراسات العليا والمشرفين عليهم هذا العام في (الأكاديمية الصينية للعلوم)، سعياً إلى رعاية الجيل الجديد من المبدعين الذين سيسهمون في بناء مستقبل الصين وآسيا.